طباعة

مركز توثيق فلسطيني: 8 شهداء في مايو وتصعيد إسرائيلي في القدس

الخميس 01/06/2017 11:42 ص

أصدر مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره الشهري حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال شهر مايو الماضي.

ورصد التقرير مجمل انتهاكات الاحتلال، كأعداد الشهداء، والجرحى، والمعتقلين، والاستيطان ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، وتهويد القدس، وغيرها من جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهر المرصود .

وجاء في التقرير أن ثمانية شهداء ارتقوا من بينهم ثلاثة أطفال على أيدي قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، خلال الشهر الماضي، ليرتفع عدد الشهداء منذ مطلع العام الحالي إلى 34 شهيدا من بينهم 9 أطفال، وسيدة واحدة.

وعن عمليات تهويد القدس، ذكر التقرير أنه في سابقة خطيرة تعتبر الأولى من نوعها، عقدت الحكومة الإسرائيلية جلستها الأسبوعية في منطقة حائط البراق لأول مرة منذ احتلالها عام 1967، تعبيرا عن ما تسميه إسرائيل «يوم القدس» والذي يشير بالمعنى السياسي "تحرير مدينة القدس وتوحيدها"، وصادقت الحكومة في هذا الاجتماع على بناء مصعد كهربائي كي يستخدمه اليهود للوصول من الحي اليهودي إلى حائط البراق، بدلا من الدرج الحالي.

وصادقت أيضًا على حفر نفق بطول 65 م بين مخرج المصعد، وحائط البراق، يصل إلى الجدار الغربيّ للمسجد ألأقصى تجاه الغرب، أي نحو الحي اليهودي، وعلى مشروع «سكة الحديد المعلقة» لتغطية مساحة البلدة القديمة والذي سيصل حتى باب المغاربة، بتكلفة 15 مليون شيقل، تهدف إلى تسهيل وصول آلاف المستوطنين اليهود إلى حائط البراق، من تحت الأرض بشكل آمن، وسريع، وبعيدا عن الأحياء العربية، وتوثيق علاقتهم بحائط البراق، وفتح الأبواب أمام تسهيل اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى.

ونظمت سلطات الاحتلال احتفالات استفزازية ومسيرات شارك بها الآلاف من المستوطنين، وشملت أيضا الاحتفالات إضاءات تهويدية على سور القدس القديم، ورسم شعارات تحمل نجمة داوود، ورقم (50)، فيما كثفت مجموعات المستوطنين من اقتحاماتها للمسجد الأقصى، والتي تخللها أداء طقوس تلمودية في باحاته تحت حراسة شرطة الاحتلال، التي اعتدت على حراس المسجد الأقصى بالضرب أثناء قيامهم بالتصدي لمجموعات المستوطنين، كما أصيب طفل فلسطيني بعد أن دهسته سيارة شرطة إسرائيلية، في منطقة باب العامود .

إلى ذلك وقع 41 عضو كنيست على عريضة لشركة المقاولات الإسرائيلية "صندوق القدس الموحدة"، التي تطالب بدعم تسويق أراضي تملكها الشركة قرب مستوطنة "معاليه ادوميم"، ويعتزم نائبين في الكنيست الإسرائيلية طرح مشروع قانون يحمل "القدس الكبرى"، والذي يهدف لضم المستوطنات المحيطة بالقدس إلى "بلدية القدس"، وهي: "معاليه ادوميم"، و"غوش عتصيون"، و"بيتار عيليت"، و"افرات"، و"جفعات زئيف".

في سياق منفصل، كشف النقاب عن مخطط سري يقضي بفصل مخيم شعفاط وبلدة كفر عقب عن بلدية الاحتلال، مع بقائها تحت إشراف لجنة إسرائيلية، فيما صادقت بلدية الاحتلال على إقامة 4 أنفاق في مفترق التلة الفرنسية، أحدها يتجه نحو مستوطنة "معاليه أدوميم"، وإذا تم تنفيذ هذا المشروع سيكون بالإمكان السفر من تل أبيب إلى البحر الميت دون المرور بأي إشارة ضوئية، واعتدت مجموعة من المستوطنين على حي وادي حلوة في سلوان، وقاموا بإلقاء الحجارة على المنازل السكنية، وتوجيه الشتائم للسكان.

وفي إطار «أسرلة» التعليم وتهويد المناهج التعليمية في القدس، أعلن مؤخرًا عن خطة خماسية طرحتها الحكومة الإسرائيلية، تتضمن بناء غرف صفية جديدة شرق القدس، بغية زيادة عدد صفوف الأول الابتدائي، التي تعمل وفقاً للمنهج الإسرائيلي، وزيادة نسبة الحاصلين على شهادة "البجروت" الإسرائيلية، حيث سيتم تخصيص حوافز مالية اكبر للمدارس شرق القدس، التي ستعمل وفقا للمنهاج الإسرائيلي .

