طباعة

بالمستندات.. وفاة مواطنة بـ"بكتيريا" سوء التعقيم في أحد المستشفيات الخاصة

الجمعة 28/04/2017 09:34 م

رنا محمد

ثريا ضحية الاهمال بالمستشفى


"في ليلة سوداء لا تنسى أُصيبت والدتي بصعوبة في النطق وارتفاع في ضغط الدم، مما جعلني هرعت لأستغيث بسيارة إسعاف تأتي لتُقل والدتي إلى المستشفى"، هذا ما رواه السيد "محمد عبد العزيز" رجل الأعمال عما جرى لوالدته المتوفاة نتيجة للإهمال الطبي، وإن صح التعبير "الفشل الطبي الذريع".

حيث وصلت سيارة الإسعاف لُتقل السيدة "ثريا محمد محمد عبدالله" البالغة من العمر 90عامًا، إلى معهد ناصر الذي لم تلقَ به مكانًا للعلاج، وذلك في تمام الواحدة والنصف صباح يوم 13يناير2017، فقد وقع طبيب الاستقبال والطوارئ، الكشف الطبي على الحالة، ووجد أنها تعاني من صعوبة بالكلام واضطراب بالوعي نتيجة جلطة بالمخ وارتفاع بضغط الدم، وبعد عمل تحليل سكر وتحليل سيولة، وعمل رسم قلب وأشعة مقطعية على المخ، تلقت علاج الطوارئ الطبي اللازم لها.

ودخلت "ثريا" العناية المركزة بمستشفى "ن - ت" تحت إشراف الطبيب المعالج، وذلك لمدة 6 أيام حتى خرجت من المستشفى في 19 يناير2017، حيث أفاد التقرير الطبي عند خروج الحالة من المستشفى بأن الحالة تحسنت، حيث كانت تعاني من جلطة بالمخ وضمور بالمخ أدى إلى اضطراب في درجة الوعي، وضعف في الجزء الأيمن من الجسم مع صعوبة في البلع والكلام، وكان إجمالي مصروفات المستشفى 22893 وتم تسديدها بالكامل.

وقال "محمد عبد العزيز" ابن المتوفاة:"أردنا إجراء فحص طبي لوالدتي للاطمئنان على حالتها الصحية، فتوجهنا إلى مستشفى بالمعادي في نفس يوم خروجها من "ن - ت" بتاريخ 19 يناير2017، وجاء في تقرير دخول المستشفى بأن والدتي تعاني من التهاب رئوي حاد وذبذبة أذينية مع تاريخ مرضي للسكر وضغط الدم بالإضافة إلى جلطة سابقة بالمخ والشريان التاجي".

وفي نفس يوم دخول "ثريا" المستشفى تم عمل أشعة على منطقة الصدر تبين من خلالها إصابتها بالتهاب في الشعب الهوائية وليس التهاب رئوي حاد كما أدعى التقرير الطبي لدخولها المستشفى، حيث يدل ذلك على خطأ في التشخيص الطبي لـ"ثريا" عند دخولها المستشفى، والذي يتنافى مع نتيجة الأشعة التي أُجريت في اليوم التالي بتاريخ 20 يناير2017 يفيد بإصابتها بالتهاب في الشعب الهوائية وليس التهاب رئوي.

وفي اليوم التالي بتاريخ 21 يناير تم إجراء تحليل مزرعة لـ"ثريا" وذلك للاشتباه في وجود بكتيريا في جسمها، فتبين من التحليل خلوها من أي أنواع من البكتيريا، و22 يناير تبين من خلال إجراء تحليل آخر إصابة "ثريا" ببكتيريا "الميرسا MRSA"، وبذلك يتبين أنها أًصيبت بها داخل المستشفى.

