طباعة

­عضو الجمعية المصرية للحساسية: انتشار القناديل رسالة تحذير

الثلاثاء 11/07/2017 03:57 ص

وكالات

حذر الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال، من الآثار السلبية والبيئية المترتبة على استمرار العالم في عدم الاهتمام الكافي بالبيئة وتغير المناخ بما في ذلك ما حدث مؤخرًا من زيادة في قناديل البحر في حوض البحر المتوسط.
وأشار بدران في هذا الخصوص إلى تداعيات ما وصفه بالفوضى البيئية والتلوث، والاستخفاف بالتوازن البيئي يؤدي إلى كارثة وهو ما أصاب البحر المتوسط بسبب عوامل المناخ، والذي أدى لإنعاش قناديل البحر وتغول هذه المخلوقات الهلامية، لافتًا إلى أن لدغة قنديل البحر تعد أسرع عملية هجوم يقوم بها مخلوق على سطح الأرض، حيث تتم عملية الحقن وتفريغ المادة اللاسعة في الفريسة في غضون 700 نانو ثانية، غير أنه أكد أنه لا توجد قناديل قاتلة في البحر المتوسط حتى الآن، ولا تشكل القناديل الموجودة حاليا خطرا على حياة الإنسان.
قال بدران، إن التغير المناخي الذي يتسبب في ارتفاع نسبة ملوحة مياه البحر المتوسط يؤدى لزيادة أعداد القناديل التي يعتبر انتشارها رسالة تحذير، تؤكد أن الاتزان البيولوجي خط أحمر يجب عدم المساس به أو الاقتراب منه، لأن الخلل في الاتزان الطبيعي للبيئة والاتزان البيولوجي البحري تسبب في الكثير من الكوارث البيئية البحرية المستحدثة، وأن الاحترار العالمي لا يعترف بالحدود الجغرافية، وأن الاستخفاف بمفهوم الرئة الخضراء قد ألهب أوبئة الحساسية في العالم.

وأوضح الخبير، أن ظاهرة انتشار القناديل ترجع لعدة أسباب رئيسية، على الرغم من كونها ظاهرة غير مفهومة بالكامل حتى الآن، مشيرا إلى أن تلك الأسباب تتمثل أساسا هي الاحترار العالمي، وزيادة درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، وزيادة ملوحة مياه البحر المتوسط وحموضتها، ودرجة حرارتها، وكلها عوامل محفزة لازدهار القناديل، واكتمال القمر بدرا، والتكاثر الطفري المفاجئ في أعداد قناديل البحر الذي أدى إلى تراجع الأرصدة السمكية بالبحر المتوسط، وعبث الإنسان بالتوازن البيولوجي نتيجة عمليات الصيد الجائر للأسماك والكائنات البحرية، وزيادة تلوث المياه البحرية والشواطئ بالقمامة والأكياس البلاستيكية، الأمر الذى يؤدى إلى موت أعداد كبيرة من السلاحف التي تتغذى على القناديل، لانخداعها بهذه الأكياس، فتبتلعها ظنا منها أنها قناديل، فيؤدى ذلك إلى انسداد قناتها الهضمية وموتها.

وتابع خبير المناعة والحساسية، أن قناديل البحر مخلوقات قديمة ذات قدرة واسعة على الانتشار وبدرجة كبيرة، وكانت موجودة قبل الديناصورات، وتظهر في فصل الصيف نظرا لوفرة الغذاء وارتفاع درجة الحرارة، ويمكنها أن تعيش في مياه المحيطات والبحار والأنهار، ويوجد منها حوالى 2000 نوع، مشيرا إلى أن هناك حوالى 70 نوعا تضر بالبشر، وأن معظمها يستخدم "أضواء" كدفاع ضد الحيوانات المفترسة، ومفترساتها تشمل السلاحف البحرية، سمكة المحيطات، سمك التونة، سمك أبو سيف، الأسماك الكبيرة، والأسماك الصغيرة التي تتغذى تأكل بيض ويرقات قناديل البحر.

وأشار بدران، إلى أن لدغة قناديل البحر تترك علامات على الجسم، وأن شدة الإصابة تعتمد على خلايا القناديل اللاسعة، ومكان الإصابة في الجسم ومدى حساسية المصاب، وأعراضها تتمثل في آلام وحروق من الدرجتين الأولى والثانية، ووخز وحكة وتنميل وتورم الجلد، وطفح جلدي أحمر قد يستمر لعدة أيام أو أسابيع، والتهابات في النسيج الخلوي في الساقين أكثر من الذراعين، وصدمات كهربائية، منوها إلى احتمال حدوث رد فعل تحسسي يسبب أعراضا أكثر شدة، مثل زيادة التهاب وشدة الطفح الجلدي، وغثيان ودوخة وقيء.

ودعا إلى غسل الجلد فور عملية اللدغ بالماء المالح أو الماء الساخن، لآثرهما في الحد من انتشار المواد اللاسعة، واستخدام مسكنات موضعية، ومسكنات الألم، ومضادات الحساسية التقليدية، والشطف بالخل والليمون للتخلص من المخالب والمواد اللاسعة، وتجنب فرك الجلد المصاب لعدة ساعات، أو تلوث الجلد المصاب بالرمال، محذرا من إزالة أجزاء القناديل الملتصقة بجسم الإنسان بأدوات حادة.

وأكد الدكتور بدران، أن الوقاية من تغول قناديل البحر يتمثل في السماح للسلاحف البحرية بالنمو والتكاثر، إنشاء نظام للإنذار المبكر ضد التكاثر المفاجئ لقناديل البحر، وإقامة حواجز وقائية لحماية مناطق تربية الأحياء المائية، ومكافحة تغير المناخ، والجدية في الحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى، والعمل على نشر الرئة الخضراء قدر المستطاع بزراعة المزيد من الأشجار لتنقية الهواء، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة المصادر المائية المالحة والعذبة

وأشار إلى أن لقناديل البحر رغم ذلك فوائد صحية، حيث تستخدم بعض الأنواع للحصول على الكولاجين للتجميل، وتحتوي على الكثير من البروتينات التي تتحد مع الكالسيوم وهذه تحسن الذاكرة، وتساعد على محاربة انخفاض العمر المعرفي مع تقدم العمر، وبعضها يتجدد باستمرار ولا يشيخ، مما يمكن الاستفادة منها في أبحاث تأخير الشيخوخة، مشيرا إلى أنه في تقليد جديد أخذ في الانتشار مؤخرا دخل قنديل البحر البيوت كحيوان أليف غالى الثمن، وأن البعض يفضل اقتناء القناديل المضيئة.
وقال، إن قناديل البحر تعد طعامًا جيدًا، ومرتفع الثمن في بعض الدول الآسيوية، حيث تؤكل بعض الأنواع، طازجة أو مجففة أو مطهية كطعام شهى، وتوجد في السلطات، والسوشي، المكرونة، كوجبة رئيسية وكمخلل وكحلوى، وحتى في الآيس كريم، مشيرًا إلى أن اليابان تستورد سنويا 10 آلاف طن من منتجات قنديل البحر من الفلبين وفيتنام وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وميانمار، بقيمة تقدر بحوالي ٢٥ مليون دولار أمريكي، فيما تصدر الصين قناديل البحر بـ20 مليون دولار سنويا.