طباعة

بالفيديو والصور.. "المواطن" يكشف سرقة 200 قطعة أثرية في الشرقية

السبت 06/05/2017 07:21 م

أحمد القعب

"19 طبقًا، 11 تمثالاً، و6 منحوتات على أشكال يد، و7 صَوالِجُ وعناقيد وحلي ومذهبات، وأكثر من 150 قطعة أثرية بأشكال مختلفة، كل هذا حصيلة عملية بيع واحدة من سلسلة عمليات أكدت مصادرنا أنها تتم شهريا مما يعني وجود أكثر من 12 ألف قطعة ذهبية، باعتبار أن عمليات البيع تتم منذ 6 سنوات، خاصة عقب ثورة 25 يناير 2011.

"المواطن" حصلت على الفيديو الذي يوضح قيام أحد التجار بمنطقة صان الحجر بمحافظة الشرقية، بعرض ما يصل لـ 300 قطعة أثرية تم الحصول عليها جراء التنقيب في الليل بمناطق صان الحجر والأراضي الزراعية.

وأكد مصدر بمنطقة آثار صان الحجر، والتي كانت قديما عاصمة لمصر، أن المركز دائما وأبدا مصدر للكنوز فهو مهد الرسل والأنبياء ومركزا للقيادة المصرية بالعصور الفرعونية القديمة، والتي منها خرجت الحضارات للعالم، مؤكدا أن صان وحدها بها أكثر من 30 منطقة تنقيب، وأن هناك مشروعا قديما للتنقيب في الأراضي الزراعية التي يشتبه بها، ذلك المشروع خلق من ورائه مطامع المواطنون نحو التنقيب السري عقب سماع تلميحات مفتشي الآثار وتنبؤاتهم التي طالما كانت مصدر الهام للكثير من أبناء المنطقة في التنقيب والبحث، ليأتي ذلك الإلهام ونجد الآثار تخرج تباعا ونجد هناك بعض الأفراد الذذين لا يتخطى حاجز ممتلكاتهم مبلغ 200 ألف، متخذين الفيلات والأراضي التي تتخطى 100 فدان ملكا لهم، من أين هذا؟ وهل هناك وظيفة أو مشروع يمكن الشخص من الحصول على ممتلكات تتخطى حاجز 50 مليون في ثلاث أو أربع سنوات؟.

من جانبه، أكد "م. ش"، أن تلك القطع الأثرية عرضت قبل أيام بمبلغ 120 ألف جنيه، حيث تم رفض الصفقة وتم العرض مرة أخرى من مشترين بالقاهرة بمبلغ 40 ألف جنيه، وهذا ما رفض حيث طالب البائع بمبلغ أكثر من 800 ألف جنيه لتباع القطع في النهاية بنصف مليون جنيه.

فاقوس.. بئر داخل منزل وأبواب زنج على المخازن الأثرية

وعلى بعد عدد من الكيلومترات والمركز المجاور فاقوس، الأمر لا يقل خطورة حيث تنقيب البعثات الأجنبية الأوربية عن الآثار المصرية بالأراضي الزراعية مع وجود مشرفين من وزارة الآثار، إلا أن ذلك لم يكن التأمين الكافي، فمن خلال رصد كاميرا "المواطن" لمخازن الآثار وجدت أنها عبارة عن باب زجاجي بقفل يمكن لأي آلة خفيفة أن تكسره، كما أن المنطقة التي تتواجد بها مخازن تخزين القطع التي يتحصل عليها المنقبون المصريين أو الأجانب عبارة عن حوائط من بناية واحدة بفرد من الطوب الذي يمكن هدمه بسهولة والحصول على ما بداخله.

وفي ذلك أكد أحد الحراس، أن المخازن تنخفض عن البيوت والمنازل المحيطة بواقع أكثر من 4 أمتار مما يجعلها مكانا ممتاز للاستهداف والملثمين، مثلما قبل ذلك من عمليات سرقة.

وأكد، أننا منوط بنا الحفاظ والدفاع عن الإثارة التي هي ملك الشعب أكمل في مواجهة اللصوص أو الملثمين أو كل من يسول لنفسه السرقة بآلات هي غاية في الاستغراب فلا نملك سوى شومة، أيعقل أن نواجه ملثمين مزودين بأسلحة ونحن بشوم؟، من هنا كانت الغلبة لهم ومطامعهم على الآثار المصرية، مؤكدًا إذا كانت المخازن ندافع عنها بالشوم فما بالك بمناطق التنقيب التي هي في الأصل داخل الأراضي الزراعية أو البيوت وأسوارها مثل البئر بتل الطبعة داخل أحد المنازل التي بها سور.

الحسينية.. المواطنون يحكمون

وعلى بعد أقل من 7 كيلومترات من صان الحجر يوجد مركز الحسينية وهو المركز الأكبر بالمحافظة لتجد فيه نفس المأساة وعمليات حفر استمرت قرابة 40 سنة من قبل الأهالي نظرا لوجود المنطقة الأثرية "التل" داخل الحيز العمراني للتزاحم عليه المباني من جميع الاتجاهات، وبرواية سكان المنطقة أن الآثار كانت تخرج أمام أعين المواطنين تحت تهديد السلاح ظهر ذلك الأمر جليا أثناء وبعد الثورة، حيث لا يبعد مركز الشرطة سوي 200 متر عن تلك المنطقة، ومع ذلك لم يحول وعمليات التنقيب والنهب، إلا أنه في الفترة الأخيرة حينما منع أعمال الحفر وفوض عدد من الأفراد لحراسة المنطقة حيث يتم الحفر الآن من قبل الأجهزة المختص، ولا يعني ذلك أن التنقيب من قبل الأهالي منع فهناك العديد من المناطق التي تكون تحت وصايا المواطنون من زراعية أو سكنية يقومون بالتنقيب فيها ليلا، خاصة وأن المنطقة التي بها الحراسة لا تتعدى 300 متر، في حين أن الأصل لقيام عدد من المقابر هنا كان يتسع لأكثر من 3 كيلومترات في جميع الاتجاهات، بحسب الخرائط والرسومات والأبحاث، مما يضع كافة تلك المناطق تحت مهام وتصرف المواطن.