طباعة

احترس من «الديب ويب».. أسرار جديدة قد لا تعرفها عن الإنترنت

الجمعة 16/06/2017 12:09 ص

مديحة عبد الوهاب

قد يتسائل كثيرين، هل الإنترنت الذي اعتدنا تصفحه يوميًا هو كل، هل لا شيء هناك خلف هذه الشبكات، لكن يبدو أن الأمر بات أعقد بكثير مما نتخيل، خاصة حين تعلم أن ما يتصفحه ٦ مليار إنسان على وجه الأرض لا يزيد عن 15% من جحم الإنترنت الحقيقي.. أما البقية فهو عالم قد تحتاج إلى الحذر الشديد عند محاولتك دخوله.

"المواطن" اقتربت أكثر من عالم الجنس والمخدرات والمسروقات لتكشف ما لا تعرفه بالتأكيد في السطور التالية.


هل تساءلت يوماً كيف يتواصل الجهاديون والقائمون على التنظيمات الإرهابية بعضهم بعيداً عن أعين الأجهزة الاستخباراتية حتى الآن؟ من المؤكد أن ذلك لا يتم عبر حسابات تويتر وفيسبوك، والتي يمكن ببساطة اختراقها وتحديد مواقعهم أينما كانوا، خصوصاً في ظل الصراعات التي تدور بينهم على الساحة الرقميّة، فما هو سرهم؟

بما أن هذه التنظيمات تعمل بعيداً عن النور، فإنها تلجأ إلى الجانب المظلم من الانترنت، ذاك المكان الذي يقع خارج سيطرة الحكومات، ويشكل شبكةً متكاملةً غير خاضعة للسيطرة وهي الـ “دارك ويب (Dark Web)”.

لا تستخدم "الشبكة السوداء" المتصفحات العادية التي تعرض من محتوى الانترنت سوى القشرة الخارجية، بل تسخر أنظمةً معقدةً تسمح لمستخدمها أن يسرح ويمرح دون حسيب أو رقيب.

في هذا العالم المظلم يتم استخدام برامج ومتصفحات خاصة كـ Onion - Tor، التي يدخل عبرها المستخدم عالماً مرعباً، والجزء الأكثر إثارة للرعب هو الـ “ديب ويب - Deep Web”، أو الانترنت العميق، الذي يحوي كل ما يخطر على البال من الممنوعات.

يمكن لأي شخص الولوج إلى الـ “دارك ويب”، ولا يمكن نفي الجوانب الإيجابية له، حيث يؤمن تواصلاً كامل السريّة للمستخدمين الذين يعيشون في بلدان تحكمها أنظمة قمعية، وذلك من أجل التواصل وتبادل المعلومات مع الخارج، ككوريا الشمالية والصين وسوريا.

وسبق للناشطين في الثورة السورية أن لجأوا لـ “دارك ويب” للاختفاء عن عيون قوى الأمن، حتى أن الناشط السوري دلشاد عثمان أكد أنه لولا هذه التقنية لما حصلت الثورة في سوريا.

لكن الجانب المظلم من الـ "دارك ويب" مرتبط بكل ما هو غير قانوني، إذ يمكن الحصول على أي شيء. على سبيل المثال، تأسس موقع "طريق الحرير" في العام 2011، وهو متخصص بتأمين الممنوعات كالمخدرات والأسلحة وحتى تجارة الرقيق الأبيض. ألقي القبض في العام 2013 على مؤسسه ليغلق نهائياً في العام 2015، إلا أن عدداً من المواقع البديلة ظهرت فوراً لتلبية الطلبات على المخدرات وغيرها.

يعيش في قاع الانترنت كذلك مواقع مرتبطة بالطقوس الشيطانيّة وجرائم القتل، وصولاً للأكثر شناعةً، وهي مواقع التحرش بالأطفال، والتي ينشط أصحابها ويطالبون من قبل القائمين عليها بأن ينشروا ممارساتهم ضمن الموقع.

تعتبر الـ "دارك ويب" متطورةً لدرجة أنها تمتلك عملةً خاصة يمكن أن تُشترى وتتبادل وتسمى الـ "بيت كوين". تتم التعاملات المالية المرتبطة بالحسابات البنكية للمستخدمين بصورة سريّة، وتعتبر موثوقة إذا كان الموقع على الـ "دارك ويب" الذي يتعامل معه المستخدم موثوقاً، وإلا قد يتعرض للاحتيال.

ومؤخراً قامت مجموعة “انونيمس Anonymous” بقرصنة أحد المنصات الخاصة بتنظيم "داعش"، والتي تبين أنها مزيفة، لكن لاحقاً وإثر هجمات باريس هذا العام، تمت أيضاً قرصنة موقع آخر لهم من قبل المجموعة ذاتها واستبداله بمنصة لبيع مضادات الاكتئاب والمقويات الجنسيّة.

