طباعة

الصين تتعهد بتقديم 8.7 مليار دولار للدول النامية للارتقاء بمعيشتها

الأحد 14/05/2017 09:41 ص

أ ش أ

الرئيس الصينى شى جين بينغ أرشيفية

تعهد الرئيس الصينى شى جين بينغ، اليوم الأحد، بأن تقوم الصين بتقديم مساعدات بقيمة 60 مليار يوان (نحو 8.7 مليار دولار أمريكي) إلى الدول النامية والمنظمات الدولية المشاركة في مبادرة الحزام والطريق لتنفيذ المزيد من المشاريع التى تساعد علي الارتقاء بمعيشة شعوبها.

وقال شي -في كلمته خلال مراسم افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى بحضور 29 رئيس دولة أو حكومة ومئات من قيادات المنظمات الدولية وكبار المسئولين من أنحاء العالم - إن مبادرة الحزام والطريق لا تسعى إلى إعادة اختراع العجلة بل تهدف إلى تكامل الاستراتيجيات التنموية للدول المعنية عن طريق الاستفادة من نقاط قوتها، واصفا طريق الحرير وروحه بأنهما أصبحا إرثا نفيسا وغاليا تعتز به الحضارة الإنسانية.

وأشار إلى أن مسارات طريق الحرير -الذي كان يربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا ويمتد لآلاف الأميال والسنين- يعد تجسيدا لروح " السلام والتعاون، والانفتاح والشمولية، والمعرفة والمنافع المتبادلة".

وأوضح الرئيس الصيني أن بلاده ستضيف 100 مليار يوان لصندوق طريق الحرير، كما أن هناك بنكين صينيين سيقدمان قروضا خاصة بقيمة 380 مليار يوان (حوالي 55.1 مليار دولار أمريكي) لدعم التعاون فى إطار الحزام والطريق، بالإضافة إلى استضافة معرض الصين الدولي للواردات اعتبارا من عام 2018، حيث إن بلاده ستشجع المؤسسات المالية على القيام بأعمال صناديق الرنمينبي في الخارج بقيمة حوالي 300 مليار يوان.

ودعا إلى أن يتم بناء الحزام والطريق كطريق للسلام، لأن السعي وراء تحقيق المبادرة وتنفيذها علي أرض الواقع يتطلب إيجاد بيئة سليمة مستقرة، كما حث أن تكون المبادرة منفتحة حتى تتمكن من تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المتوازنة.

ووصف شي المنتدى بأنه تجمع للعقول العظيمة لمناقشة التعاون المشترك والمساهمة، عن طريق المبادرة، فى جلب الخير للعالم، قائلا إنه منذ مئات الأعوام قام الأجداد باجتياز الصحاري والبحار لربط مختلف أنحاء العالم برا وبحرا لربط الشرق بالغرب، وبقايا السفن التي تم اكتشافها في إندونيسيا تعد خير شاهد علي هذا التاريخ المجيد لنشر السلام والتعاون والعلم والمعرفة والازدهار.

وأشار إلى ما قام به البحار الصيني الشهير تشينغ خه من عصر أسرة هان لربط العالم شرقا وغربا وكذلك ما فعله ابن بطوطة البحارة العربي وماركو بولو الرحالة الإيطالي، مؤكدا أن هؤلاء البحارة كانوا بحق رسل السلام علي طريق الحرير".

وقال الرئيس الصينى إن طريق الحرير ربط الحضارات علي ضفاف النيل ودجلة والفرات واليانجستي والنهر الأصفر ودعم تفاعل الحضارات ونشر الرخاء من أجل خير الإنسانية وتقدمها، كما أنه ربط المدن القديمة في الصين والعراق ومصر ودعم تبادل التجارة وتدفق المعرفة أيضا، وأدي إلى تبادل الشعوب السلع المختلفة مثل الحرير والخزف والورق، بالإضافة إلى نشر علوم الطب والفلك ومختلف المعارف والديانات.

وعلي هذا الطريق انتقل الأشخاص ورؤوس الأموال وازدهرت مدن مثل ألماتا وجوانجو والمدن الرومانية ومدن الشرق الأوسط مثل بغداد ودخلت أسرة هان الملكية عصرها الذهبي بسبب هذه التبادلات، مؤكدا أنه بالإمكان البناء فى الوقت الحاضر علي هذا الماضي المجيد من أجل مستقبل أفضل.

