طباعة

تعليقا علي تطورات الأزمة القطرية.. "خبراء": الحصار الإقتصادي لا يُجدي.. "مواطنون": عدونا إسرائيل وليست دولة مساحتها كقرية صغيرة

السبت 22/07/2017 06:42 م

محمود محسن

شهد ملف الأزمة القطرية مع الدول العربية، تطورات خلال الفترة الماضية، بعد إعلان دول الحصار تخليهم عن قائمة المطالب الـ13 بعد نفاذ المدة المحددة، في خطوة تصعيدية منتظرة من قبل دول المقاطعة (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر)، تلك الخطوة نتج عنها عدد من التوصيات والمبادئ الإلزامية لقطر، لتكون تلك المبادئ بديلا للمطالب الـ13، وتتضمن تلك المبادئ ضرورة العمل لمكافحة الإرهاب، ووقف التحريض على الكراهية والعنف، وقطع التمويل عن الجماعات الإرهابية المتطرفة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، حيث أكدت دول الحصار على عدم نيتها في التنازل عن تلك المبادئ الستة، والبدء في الإتفاق على ألية تنفيذها لإنهاء المقاطعة، مع عدم إلزام بإغلاق قناة الجزيرة، ولكن ضرورة تغيير سياستها التحريرية بالتوقف عن أعمال التحريض والعنف، بينما قالت لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أنه في حالة رفض قطر الإعتراف بتلك المبادئ سيكون من الصعب عليها الإستمرار في مجلس التعاون الخليجي.

في ذلك الإطار التقي "المواطن" عدد من الخبراء، حيث قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ورئيس اتحاد المستثمرين العرب، أن قطر لديها أرصدة أكثر من احتياجها، تكفيها لسنوات قادمة، وهذا يشجعها على العدوان الذي تقوم به، من تشجيع للإرهاب ولا تشعر بأن العقاب سوف يؤثر فيها، فقطع العلاقات الإقتصادية كلها مسائل رمزية لإشعار قطر بالعزلة، والدليل أنها تحولت لشراء أسلحة من فرنسا وأمريكا وغيرهم.

المقاطعة الإقتصادية ليست حل

مُشيرًا إلى أن المقاطعة الإقتصادية ليست حل على الإطلاق، والدليل على ذلك هو عدم تراجع إيران بعدما تمت مقاطعتها اقتصاديًا، موضحًا أنه عندما يتم مقاطعة دولة اقتصاديًا تقوم الأخيرة بفتح قنوات اتصال مع دول أخرى تدعمها، فلو العرب قاموا بقطع العلاقات بقطر ستقوم تركيا وإيران على الجانب الأخر بتدعيمها.

وأكد السفير جمال بيومي، على أن قطر تخسر من الحصار الإقتصادي ولكن ليس بالقدر الكبير الذي يجعلها تتأذى.

صادق: قطر مخترقة من الغرب

ومن جانبه أشار الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، الجامعة الأمريكية، إلى أن تخفيض شروط الدول العربية لإنهاء الحصار على قطر من 13 شرط إلى 6 فقط، المقصود منه تغيير السياسة القطرية من خلال بعض الأشياء كدعهما للإرهاب أو تغيير السياسة التحريرية لمنصة الجزيرة وليس إغلاقها.

مؤكدًا أن الجزيرة كمنبر إعلامي المقصود به تغيير محتواها وليس إغلاقها نهائيًا، بل أن تصبح قناة معتدلة وليست متطرفة، فتخفيض الشروط جاء لإيجاد حلول وسطية لإنهاء الأزمة، فالآن هي حرب نفسية قائمة بين الدول العربية وقطر.

وأردف أن قطر بلد غنية والحصار لن يؤثر عليها إلا على المدى البعيد، لأن لديها فائض مالي كبير وتستقبل مساعدات كثيرة من دول أخرى، مؤكدًا على أنها مخترقة من الغرب.

الأزمة في طريقها للحل الوسطي

ويرى صادق، أن الأزمة في طريقها للحل الوسطي، وهي من وجهة نظره أن قطر ستقوم بتغير السياسة التحريرية لقناة الجزيرة، وستتخلى عن تدعيم بعض رموز جماعة الإخوان المسلمين.

مواطنون: الخلاف يهدف لتفتيت المنطقة

ومن جانبه يرى خالد الحلي، 25 سنة، يعمل صحفيًا بأحد المواقع الشهيرة، أن الخلاف الذي حدث بين الدول العربية وقطر، فيه محاولة لتفتيت المنطقة، فجامعة الدول العربية أصبحت ضعيفة فيما ظل مجلس التعاون الخليجي على قوته من جهة القرارات والتوصيات والإلزام بتنفيذها.

