طباعة

بعد ملاحقة السلطات الصينية لهم.. تعرف على أصل مسلمي "الإيغور"

السبت 08/07/2017 08:53 م

سارة صقر

لم تكن خلافات السلطات الصينية مع طلاب الإيغور حديثة، فمع مطلع العام الماضي 2016، عمدت السلطات الصينية وأجهزة مكافحة الإرهاب في الصين إلى التشديد على مسلمي "الإيغور"، الذين يشكلون ثقلا بشريًا لا يمكن الاستهانة به في إقليم شينغيانغ جنوب غرب الصين.

وتراقب السلطات الصينية ممارسة الشعائر الدينية التي يتبعها الإيغور، ومنعت التجمعات الدينية في بعض المساجد، خوفًا من عمليات عنف لأهداف انتقامية.

وكانت تايلاند قد أعادت أواخر 2015 ما يقارب 100 من أفراد "الإيغور" الصين.

من هما الأيغور؟
هم شعوب تركية الأصل يشكلون واحدة من 56 عرقية في جمهورية الصين الشعبية، ويتركزون في منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم، والتي تُعرف باسم "شينغيانغ".
وهم يتواجدون على مساحة تعادل 16 مساحة الصين، كما أنهم يتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين، ويُدينون بالإسلام ويمارسون شعائرهم الدينية من خلال مساجد ومنتديات دينية ويصومون في شهر رمضان، ولهم علاقات دينية تزداد رسوخا مع مسلمين من السعودية ومصر وبعض دول آسيا.

ومصطلح "الأويغور" يعني الاتحاد أو التحالف، كان يُطلق على أحد الشعوب التركية التي تعيش في ما يعرف اليوم باسم "منغوليا"، حيث كان الأويغور مع "الجوك" أقوى وأكبر القبائل التركية التي تعيش في آسيا الوسطى.

وفي العام 744 استطاع "الأيغور" بمساعدة قبائل تركية أخرى إطاحة إمبراطورية "الجوك التركية"، وأسسوا مملكتهم الخاصة بهم، التي امتدت من بحر قزوين غربا حتى منشوريا شمال شرق الصين والكوريتين شرقًا.

وأسس "الإيغور" الذين اعتنقوا الإسلام في القرن الثامن الميلادي، دولة سُميّت "القارا خانات" التي يسمى حاكمها قارا خان، وبعد ظهور السلاجقة واشتداد عودهم وازدياد قوتهم، صارت المنافس الأقوى لدولة القارا خانات في تلك المناطق: تركستان وكازاخستان حاليا.

ويعيش في إقليم شينغيانغ ذي الأغلبية المسلمة من أصول تركية ـ بحسب إحصاءات متضاربة – قرابة 28 مليون نسمة، منهم 12 مليونا من مسلمي "الإيغور" الذين دائمًا ما يحتجّون على النظام الصيني، حيث يرى كثير منهم أنهم يتعرضون للاضطهاد الديني والثقافي في البلاد فضلا عن ظلمهم اقتصاديا.

إقليم شينجيانغ
خلال مرحلة الازدهار الاقتصادي الصيني، حظيت شينجيانغ باستثمارات كبيرة في المجالات الصناعية ومشروعات الطاقة، الأمر الذي انعكس نظريا على الإقليم بالكامل.
وكانت الصين متحمسة لإبراز الإنجاز الذي تحقق، ولكن العديد من الإيغور شكوا من أن الهان ينفردون بالوظائف وفرص العمل، وأن أراضيهم صودرت من أجل مشروعات إعادة البناء.
خضعت أنشطة الصحافة المحلية والأجنبية لرقابة مشددة من الحكومة الصينية، وكانت المصادر المستقلة للأخبار قليلة في الإقليم.
ومع ذلك، وجه الإيغور في المقابلات التي أجرتها الصحافة معهم انتقادات حادة لبكين.
وتوحي الهجمات المتقطعة على الأهداف الصينية بأن النزعة الانفصالية لطائفة الإيغور تظل قوة كامنة وربما قد تكون عنيفة مستقبلا.
لكن المحللين يؤكدون أن ما لم يعالج الفقر والتهميش والتمييز باعتبارها العوامل المسؤولة عن وضع الإيغور، فإن النزاع لا يمكن حله.