وأشار الرئيس الصينى إلى التطور الذي يشهده عالمنا اليوم، حيث ظهرت العولمة والتعددية القطبية وقال لم نشهد من قبل مثل الترابط والتبادل الذي نشهده اليوم بسبب العولمة، وتحدث عن العديد من التحديات التى تواجه شعوب العالم، داعيا إلى أن تكون التنمية أكثر توازنا وعدالة في التوزيع، محذرا من خطر الإرهاب والفساد اللذان يمثلان تحديا كبيرا للحضارة الإنسانية ويتطلبان التعاون من الجميع لمواجهتهما والقضاء عليهما.

وأوضح أنه منذ طرحه فكرة المبادرة للمرة الأولى عام 2013 وحتى اليوم استقطبت الفكرة أكثر من 100 دولة ومنظمة .. واليوم بفضل الجهود منا جميعًا بدأت تؤتي ثمارها.

ودعا شي إلي التكامل بين خطط التنمية الصينية وخطط التنمية في مختلف البلدان فى العالم، لافتا إلى أن الصين وقعت أكثر من 40 اتفاقية تعاون مع مختلف الدول علي طول الحزام والطريق وفي طريقها للمزيد.

وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت البدء في تنفيذ الكثير من مشروعات البنية التحتية وخطوط السكك الحديدية في آسيا وأفريقيا وأوروبا، فضلا عن مد خطوط أنابيب النفط وذلك فى إطار المبادرة، وخلال السنوات الأربع الأخيرة شهدت الصين ودول الحزام والطريق الأخرى المزيد من الجهود لتوطيد الروابط التجارية وفي العامين الماضيين وصلت استثمارات الصين في دول المبادرة عشرات المليارات من الدولارات.

ونوه شي بإقامة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية للتعاون مع المؤسسات المالية الدولية القائمة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها لتمويل مشروعات التنمية فى أرجاء العالم وهو الأمر الذي يساعد فى تحقيق مبادرة الحزام والطريق.

كما تحدث عن التبادلات الشعبية، قائلا إن هناك عشرة آلاف منحة تعليمية مجانية تقدمها الصين للدول النامية كل عام وهناك الأعوام الثقافية مع مختلف الدول، فضلا عن التبادلات الشعبية الأخرى التى تقرب بين الشعوب وتحقق مصالحها وتؤدي إلى رخائها، مشيرا إلى أن البداية فى تحقيق فكرة المبادرة كانت هي أصعب جزء، وقد قطعنا هذه البداية بالفعل وعلينا أن نستمر فى الاستفادة من الزخم الموجود لاستكمال بناء الحزام والطريق.

ودعا الرئيس الصينى من خلال تحقيق المبادرة إلى العمل على محاربة الفقر والظلم الاجتماعي والاهتمام بالتنمية والتكامل بين البلدان ودعم التعاون الصناعي والتركيز علي المشروعات التعاونية الكبري التي تدفع بعجلة النمو كما حث علي خلق مناخ سليم موات للاستثمار المستقر ودعم الربط الإلكتروني والإنترنت والاستفادة من الثورة في مجالات تكنولوجيا الطاقة والدفع بإقامة المراكز اللوجستية ودعم الحوكمة العالمية ليعم الازدهار والرخاء العالم كله.

كما حث علي تعزيز روابط التجارة لأنها أحد المحركات الأساسية للتنمية ودعا إلى الدفع باقامة مناطق تجارة حرة وحل مشكلات ومعوقات التنمية والعمل علي التوزيع العادل لثمار النمو والتنمية.

وأكد الرئيس الصينى أهمية الابتكار والإبداع لتحقيق التنمية، داعيا إلى الدفع بتحقيق مختلف صور الابتكار التكنولوجي وبناء المدن الذكية وتعزيز التطوير التكنولوجي وتخصيص الموارد ومساعدة شباب المبتكرين علي تحقيق أحلامهم كما طالب بالاهتمام بالتنمية الخضراء وحماية البيئة.

ونوه بضرورة أن يكون الحزام والطريق رابطا لمختلف الحضارات ويؤكد علي تعايشها وعدم صدامها من خلال التفاهم والاحترام المتبادلين، مشددا علي أنه يجب علي الجميع التعاون معا لخلق مستقبل أفضل للعالم والبشرية.