طباعة

"يا عين..يا ليل".. عندما تختلط الفرحة بالحزن وتشارك صلاة العيد مع الجنازة

الأحد 25/06/2017 01:15 م

منار سالم

مين جاي مرساها مين رايح..لحظة ميلاد الفرح كان فيه حبيب رايح، فكيف تجلس جلسة سمر وتخاف فجأة من كثرة ضحكك وفرحك وتستكثر الفرحة على قلبك، او تهتم لفرحتك وجارك حزين

فمن حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس)، وفي رواية لمسلم (حق المسلم على المسلم ست قيل ما هن يا رسول الله؟، قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه.

عندما يختلط الفرح بالحزن أو يتحول الفرح لحزن، كثيرا ما سمعنا عن موت شخص من كثرة الفرح فتحولت الفرحة إى ظلام وحزن.
كانت البيوت المصرية فيما مضى يتحدد مصير فرحها وحزنها حسب جيرانها فان كان شارعا كاملا حزين لا تجد فرح يقام فيه الا بعد انتهاء حزن صاحب البيت كمشاركة مجتمعية، لكن في السنوات الاخيرة تغيرت الطباع المصرية والاخلاق التي تأثرت بما حولها فلا تتعجب عندما ترى في نفس المبنى فرحا وعزاء او منزلين بجوار بعضهما البعض احداهما حزين والاخر يكتسح بالسواد.
الفرح والحزن يمكن ان يشمل أيضا الشهداء، فكيف تمتلئ جنازته بالتهاني والزغاريد، رغم حزن القلوب، ورغم سرادق العزاء الذي يتم نصبه
ويمكن ان يمتلئ قلبك بالفرح والسعادة مع بعض فمن أشهر الاغاني المصرية"يا عيني يا ليلي" رغم أنها تسعي للفرح والطرب الا ان تلك الكلمتين دليل على الحزن
وفي الصورة المرفقه أكدت كيف تحول الشعب من شعب يراعي جيرانه ويهاب الموت الى شعب لا يعبء الا بفرحته وذاته، شعب لا يهاب الموت بل يذهب لالتقاط الصور جواره، ولا يعتبر من الموت، العبرة التي تكون في حد ذاتها
بناء لخلق المصري، فتمر الجنازة وتابوت الموت يختلط بالفرح الذي لا يلتفت للحزن ويعتبره كأنه سيارة في طريق لا يجب ان تلتفت فيه الا لنفسك وطريقك الذي تحاول ان تقطعة دون معرفة الغيب الذي يمكنه ان يجعلك مشاركا لهذا الحزن في نفس الطريق، ومارا بنفس ما حدث لجارك ووقتها لا تلومه على أداء حقك كما لم تؤدي حقه.

ومن منطلق "لا حزن دائم ولا فرح دائم"، يمكن أن يصلي إمام المسجد صلاتين الأولى صلاة العيد، وفرحته، ثم يختم الصلاة ليؤدي لاخرين صلاة الجنازة على فقيدهم، وهو ما حدث اليوم في "مسجد مساكن شيراتون"، والتي تحدث في مسجد اخرى وسنوات أخرى، فان كنت ممن شارك في صلاة العيد ورأى الجنازة فهل شاركت حزن أخيك المسلم، وجارك، هل أفسحت مجالا للجنازة، ثم عدت لفرحك، أم لم تهتم.