إلا أن تنظيم "داعش"، وبعد إغلاق الموقع، غير النطاق الذي يستخدمه، بل ونشر تعميما على الـ "دارك ويب" يفيد بتغيير الموقع الجديد ومعلومات التواصل بعنوان "إصدارات الخلافة" وتم تعميم الموقع الجديد.

وحسب الكثير من التصريحات والأبحاث، فإن هناك قسماً خاص في تنظيم "داعش"، مسؤول عن التواصل واستخدام الـ "دارك ويب" بصورة احترافية تحمي تنظيم "داعش" من الملاحقة والاختراق وتأمين تبادل المعلومات والتمويل، وهذا ما تحاول الاستخبارات الأميركية التصدي له، وخصوصاً أن هناك العديد من الملفات النصية التي تشرح كيفية التبرع لتنظيم "داعش"، وتتحدث الملفات عن أهمية التبرع للجهاد ويشرح آلية تحويل النقود عبر الـ "دارك ويب".

كما تحاول العديد من الدول إحكام السيطرة على العالم الذي تحويه الـ "دارك ويب"، وبالرغم من شبه استحالة ذلك، فإن أفرع أمن المعلومات وغيرها تسعى دائماً لتتبع ما يحصل داخل هذه الشبكة.

وتأسست مؤخراً "القوات الخاصة لمكافحة الجرائم الرقمية" في الاتحاد الأوروبي، وذلك بدعم من مركز الجرائم الرقمية الأوروبيّة، والتي تسعى لمكافحة الجرائم والنشاطات المشبوهة في أوروبا وغيرها من البلدان كالولايات المتحدة بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالية والأمن الوطني.

في واقع الأمر، لا يمكن الجزم بجدوى الجهود الممارسة للسيطرة وملاحقة ما يحدث في الـ "دارك ويب"، لأنها حقيقة عالم لا يمكن السيطرة عليه، فهي أشبه بقارة غير متكشفة.

الأشياء التي يمكنك شراءها في هذه المواقع :

المخدرات

كميات فردية أو تجارية من المخدرات القانونية و الغير قانونية من كل الأنواع متاحة للبيع في القبو الرقمي. متجر الطريق الحريري Silk Road الألكتروني، أكبر متجر للمخدرات والذي تم إغلاقه الآن، بلغ حجم أعماله 200 مليون دولار في خلال 28 شهرًا.

2- العملة المقلدة
النقود المزورة تتباين فيما بينها كثيرًا من حيث الجودة والتكلفة، لكن اليورو، والجنيه الاسترليني، والين، كلهم متاحون للبيع. ستمائة دولار قد توفر لك شراء 2500 دولار من العملة الأميريكية المقلدة، مع وعد بقدرة العملة المقلدة على تخطي قلم الفحص والأشعة فوق البنفسجية.

3- المستندات المزورة
جواز السفر، رخصة القيادة، أوراق الجنسية، إثباتات الشخصية المزورة، الشهادات الجامعية، أوراق الهجرة، بل وبطاقات إثبات الشخصية الدبلوماسية، كلها متاحة في السوق غير القانوني.

4- الأسلحة الشخصية، والذخيرة المتفجرات
الأسلحة، مثل الطبنجة الشخصية، ومتفجرات C4 يمكن شراءها من الشبكة المظلمة. يشحن الباعة بضاعتهم في مغلفات خاصة لتجنب أشعة إكس، أو يبعثون بأجزاء السلاح مخبأة داخل ألعاب، أو آلات موسيقية أو أجهزة إلكترونية.

5- القتلة المأجورون
مقدمي الخدمة – ومن بينهم شركة تسمى كولولهولو C’thulhu على اسم الوحش الذي ابتكره الكاتب ه. ب. لوفكرافت H.P. Lovecraft في رواياته – يقدمون دعاياتهم بعبارة “حلول دائمة لمشكلات شائعة”. هؤلاء القتلة المأجورون يقومون بكل شيء، بداية من الضغائن الشخصية حتى الاغتيالات السياسية، ويقبلون مقابل أعمالهم الدفع عن طريق البيتكوين (bitcoin) كأجرة، ويقدمون دليلا مصورًا على إتمام المهمة.

6- الأعضاء البشرية
في الأركان الأشد ظلمة من الشبكة، تنتعش سوق سوداء ضخمة للأعضاء البشرية. الكلى قد تباع لقاء 200 ألف دولار، القلوب مقابل 120 ألف دولار، و الكبد مقابل 150 ألف دولار. زوج من الأعين يكلف 1500 دولارا.

– محركات البحث السرية
في أواسط عام 2014، اخترع الهاكرز محرك بحث جرامز Grams، وهو محرك البحث الأول في الشبكة المظلمة الذي تم توزيعه بنطاق كبير. يتيح جرامز للمجرمين المستقبليين البحث عن المخدرات و السلاح و حسابات البنوك المسروقة عبر العديد من المواقع المخفية. الأدهى أنها تحتوي على زر “ضربة حظ” I’m Feeling Lucky و يحتوي على إعلانات استهدافية، حيث يقوم مروجو المخدرات بالتنافس على معدلات المرور.