طباعة

بائع العرقسوس.. "البهلوان" الذي يخفف عن المصريين "نيران الحر"

السبت 06/05/2017 11:12 م

رحاب جمعة - تصوير: محمد صلاح

بائع العرقسوس

مع بداية فصل الصيف يجوب شوارع المحروسة كالبهلوان، تتعرف عليه من ألحانه التي يعزفها بـ "صاجاته" النحاسية التي يصدر بها أصواتًا محسوبة، وبملابسه المميزة حيث يرتدي سروال أسود واسع من منطقة الحجر يضيق عند القدمين، وسترة واسعة ملمومة بحزام جلد عريض يوازن الأثقال التي يحملها على كتفه لمواصلة جولته بالشوارع.

على كتفه يعلق إبريق نحاسي كبير، وحوله فتحات بها عدد من الأكواب التي يستخدمها ليروي المواطنين، ما إن تراه تعلم أنك أمام صاحب أحد المهن القديمة العريقة، الأمر الذي يظهر لك من طريقة لباسه التراثي، إنه بائع العرقسوس.

تعرفه الشوارع والحارات المصرية، تخصص في بيع السعادة لعطاشى الشعب المصري، من خلال الأثقال التي يحملها على كتفه مقابل جنيه واحد، ليواصل العمل في المهنة التي توارثها عن أحبابه.

"محمد" شاب ثلاثيني يبيع شراب "العرقسوس"، بعد أن توارث المهنة عن والده، ليتخذها مهنته التي عمل بها طوال 17 سنة، هو أب لأربع أطفال "علي" 11 سنة، "فارس" 6 سنوات، "مي" 4 سنوات، "محمود" عامين.

يبدأ محمد عمله من السابعة صباحًا، ويستمر في التجول بالشوارع والحارات حتى الساعة الخامسة مساءًا فضلًا عن انتهائه من بيع إبريق العرقسوس كله.

كالآخرين يعشق الحر وأشعة الشمس، حيث يتغاضى عن حراراتها وأضرارها مقابل الحصول على مصدر رزقه الذي يسطع في فصل الصيف فقط، حيث الحرارة العالية التي تجعل المواطنين ينهالون على شرب المثلجات التي يكون العرقسوس منها.

يحمل أثقالًا يجوب بها الشوراع تحت أشعة الشمس ومطاردة الأمن.. هذه المصاعب التي يتعرض لها محمد وأي بائع عرقسوس آخر، حيث قال محمد لـ "المواطن": "أنا يوميًا باخد حقنة في ظهري علشان أقدر أنزل أشتغل.. ورجلي ماشي عليها بالمسكنات.. المهنة صعبة وعلشان نكسب منها بتموت ألف مرة في اليوم علشان نروي عطش الناس.. ممكن نكون احنا عطشانين بس أكل العيش مر.. ده غير التعب اللي بنتعبه في العادي أوقات بنجري واحنا شايلين الأحمال دي علشان نبعد عن البلدية اللي مش بيكفيها رميتنا في الشارع كمان بيكدرونا".

وفي نهاية حديثه، قال محمد موجهًا حديثه للرئيس عبد الفتاح السيسي وللمسئولين قائلًا: "يا ريس إحنا تعبنا.. مش بنلاقي ناكل.. بشتغل بس في بيع العرقسوس في الصيف.. نفسي في كشك ولا عربية أقدر اشتغل من خلالها علشان أرتاح شوية من العذاب اللي بتعرضله علشان أجيب أكل عيالي".