أما عن الاستيطان ومصادرة الأراضي، فقد صادقت ما تسمى "الإدارة المدنية" الإسرائيلية على مخطط لبناء مستوطنة جديدة جنوب مدينة نابلس، لسكان بؤرة "عامونا" المخلاة منذ عدة أشهر، وذلك بعد صدور موافقة سياسية لتنفيذ ذلك، حيث سيكون موقع المستوطنة قرب مستوطنة "شيلو"، على الطريق الواصل بين نابلس، ورام الله .

كما كشفت مصادر صحفية عبرية عن بدء عدة شركات إسرائيلية تسويق (452) وحدة استيطانية في كل من مستوطنة "غيلو"، و"هار حوماه"، جنوب القدس المحتلة، بالإضافة إلى "بسجات زئيف" و"النبي يعقوب" المقامة على أراضي مدينة القدس.

كما تم نشر مناقصة لبناء (209) وحدات سكنية في "تل تسيون"، الحي الاستيطاني الجديد الذي سيؤدي إلى توسيع مستوطنة "كوكب يعقوب" الواقعة وسط الضفة الغربية، حيث تمت المصادقة على هذه الوحدات في سنوات سابقة .

إلى ذلك نصب مستوطنون خياما، ومنشآت سكنية، وبركسات للثروة الحيوانية، وخلايا شمسية للإنارة في خربة السويدة بالأغوار الشمالية، في محاولة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة فوق أراضي السكان، وخربة السويدة واحدة من الخرب في الأغوار الشمالية، التي كان الفلسطينيون يسكنون فيها، إلا أن الاحتلال يعمل منذ سنوات على تفريغ هذه المناطق من السكان .

على صعيد آخر، استأنفت سلطات الاحتلال أعمال بناء جدار الفصل العنصري حول قرية الولجة جنوب مدينة القدس المحتلة، بعد أن سمحت محكمة الاحتلال باستئناف أعمال البناء.

وفي ذات السياق، اقتلعت سلطات الاحتلال المستوطنون عشرات أشجار الزيتون، في كل من: بلدات بورين، وبرقة في محافظة نابلس، بالإضافة إلى اقتلاع (60) شتلة زيتون في خربة بزيق في طوباس، ونحو 300 شتلة عنب في بلدة الخضر، جنوب بيت لحم.

وعن عمليات هدم البيوت والمنشآت، قامت سلطات الاحتلال، خلال مايو الماضي، بهدم (16) بيتا، ومنشأة في كل من الضفة الغربية، والقدس شملت (8) بيوت، بالإضافة إلى (8) منشأت تجارية، وزراعية، وحيوانية، وتركزت عمليات الهدم في مناطق العيسوية، والطور، وصور باهر، ومخيم قلنديا بالقدس، وقرية الولجة بمحافظة بيت لحم، ويعبد بمحافظة جنين، والجفتلك بمحافظة أريحا.

فيما وزعت سلطات الاحتلال أوامر بالهدم، منها أربع بنايات سكنية في شارع المطار ببلدة كفر عقب، وديوان قرية العيسوية. ودمرت قوات الاحتلال خطوط المياه الرئيسية في قرية بردلة في الأغوار الشمالية التابعة لمحافظة طوباس.

وذكر تقرير صادر عن منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن 90 ألف مقدسي مهددين بفقدان منازلهم لعدم وجود رخص بناء، والحكومة الإسرائيلية لم تخصص سوى 12% من مساحة الأرض في القدس الشرقية للفلسطينيين، بينما خصصت 35% من أراضي القدس الشرقية، لبناء مستوطنات يهودية .

كما تصاعدت وتيرة اعتداءات المستوطنين بشكل ملحوظ في كافة أرجاء الضفة الغربية، ومدينة القدس، ففي محافظة نابلس استشهد المواطن معتز بني شمسه من بلدة بيتا جنوب نابلس، وأصيب صحفي بعد أن اطلق مستوطن النار عليهم على الشارع الرئيسي في بلدة حواره، كما وأصيب ثلاثة مواطنين بعد الاعتداء عليهم من قبل قطعان المستوطنين، قرب مفترق يتسهار، وقرية مادما جنوب نابلس، وفي بلدة برقه غرب نابلس قام المستوطنون بقطع عدد من أشجار الزيتون.