إذ أن هذه البكتيريا هي سلالة بكتيريا المكورات العنقودية المضادة للمضادات الحيوية، إذ أنها تفرز إنزيم "البنسلين" المثبط لتأثير المضادات الحيوية كـ"البنسلين" وجميع مركبات "السينالوسبورينيز"، وتأتي الإصابة بهذا الميكروب البكتيري نتيجة عدم النظافة بالمستشفيات ودور الرعاية الصحية، حيث يظهر على هيئة بثور صديدية تتسبب في إحمرار الجلد في شكل قروح، ويصاحبه أعراض كارتفاع بدرجة الحرارة والآلام والالتهابات.

وفي يوم 27 يناير2017 تم إجراء أشعة مقطعية على منطقة الصدر تبين من خلالها إصابة المريضة بالتهاب رئوي حاد، مما يدل على إصابتها بذلك الالتهاب بعد دخولها المستشفى بأسبوع، أي بداخل المستشفى.

وفي اليوم التالي بتاريخ 28 يناير2017 تم إجراء تحليل دم لـ"ثريا" أفاد بإصابتها ببكتيريا "الميرسا MRSA".

وأضاف "محمد عبد العزيز": "إن والدتي كلما كانت ترى أي من الأطباء أمامها والممرضات كانت تغلق عينيها وفهما وتمتنع عن تناول الدواء، فقد كنت أوصي الممرضات بالرفق بها عند إعطاءها الدواء ليقابلنه بالرد: "مش لما نعيش عمرها دا كله الأول نبقى نديها الدواء".

كما يروي "عبد العزيز" بأنه يوم الوفاة في 10 فبراير2017 أبلغهم الطبيب المعالج بضرورة نقل "ثريا" للعناية المركزة لشفط البلغم من على صدرها، وبدخولها العناية انخفض ضغط الدم ليصل إلى 30 على 20 وهبوط حاد بعضلة القلب.

ويرى "عبدالعزيز" بأن الطبيب لم يخرج من جسمها بلغما ولكنه أخرج كمية كبيرة من الدم ويقول له "روح جهز كفن والدتك لحاد ما عضلة القلب تتوقف عن العمل.

ووافت "ثريا" المنية في تمام الثالثة صباحا من يوم الجمعه الموافق 10 فبراير2017 ، فقد ذكر بلاغ الوفاة الصادر من مستشفى "ن - ب" بأن سبب الوفاة تسمم في الدم نتيجة التهاب بكتيري شديد مع ذبذبه أذينية وجلطة بالمخ، وعند تواجدها بالعناية المركزة حدث لها هبوط حاد بعضلة القلب والجهاز التنفسي حيث تم عمل تنشيط صناعي لعضلة القلب ولكن دون جدوى وتوفت.

فيما جاء سبب الوفاة المذكور بشهادة الوفاة الصادرة من مكتب الصحة بجزيرة السلام، أن الوفاة حدثت نتيجة ارتفاع ضغط الدم، وتضاربت أسباب الوفاة بين بلاغ الوفاة الصادر من "ن - ب" وشهادة الوفاة الصادرة من مكتب الصحة، وأن هبوط عضلة القلب سبب انخفاض حاد في ضغط الدم وليس بسبب ارتفاعه كما يزعم مكتب الصحة.

وأوضح "عبدالعزيز": "عندما تلقيت خبر الوفاة أصبت بحالة من الانهيار الشديد لما حدث لوالدتي أمامي من معاملة غير أدمية من جانب ما يسمّوا بأطباء حيث عند دفع مستحقات المستشفي72 الف جنية، بينما كانت مستحقات طبيب العناية المركزة "28875" إذ أنني عندما رأيت المبلغ تعالى صوتي وتشاجرت مع موظف الحسابات حول ضخامة المبلغ مقابل أنهم السبب الرئيسي وراء وفاة والدتي وعندما توعدتهم بالانتقام بالقانون تراجع الموظف عن ذلك المبلغ مقدمًا اعتذاره عن نسيانه وضع العلامة العشرية ليصبح المبلغ "2887.5".

وتقدم "عبد العزيز" في 5 مارس2017 ببلاغ في قسم دار السلام ضد مستشفي "ن - ب" وتحرر محضر برقم 1697 إداري دار السلام وذلك تحت المسئولية الشخصية لمقدم البلاغ "محمد عبد العزيز".