وأضاف أن هناك تراشق إعلامي بين قطر ومصر والإمارات، من خلال قناة الجزيرة هذا مفهوم نعلمه من قبل، ولكن ما فاجئني هو موقف المملكة العربية السعودية الكبيرة التي يجب بدورها أن تحاول أن تلم شمل الدول العربية وليست أن تكون طرف في الأزمة، فهي تبدو كدولة مراهقة فمن المفترض أن تنال احترام الشعوب العربية بإعتبارها الدولة الكبرى ذات مكانة دينية.

و أوضح أنه على النقيض تمامًا من المفترض أننا كدول عربية اسلامية عدونا المشترك هو اسرائيل، ولكن الأخيرة تتمتع بعلاقات جيدة جدًا مع الدول التي وضعت قطر تحت الحصار.

وأكد أنه ضد فكرة الحصار تمامًا على قطر، لأنه يصب في مصلحة من يريدون تفتيت الدول العربية، فلو كانت قطر تدعم الإرهاب حقًا فماذا يعني مشاركة قطر في التحالف العربي لمناهضة الإرهابين، ماذا يعني إنضمام قطر للموقف السعودي ضد بشار الأسد والحرب على سوريا، لا يوجد منطق يقول أن قطر تحارب مع السعودية في اليمن وفي ذات الوقت تدعم الحوثيين !.

واستكمل، قطر دبلوماسيًا تعاملت بحنكة كبيرة غابت عن الدول المحاصرة لها، هي لم تطرد الرعايا من الدول الأخرى، ولم تطرد العمالة المصرية، قطر أيضًا تنتج حوالي 30% من الغاز في العالم وهي ورقة ضغط قوية ولكن لم تضغط بها إطلاقًا، فهي تعاملت دبلوماسيًا بشكل احترافي والدليل على ذلك هو تقلص الشروط العربية من 13 شرط تقريبًا إلى 6 طلبات، الحكومات العربية طردت رعايا القطريين، وقطر لم تفعل ذلك، فما ذنب الشعوب أن يتم ترحيلها أو طردها، لو هناك مشاكل سياسية بين الحكومات فلا داعي لإقحام الشعوب فيها.

وقالت أميرة توفيق، 28 سنة، تعمل بأحد شركات التسويق، أنها تابعت عن بعد ما أثير حول وجود أزمة قطرية عربية، من خلال إدعاء بعض الدول مثل السعودية ومصر والبحرين والإمارات أن قطر تدعم الإرهاب، وتعجبت كثيرًا فكيف لدولة بمساحتها التي لا تبلغ مساحة قرية صغيرة في مصر أن تكون هي سبب جميع الأزمات كما يدعي البعض.

وأردفت قائلة: حقيقة أنا كواحدة من الشعب بعيدة عن السياسة بصفة عامة ولكن أتساءل دائمًا أليس عدونا الأول هو اسرائيل! إذا فلماذا يتم التراشق بين الدول الشقيقة بالإتهامات، لا أعتقد أن دولة كقطر يمكنها أن تكون بكل هذا السوء، فلو مشكلة مصر أن قطر تدعم بعض رموز جماعة الإخوان لماذا لم يتم القبض عليهم خلال تواجدهم في مصر؟.

السيطرة على الخليج

بينما قال يحيي المصري، 25 سنة، مدرس لغة إنجليزية، أرفض تمامًا فكرة الحصار الإقتصادي على قطر، فهي أولًا وأخيرًا دولة عربية، طالما نفعل ذلك معها فماذا فعلنا مع اسرائيل، إلى الأن لم أقتنع بالادعاءات التي تقول إن قطر تدعم الإرهاب، فأنا دائمًا أتساءل ما هي مصلحة قطر في دعم الإرهاب كما يدعي البعض؟، الأزمة من وجهة نظري بسبب قناة الجزيرة، هناك من يقول إنها تنقل الأكاذيب لذلك يحاربونها ولكن أرى أنها تنقل وقائع وأحداث حقيقة ولكنها "بتوجع" بعض الأنظمة العربية.

ويرى كريم صلاح 23 سنة، أحد أعضاء رابطة الطلاب الليبراليين، بجامعة القاهرة، أن الأزمة تتلخص في مسألة السيطرة على الخليج، موضحًا أن قطر بدأت تكبر وهذا جعل أكبر دولتين في الخليج السعودية والإمارات يشعرون بالخوف من قطر في أن تسحب منهم السيطرة على الخليج.

وبسؤاله حول إذا كانت قطر تدعم الإرهاب؟ أجاب: السعودية ذاتها بل وأمريكا يدعمان الإرهاب، واتهام قطر بدعم الإرهاب هو سبب ظاهري فقط ولكن في اعتقادي أن الأمر له علاقة بالسيطرة على الخليج.