طباعة

الدور المصري وتفعيله في المصالحة الليبية

السبت 13/05/2017 05:23 م

عواطف الوصيف

سقط نظام معمر القذافي في العشرين من أكتوبر عام 2011، ثم لقي مصرعه وقتل على أيدي مجموعة من الثوار في مدينة سرت التي احتمى بها في أيامه الأخيرة، ربما لأنها تمثل له مسقط رأسه، لتعلن بعدها السلطة الانتقالية في الثالث والعشرين من الشهر ذاته تحرير البلاد ودخولها عهد جديد من الحرية والديمقراطية، التي يطمح إليها الشعب الليبي.

يعرف عن معمر القذافي أنه هو قائد ثورة ليبيا ضد الملك إدريس السنوسي، حيث تزعّم القذافي حركة الضباط الأحرار الوحدويين من أجل تحرير ليبيا فيما يعرف بثورة الفاتح، ونجحت هذه الثورة نجحت في سبتمبر في الإطاحة بحكم السنوسي، أي قبل شهر واحد من نجاح الشعب الليبي في ثورته ضد ثائره القديم الذي حرره من حكم الملك محمد إدريس السنوسي.

داعبت الأحلام مخيلة الليبيين ببلد غني تسوده العدالة والمساواة والديمقراطية والتآخي، لكن وبعد مرور عدة أعوام على سقوط القذافي، ماذا تحقق من هذه الأحلام، وتوالت الأسئلة على الأذهان ومنها على سبيل المثال: هل ستصير ليبيا كدبي، أم أنها تزحف بهدوء نحو مصير الصومال؟ وهل ما حدث خلال الأعوام الماضية ما يوحي بما هو أفضل من مدة حكم القذافي التي امتدت لـ42 عاما، أسئلة كثيرة لا تزال تبحث لها عن إجابة حيث أن نتيجة المصالحة لا تزال في عالم الغيب.

قررت الدول المجاورة لليبيا، التدخل وبشكل سريع لحل الأزمة التي تمر بها، وإنهاء الخلافات بشكل سريع، وكانت القاهرة من أكبر الداعمين لبرلمان طبرق وقائد الجيش التابع له، واندفع النظام الجديد في مصر بثقله السياسي والعسكري لترجيح كفة جبهة طبرق السياسية والعسكرية،. وقد عبَّر عن ذلك تصريح لخليفة حفتر، من أنه مع أي قرار تتخذه القاهرة يتعلق بالشأن الليبي.

آراء متنوعة:

هناك أراء تعتبر أنه وبعد أن أصبح الرئيس "عبد الفتاح السيسي" رئيسا للبلاد، فإنه يرى أن الحل الأمثل لإنهاء ما تعاني منه ليبيا، يعتمد على محورين رئيسين وهما، البرلمان والجيش، لأنهما خير وسيلة للتصدي للإسلاميين الذين يتحكمون في إتخاذ القرار في بعض المدن والعواصم داخل ليبيا.

خطوات جديدة:
نحن الأن بصدد محاولة جديدة من قبل النظام المصري الحالي، حيث يتم استضافة كل من رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير الخليفة حفتر، وذلك للتقريب بين وجهات النظر بين الجانبين، وبقية الأطراف الليبية، للوصول لحل للأزمة الليبية السياسية الحالية.

قبضة من حديد:

ويستلزم هنا الانتباه، أن الرئيس السيسي لا يزال يرى أن الحل يحتاج لقبضة من حديد، والدليل على ذلك أنه كلف رئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي بعقد جميع اجتماعات الأطراف الليبية خلال الفترة الماضية.

هل تم الوصول إلى بداية جديدة؟:

لا تزال النتائج في عالم المجهول، ولا نعرف ما الذي سيحدث خلال المرحلة المقبلة، وهل ستشهد ليبيا عصر جديد أفضل مما كان، لكن هناك بوادر إيجابية من خلال شراكة مصرية إماراتية، فمن الصعب إغفال أن الأيام السابقة شهدت اتفاقا ملحوظا بين "السراج وحفتر" وذلك تحت رعاية "مصرية إماراتية"، وتم حل جميع النقاط الخلافية، خاصة التي تتعلق بالجيش وأزمات الإرهاب وقضية المهاجرين والنازحين وأزمة الجنوب.

نستخلص مما سبق، أن مصر تولت أمر ليبيا بعد أن تطورت فيها الأوضاع للأسوأ، كمساعدة منها لإنهاء هذه الخلافات، وهي لا تزال تجري العديد من المحاولات، فهل ستتحسن الأوضاع في ليبيا بالفعل وستكون مصر هي صاحبة هذا الفضل؟.. هذا ما سيظهر خلال المرحلة المقبلة.