وكذلك حاول المستوطنون السيطرة على أرض زراعية قرب قرية مادما، من خلال نصب خيمة ووضع سياج في محيط قطعة الأرض، وقام المستوطنون بإضرام النار في الأراضي الواقعة بين قريتي بورين، ومادما، وأحرق مستوطنو مستوطنة "براخا" عددا من أشجار الزيتون في بلدة بورين جنوب نابلس، وكذلك اضرموا النار في جرافة تابعة لأحد المواطنين في القرية، وحطموا زجاج سيارة آخرى، واقتحم مئات المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال قبر يوسف شرق نابلس، وأدوا طقوس تلمودية داخله، وكذلك في موقع "ترسله" المخلاه الواقع على طريق جنين - نابلس، وأضرم مستوطنون النار بأرض زراعية، قرب قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس .

وفي محافظة الخليل، أصيب طفلان بحادثين دهس من قبل المستوطنين قرب مدينة يطا ومستوطنة "كريات أربع"، واعتدى مستوطنون على المواطنين في البلدة القديمة بمدينة الخليل، وفي محافظة بيت لحم دخلت مجموعة من المستوطنين إلى أراضي المواطنين الزراعية في منطقة عين قسيس الواقعة غرب بلدة الخضر، ورشت مبيدات سامة على نحو (300) شتلة عنب، ما أدى إلى إتلافها.

فيما ردم المستوطنون بئرا يزيد عمره عن (250) عاما للمياه قرب البؤرة الاستيطانية "سيدي بوعز" غرب بلدة الخضر، وأغلقت قوات الاحتلال مدخل الخضر الشمالي، بسبب مارثون للمستوطنين في المنطقة.

وفي محافظة القدس، قام مستوطن بدهس مواطن في المنطقة الصناعية عطروت شمال القدس، واعتدى مستوطنون من مستوطنة "آدم" على مواطنين قرب قرية جبع شمال شرق القدس، وقامت مجموعات المستوطنين التابعين لعصابات "تدفيع الثمن" بثقب اطارات نحو (20) سيارة في بلدة شعفاط شمال القدس.

وفي محافظة سلفيت، جرفت آليات المستوطنين أراضي المواطنين في بلدة بروقين، من أجل توسيع المنطقة الصناعية التابعة لمستوطنة "آرئيل"، وجرفت آليات المستوطنين أراضي زراعية في بلدة دير بلوط، من أجل دفن نفايات خطيرة فيها.

وفي محافظة رام الله، أصيب مواطن من بلدة سلواد شرق رام الله بجروح، بعد إطلاق مستوطن النار عليه، وقامت قوات الاحتلال باعتقاله بعد ذلك.

وفي الأغوار، واصل المستوطنون عربدتهم على المزارعين، ورعاة الأغنام في خربة المزوقح، وعين الساكوت في الأغوار الشمالية، وفي "خلة حمد" قام المستوطنون بوضع معالم على الأرض التي استولوا عليها قبل عام، وأقاموا بؤرتهم فيها، من خلال شق طرق وزراعة الأرض بالأشجار، وتسهيل الأرض لإقامة منشآت أخرى، كما ودمرت قوات الاحتلال أرضا زراعية قرب قرية تياسير، وصادرت أسيجه، وأعمده منها .

وعلى صعيد الاعتقالات، قامت قوات الاحتلال باعتقال نحو (530) مواطنا خلال مايو الماضي، من بينهم عشرات الأطفال، في كل من الضفة الغربية، والقدس، وقطاع غزة، كما علق الأسرى داخل السجون الإسرائيلية إضرابهم المفتوح عن الطعام، الذي استمر 40 يوما، بعد تحقيق جزء كبير من مطالبهم الإنسانية .

إلى ذلك قامت سلطات الاحتلال بإصابة وجرح نحو (580) مواطنا، من بينهم عشرات الأطفال خلال مسيرات التضامن مع الأسرى، وذكرى النكبة، حيث تم إصابة (52) مواطنا بالرصاص الحي، ونحو (130) مواطنا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأكثر من 400 إصابة بالغاز السام، والمسيل للدموع.

وتواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث شملت الاعتداءات 23 عملية إطلاق نار، وقصف مدفعي على المزارعين، ورعاة الأغنام في المناطق الشرقية للقطاع، أسفرت عن إصابة (44) مواطنا بجروح، بالإضافة إلى (4) عمليات توغل بري لعدد من الجرافات، التي قامت بتجريف أراضي المواطنين شرق محافظتي خان يونس، ودير البلح.

وشملت الاعتداءات أيضا (22) حادثة إطلاق نار تجاه مراكب الصيادين في عرض بحر غزة، أسفرت عن استشهاد صياد، وإصابة آخر، بالإضافة إلى اعتقال(6) آخرين، وقامت طائرات الاحتلال برش مبيدات سامة على محاصيل المواطنين، ومزروعاتهم شرق دير البلح وخان يونس، ما تسبب بإتلاف هذه المحاصيل.