طباعة

"المواطن" ترصد آراء المواطنين بشأن تصريحات مسؤولي السكة الحديد عن انتهاء السوق السوداء

الخميس 06/07/2017 07:17 م

مديحة عبد الوهاب

تصاعدت في الآونة الأخيرة، الشكاوى من المواطنين، بشأن مافيا السوق السوداء، التي سيطرت على تذاكر القطارات، بالمحافظات المختلفة وباتت لهم، بابا للرزق والتكسب وتكوين الثروات، وتزايدت هذه الاعتراضات في موسم عيد الفطر الماضي، حين لم يسطتع المواطنين شراء تذاكر سفر، ما سبب حالة من الغضب بين رواد السكة الحديد.

وقد صرح المهندس خالد عطية، رئيس شركة تكنولوجيا معلومات النقل التابعة لهيئة السكة الحديد "ترانس اى تى"، إن السوق السوداء لبيع تذاكر القطارات انتهت، وأنه لا رجعة له، "المواطن" رصدت آراء المواطنين في تصريحات مسؤول السكة الحديد في السطور التالية.

يقول أحمد عبد الله، موظف، أنه يوميا يستخدم القطار، لكن ما يشعل الأمر، هو إقبال المواطين على السفر عبر القطارات في مواسم الأعياد، التي يتزايد فيها إقبال المواطنين على المواصلات العامة عموما، وبشكل خاص القطارات، لأنها توفر الكثير من الأموال إذا ما قورنت بوسائل المواصلات الأخري، ومن هنا تبدأ السوق السوداء، والسمسرة، وبيع التذاكر بطريقة غير شرعية.

ويضيف حمادة السيد، طالب جامعي، أنه يستقل القطار بشكل مستمر، حيث يسافر إلى جامعته بالقاهرة، ومعظم الأوقات لا يجد تذاكر، ما يضيع عليه أيام دراسية كثيرة، أو يضطره لتحميل نفسه نفقات زائدة ويتسخدم وسيلة مواصلات أخرى، فضلا عن إهداره مزيدًا من الوقت في اللحاق بفصله الدراسي، ووقتها يبدأ البحث عن سمسار لتسهيل الحصول على تذكرة للقطار، وآراء المسؤولين "مجرد شو" حسب تعبيره، وقد لا يتمكنون من ضبط الأمر كما يجب.

وتشير منال محمود، ربة منزل، إلى أنها أحد أكثر الناس معاناة، مع القطارات، حيث تستقله على فترات قريبة، لزيارة، طبيبا استشاريا، للتعافي من مرض السكر، الذي أصأبها قبل 10 أعوام، وأنها لا تستطيع ركوب المواصلات العادية لارتفاع نفقاتها، خاصة وأنها محدودة الدخل، وتابعت: "نتمني فعلا أن يتحقق ما صرح به المسئول، حتى نستطيع استخدام القطارات دون أن نقع فريسة للنصابين، وتجار السوق السوداء، مما يجعل سعرالتذكر مضاعفًا في أحوال كثيرة.

وتوضح "محمود" أن القطارات ستكون فيما بعد الملاذ الوحيد للقادمين والمتنقلين بين المحافظات، رغم أنها تستهلك وقتا كثيرًا يضيع بلا فائدة، لكنه يوفر نصف نفقات الأجرة تقريبا.

وعلى صعيد آخر، فقد أبدي بعض المواطنين اعتراضات على الطريقة التي تدار بها منظومة القطارات، حيث أن تصريحات المسؤولين حسب تعبيرهم تكون في أغلب الأحيان حبر على ورق، ما يضع الجميع في مواجهة شبح خفي، لا يمكن تعقبه أو الحد من تحركاته.

فيما تباينت تصريحات آخرين، ما اعتبروه مجرد بداية، ولا يمكن الحكم عليها الآن، فالمسؤولون لا يمكن عصي سحرية، لكي يغيروا كل شيء في ثوان معدودات، وانتظار النتائج لن يضر إذا تأملنا فيهم فقط حسن النية ، والعمل على مصلحة المواطن، حتى لا تتراكم الأعباء ولا نجد لها متنفسا، ما سيتسبب في حالة غضب جمة، بين المواطنين.

ونصح البعض الآخر، بالإبلاغ عن أي مواطن يشتبه في تهريبه للتذاكر أو الاحتفاظ بيها وبيعها في السوق السوداء، ما اعتبروه جهد موازي لجهد الحكومة في القضاء على المشكلة، وأن الحل لا يمكن فقط في جهات التنفيذ والرقابة لكنه يمكن تحقيقه عن طريقة التعاون المثمر بين كلا من المواطن والمسؤول، لا إلقاء تبعاتها منفردة على المسؤول، أو تحميل المواطن فوق طاقته، ما يجعل كل الجهود المبذولة تضيع هباءا دون فائدة، بحيث لاتُحل المشكلة، ولا يتم الحد من تحركات هؤلاء، للتجارة في آلام ومعاناة بسطاء المواطنين، الذين تضطرهم الحاجة لاستقلال القطارات، معتبرين أن المشكلة متعددة الأطراف، وإنهاءها يتطلب تعاون وثقة بين المواطن والجهات التنفيذية.