طباعة

البشبيشي: هجوم السيسي ضد إسرائيل ناري

الثلاثاء 25/07/2017 04:43 م

دعاء جمال - عواطف الوصيف

سلط الإعلام الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، الضوء على تصريحات الرئيس "عبد الفتاح السيسي" والخاصة بما يحدث في المسجد الأقصى، وذلك خلال مؤتمر الشباب الدوري الرابع بالإسكندرية والذي بدأ منذ أمس الاثنين.

وخلال تصريحاته بالمؤتمر، قال الرئيس السيسي: "إن المسجد الأقصى هو أمر مقدس، وعلى إسرائيل أن لا تستفز مشاعر العرب والمسلمين سواء في فلسطين أو بالعالم العربي أجمع".

وتابع السيسي: "خلينا نحترم بعضنا ونحافظ على مشاعر بعضنا البعض، وأوجه كلامي إلى القيادة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي أرجو ألا يكون هناك أي عمل يترتب عليه إجراءات تستفز الناس».

وأضاف الرئيس:" مما لاشك فيه أنه يجب احترام مشاعر المسلمين بالمكان المقدس لديهم، وأن المسجد الأقصى هو شئ مقدس للغاية لديهم".

وبناءً على تلك التصريحات، تباينت أراء الخبراء والمتخصصين حول تلك الرسالة الهامة والتي وجهها بصرامة الرئيس السيسي لتل أبيب.

ويستلزم الإشارة إلى نقطة هامة، لها علاقة وثيقة بالقضية التي نناقشها، والتي تتعلق بما تمكن موقع "المواطن"، من الحصول عليه، حيث سبق صحفي تمثل في تصريح، وربما يمكن أن نصفه بأنه بمثابة "النبوءة "للدكتورة"هبة البشبيشي" أستاذ علوم سياسية والمتخصصة في الشأن الإفريقي والفكر الصهيوني.

أكدت "البشبيشي" يوم الأحد الماضي، في تصريحات خاصة ل"المواطن"، أنه من المتوقع حدوث مجازر في القدس، وذلك على خلفية الإنتهاكات التي حدثت إلى جانب عملية "حلميش"، حيث قالت: "اتوقع مزيد من تلك العمليات خلال الأيام القادمة، فالفلسطينين بدأوا باتخاذ موقف لأنفسهم غير ما كان يحدث ويكون هناك ردات فعل مرعبة".

كان من الصعب، وبعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس السيسي، والتي كانت محور إهتمام الإعلام الإسرائيلي، أن لا نحاول معرفة رؤية، البشبيشي، وما إذا كان هناك إحتمالية لمزيد من الأحداث التي، من الممكن أن تحدث. 

قالت الدكتورة: "إن رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي صارمة للغاية وهامة جدًا، وأنها تحتوى على مغزى هام وهو أن لليهود أيضًا مقدسات في العالم العربي فعليهم احترامنا كما نحن نحترم مقدساتهم وإلا سيكون لهذا الأمر عواقب وخيمة".

وأضافت البشبيشي في تصريح خاص لـ "المواطن":" إن السيسي ليس فقط رئيسًا لمصر بل يعتبره العالم زعيمًا للعرب، وتوجيهه لتلك الرسالة في هذا الوقت تعد تحذير لإسرائيل".

وتابعت المتخصصة في الفكر الصهيوني تصريحاتها قائلًا: "مصر وجيشها يملكون القوة وأن إسرائيل ارتعدت مما واجهته سواء من الدول العربية وعلى رأسها مصر والأردن إلى جانب احتجاج الفلسطينين، ووقف رئيس السلطة الفلسطينية لاتفاق التنسيق الأمني لذا تراجعت عما بدر منها وقررت إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات".

وأكدت البيشبيشي أن الإعلام الإسرائيلي هو السبب الرئيسي في تشوية صورة أبو مازن أمام العالم وإخراجه بأنه "ضعيف ولا يملك شئ" ولكن الحقيقة عكس ذلك، مشيرة إلى أن خطوة تجميد التنسيق الأمني مع إسرائيل عملت على هز العرش من تحت تل أبيب وكانت وراء قرارها بإزالة البوابات الإلكترونية.

على صعيد أخر، أكد الدكتور منير محمود، أحد أبرز الخبراء في الشأن الإسرائيلي، أن ما قاله الرئيس السيسي، هو أمر طبيعي 100%، فمن غير المعقول أن تقف مصر موقف المتفرج، لذلك كان لابد لمصر، أن تدين تصرفات إسرائيل ضد المسجد الأقصى، وهو ما يستلزم القيام به من قبل أي رئيس أو زعيم عربي.

يرى محمود، أنه من الصعب أن يحدث شيء في المستقبل، قد يؤدي إلى حدوث تأثير سلبي في العلاقات المتبادلة بين مصر وإسرائيل، أما تسليط الإعلام الإسرائيلي، للضوء على تصريحات السيسي، هو أمر طبيعي خاصة وأنه يتحدث عن موقف ما قامت به إسرائيل، مصحوب بإدانة دولية.

من جانبها أرادت الدكتورة هالة الهلالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السادس من أكتوبر، في بداية الأمر، أن توجه انتقاد شديد اللهجة لكل ما قامت به إسرائيل ضد المسجد الأقصى، والأبرياء من الشعب الفلسطيني، مؤكدة أنه لا هناك خلاف على أن إسرائيل تتعمد إختراق القوانين الدولية، وكل المواثيق.

قالت الهلالي، أن موقف مصر كان إيجابيًا جدًا، وكان من الصعب أن تلتزم الصمت، فإن لمصر تاريخ طويل، فيما يتعلق بتبني القضية الفلسطينية، فقد وقفت بجانب الشعب الفلسطيني، وقدمت له الدعم ضد قوات الإحتلال، فهي من أكثر من الدول تبنيا للقضية الفلسطينية.

أضافت الهلالي، أنه من الصعب أن نتنبأ بما يمكن أن يحدث فيما يتعلق بالعلاقات المتبادلة، بين مصر وإسرائيل خلال المرحلة المقبلة، حيث أن لابد من الإعتراف بأننا تحكمنا قواعد وأمور سياسية.

تعددت الرؤى، لكن لم تختلف الأفكار، إن ما تقوم به إسرائيل، هو انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، ولابد من أن لا يقتصر الوقوف ضدها على مجرد التنديد والانتقاد بتصريحات رسمية، إحترامًا وتقديرًا للمقدسات دينية ورموز ستظل باقية.