طباعة

آخرهم سبيل إسماعيل مغلوي.. "المواطن" يخترق عالم سرقات الآثار الإسلامية بـ"القاهرة التاريخية"

الأربعاء 26/07/2017 11:15 م

سارة صقر

لم يتوقف الأمر عند الإهمال المتعمد تجاه الآثار بمختلف أنواعها والعصور والحقب التاريخية التي تنتمي إليها، بل تخطى الأمر كل الخطوط الحمراء بعدما تكررت سرقة مقتنيات بل وجدران وأبواب المتاحف والأبنية التاريخية.

"القاهرة التاريخية" هي المدينة التي تضم آثار خاصة بثلاث حقب تاريخية "فاطميين وأيوبيين ومماليك بل وعثمانيون في بعض الأحيان"، حيث تعرضت الأبنية التاريخية بها لسرقة محتوياتها منذ سنوات عديدة، ويأتي باب سبيل إسماعيل بغلوي، الذي تمت سرقته، كآخر ضحية تم اكتشافها، لكن الغريب في الأمر هو تبرير قطاع الآثار الخاص بالمنطقة، فحسب الأوراق الخاصة بالسبيل، اعتبر الباب قد تم إتلافه، غير أن التلفيات لها إجراءات أخرى كالتشوين ومحاضر إثبات حالة وقرار من اللجنة الدائمة، وفي أوراق أخرى خاصة بسبيل إسماعيل مغلوي، تم التأكيد على سرقة الباب.

تاريخ الآثار

سبيل إسماعيل مغلوي
أنشأه الأمير إسماعيل بن أحمد الشهير بالمغلوي سنة 1657م_1068هـ، ونقل السبيل من موضعه القديم في رأس خان الخليلي غرب المشهد الحسيني إلى موقعه الحالي في درب القزازين بشارع المشهد الحسيني عام 1923م عند إنشاء المسجدين المجاورين.
ويعلو السبيل كتاب ورواق كامل المنافع وملحق بمدفن وحوانيت جانبية، وتتخذ حجرة التسبيل شكلا مستطيل، وبها شباكان أحدهما لتسبيل ماء الشرب مجاور لكتلة الدخول إلى السبيل مواجها لسبيل البازدار في الجهة الشمالية الشرقية والشباك الثاني للتسبيل يوجد في الواجهة الجنوبية الشرقية، وهذه الواجهة متداعية.

كما يوجد على الأزار الخشب الموجود تحت سقف حجرة التسبيل نص تأسيسي كتابي يتضمن آيات قرآنية من سورة الإنسان واسم المنشئ وتاريخ الإنشاء، ويتميز هذا السبيل بأنه أقدم سبيل باق في القاهرة من العصر العثماني ذكر في وثيقة وقفه أنه يحتوى على حجر مُصاصة (سبيل مصاصة).

وهو عنصر تركي ظهر في وقت متأخر في أسبلة القاهرة العثمانية، وقد ذكر بالوثيقة انه أسفل السبيل، صهريج ذو أربع قباب مبنية بالموؤن المتقننة مُعَدّ لخزن الماء العذب.

والسبيل كائن بدرب القزازين بشارع المشهد الحسيني مواجها لسبيل البازدار بحي الجمالية.

وظيفة الأسبلة المائية:

كان الاهتمام ببناء الأسبلة المائية عادة قديمة عند كل الملوك والسلاطين منذ القدم، ولكن عند المسلمين أخذت طابعًا مميزًا بحيث سارع أهل الخير والأغنياء للتنافس فيما بينهم لعمل الخير، ولذلك سارع السلاطين والأمراء والحكام على إنشاء الأسبلة المائية في الأزقة والطرقات وفي الأماكن العامة حتى يعم الخير، وبذلك ينالون الأجر والثواب.

وتتعدد وظائف الأسبلة المائية إلا إنها لم تقتصر على وظيفة توفير المياه للمارة فحسب؛ بل كانت لها وظيفة تعليمية، حيث كان يُلحق بها في الجزء العلوي منها في الطابق الثالث مكتب أو كُتَّابٌ ليتعلم فيه الصغار مبادئ القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم، وقد استمر الجمع بين وظيفة السقاية والتعلم في بناء الأسبلة المائية منذ فترة الحكم المملوكي، وهو الشيء الذي يعطي السبيل المصري خصوصيةً وتميزه عن الأسبلة المائية الأخرى التي أُنشئت في معظم مدن العالم الإسلامي.

ومن جانبه صرح أسامة كرار، مسئول الجبهة الشعبية لحماية الآثار، أن سرقة باب سبيل إسماعيل مغلوي لم تكن الأولى من نوعها، حيث تمت سرقة العديد من مقتنيات وأبواب وشبابيك العديد من الأبنية الآثرية في القاهرة التاريخية، لافتًا إلى أن مديرة المنطقة أماني توفيق، تتولى منصبها منذ عام 2006، وخلال هذه الفترة تمت عدة سرقات بنجاح.

وطالب أسامة كرار، في تصريح خاص لــ"المواطن"، بإعادة فتح الملفات الخاصة بالآثار التي تمت سرقتها في القاهرة التاريخية.

إلا أن مديرة منطقة القاهرة التاريخية (الجمالية)، أماني توفيق، تقول أن سبيل إسماعيل مغلوي كان ضمن ثلاث قضايا حكمت النيابة الإدارية بحفظهم في عام 2014، وذلك بعد مضي المدة بعد مرور ثلاث سنوات.

وأضافت مديرة قطاع الآثار بالجمالية، في تصريح خاص لــ"المواطن"، أنها تولت منصبها من الفترة ما بين 2006: 2009، مشيرة إلى أنه تم تشكيل لجنة لمعاينة سرقة الباب وعمل محضر إثبات حالة مماثل.