طباعة

رؤية بريطانية: 67 أساس المعاناة الحالية والصراع العربي الإسرائيلي

السبت 10/06/2017 12:46 م

ترجمة: عواطف الوصيف

قرأنا العديد من الرؤى في مختلف الصحف العالمية، التي حاولت تحليل حرب الخامس من يونيو 1967، التي نشبت بين الجانبين المصري والإسرائيلي، والتي أسفرت عن سلسلة من الهزائم يصعب نسيانها لما كان لها من تأثير سلبي على المنطقة بأسرها، وزاد ذلك خلال الحقبة الأخيرة بشكل ملحوظ، وذلك لذكرى مرور 50 عاما على هذه الحرب، أو تحديدا هذه النكسة.

حاولت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، تناول هذه القضية لكن بطريقة مختلفة، أو من خلال نقطة أخرى، فلم تحاول استدراك الماضي، أو رصد وقائع تاريخية حدثت، أو وثائق وأحداث أطلع عليها العديد من الأجيال، فقد عملت الجريدة على تناول هذه القضية من زاوية، تأثيرها على الصراع العربي الإسرائيلي، الذي لا تزال تعاني منه المنطقة بأسرها الآن، وهو ما سيتضح لك سيدي القارئ خلال السطور القادمة.

وصفت "إندبندنت" البريطانية، النصر الذي تمكن إسرائيل من تحقيقه في حرب 67 ب"بأهم وأبرز ما حققته إسرائيل على مدار تاريخها كله"، مشيرة إلى أن ذلك أدى إلى حدوث فروق عديدة لها شعبا وحكاما، موضحة أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، قد أعترف بذلك أيضا.

وفقا لما ورد، فإن انتصار 67 لم يكن مفاجئة صادمة بالنسبة للعرب فحسب، فقد كان مفاجئة صادمة أكثر بالنسبة لإسرائيل، لأنه كان بمثابة تأمين للدولة اليهودية، وفي نفس الوقت قوة تعزيز لدولة إسرائيل على المستوى الإقليمي.

تقول الصحيفة، أن حرب 67 لم تكن النهاية للصراع العربي الإسرائيلي، فقد كانت بداية لحرب حقيقية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث أعتمد كل جانب منهم على الطريقة التي تروق له، لاسترداد حقه من الأخر، لتشهد الأراضي المحتلة صور عدة للعنف والقتل وسفك الدماء.

من ناحية أخرى، ووفقا للرؤية البريطانية، فهناك سبب رئيسي وراء تأجج حالة العنف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهو أن الشعب الفلسطيني لا يعترف بالمكاسب التي حققتها دول إسرائيل في 67، ويريدون استردادها بأي شكل من الأشكال، مشيرة إلى ضرورة الانتباه بأن ما تمارسه إسرائيل في إحتفالتها بذكرى 67 يثير استفزازات الشعوب العربية كافة، وليس الشعب الفلسطيني فحسب، لذلك يكون من الطبيعي استمرار حالة الصراع العربي الإسرائيلي حتى الأن.

تابعت الصحيفة موضحة، أنه لا شك من أن حرب 1948 بالنسبة للشعب الفلسطيني، كانت نكبة حقيقية لكن حرب 67 كانت بالنسبة لهم نكسة وهي أسوأ من 48 وبمراحل.

تجدر الإشارة هنا إلى الكاتب الإسرائيلي جديون ليفي، وهو كاتب رأي في صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، والذي التفتت "إندبندنت" لرؤيته أيضا، حيث عرض نظرة تستحق الدراسة، فقد تساءل ما إذا كان شغف السيطرة على الأراضي الفلسطينية كان يستحق حقا كل العناء الذي تكبدته الحكومة الإسرائيلية، منذ حرب67 وحتى الأن، معتبرا أن إسرائيل وإن تمكنت من نيل أجزاء وأراضي كانت تتمنى أن ةةتفرض قوتها عليها، فقد خسرت في المقابل صورتها أمام العالم أجمع، وأصبحت الدولة اليهودية، دولة إحتلال يمثلونها مجموعة من مغتصبي الأرض والحقوق، ولا يبالون بدماء الأبرياء.

وأختتمت "إندبندنت" بالإشارة إلى نقطة هامة، وهي أنه وعلى الرغم من الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مؤخرا من جولته التي تضمنت القدس المحتلة ودولة إسرائيل، كمحاولة منه لإنهاء حالة العنف في الأرض المحتلة، وعلى الرغم من استعداد ممثلي السلطة الفلسطينية للتعاون معه، إلا أن السياسة التي تمارسها إسرائيل منذ 67 من بناء للمستوطنات اليهودية، يجعل من هذا الحلم سراب يستحيل تحقيقه.