طباعة

لقاء مصري- جزائري.. هل يوطدت الأحفاد علاقة رسخ جذورها الأجداد؟!

الأربعاء 02/08/2017 04:09 م

عواطف الوصيف

تداولت أخبار اليوم الأربعاء، عن إجراء مقابلة رسمية جمعت بين وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل، وذلك لبحث سلسلة من القضايا المثارة حاليا على الساحة، ومن أهمها، القضية الليبية، والأزمة القطرية، علاوة على الأوضاع الأخيرة في دمشق.

ووفقًا لما ورد، فمن المقرر أن يلتقي مساهل بالرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل مغادرته للبلاد، ربما علينا إذا أن ننظر إلى الخلف للحظات، لكي نستعيد ذكريات من الماضي لمعرفة أهم المنعطفات التي وقفا عندهم كل من، مصر والجزائر ليتشاركا معًا في مواجهة أهم الصعوبات، التي واجهت المنطقة.

عرف عن كل من مصر والجزائر، أنهما يعتمدان على مبدأ المشاركة معًا في مواجهة كل صور الإحتلال والظلم، وهو ما بات واضحًا منذ عام 1956، فحينما قررت فرنسا توجيه ضرباتها، ضد الجزائر قررت مصر في ظل رئاسة جمال عبد الناصر، أن تقف مع جارتها، وأن لا تتركها وحدها.

دعم مصر للثورة الجزائرية:

حرصت مصر على تقديم كافة الدعم، للثورة الجزائرية والمناضلين في الجزائر، علاوة على تقديم الدعم السياسي والعسكري،من خلال الأسلحة والذخيرة، وهو ما دفع “بن جوريون”، أول رئيس وزراء لإسرائيل، إلى أن يقول: “يجب على أصدقائنا المخلصين فى باريس أن يقدّروا أن عبد الناصر، الذي يُهدّدنا في النقب وفي عمق إسرائيل، هو نفسه العدو الذي يواجههم في الجزائر”

رد فعل:

كانت نتيجة الدعم المصري، للثورة الجزائرية علاوة على كلمة "بن جوريون"، رد فعل قوي حيث مشاركة فرنسا في العدوان الثلاثي ضد مصر، معتقدة أنها بذلك تلقن الشعب المصري ورئيسه درسا، لكنها لم تكن تتوقع النتيجة، حيث الوقوف العربي مع مصر، وخروج جبهة التحرير الوطني الجزائري، ببيان قوي تؤكد فيه لفرنسا التي تحتل بلاده، أنهم لا يخشوها ويقدرون موقف مصر ويدعو منها.

جميلة بوحيريت:

كان لإحدى فتيات الجزائر، التي وقفت أمام الإحتلال الفرنسي وواجهته، المناضلة جميلة بوحيريت، التي لا يزال اسمها يذكر حتى الآن، على لسان المناضلين من الشعوب، دور قوي من الصعب أن ينسى لدرجة أثارت ردود أفعال عالمية لصالحها، وصبّت جميعها في صورة إتهامات ضد فرنسا حكومة وقوات.

بوحيريت تحي السينما المصرية:

قررت الفنانة ماجدة إنتاج فيلم عن القضية الجزائرية، تحت عنوان "جميلة بو حيريت"، تناولت من خلاله بانوراما شاملة لأهم ما شهدته الجزائر من انتهاكات على يد الاحتلال الفرنسي، ومن الجميل أن فيلم تناول القضية الجزائرية، كان سببًا في إحياء السينما المصرية، ولا يزال محفور في السينما العربية والعالمية حتى الآن.

وقفات لا تنسى:

إذا كنا قد حرصنا على تناول وسرد موقف مصر، على المستويين السياسي والفني، مع الجزائر خلال فترة الرئيس جمال عبد الناصر، فإنه يتوجب علينا تناول موقف الجزائر حينما قررت دعمها والوقوف معها أثناء حرب 1973.

طلب الرئيس الجزائري السابق هوارى بومدين من الاتحاد السوفيتى عام ١٩٧٣ شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين، عقب وصول معلومات من جزائرى فى أوروبا قبل حرب أكتوبر، بأن إسرائيل تنوى الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائرى اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائرى إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم أكتبوا المبلغ الذى تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر.

وكانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة ٢١١٥ جنديًا ٨١٢ صف ضباط و١٩٢ ضابطا جزائريًا.

وأمدت الجزائر مصر بـ ٩٦ دبابة ٣٢ آلية مجنزرة ١٢ مدفع ميدان و١٦ مدفعًا مضادًا للطيران وما يزيد عن ٥٠ طائرة حديثة من طراز ميج ٢١ وميج ١٧وسوخوى ٧.

اعتراف السادات:

لم يخف الرئيس محمد أنور السادات الدور والدعم العربي، له ولمصر وشعبها أثناء معاناتهم خلال حرب أكتوبر 1973، فقد أكد أن الفضل في تحقيق المصر يعود بعد الله عز وجل لرجلين هما:"الملك فيصل بن عبدالعزيز عاهل السعودية والرئيس الجزائرى هوارى بومدين".

في عهد السيسي:

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد توليه الحكم مباشرة، بأنه حريص على توطيد العلاقات بين مصر والجزائر، وأكدت الأخيرة بدورها أنها على استعداد لمساعدة مصر على مواجهة مشاكل الطاقة ومدها بالغاز.

بعد مواجهة العدو مواجهة الطائفية:

لا شك أن بعد عام 2011 وبعد مقتل الرئيس معمر القذافي، واجهت ليبيا سلسلة من الأزمات، لكنها لا تتمثل في إحتلال لعدو أجنبي، وإنما هذه المرة مواجهة لصراع طائفي، نتج عن ظهور جماعات مسلحة حاولت فرض سيطرتها على البلاد، هذا بجانب ما تشهده سوريا منذ قرابة السبع سنوات، لنجد مصر والجزائر يدا واحدة مرة أخرى، لمواجهة هذه الأزمات المتتالية، حرصا منها على تهدئة الأوضاع، وعدم إثارة أو زعزعة للاستقرار.

الأزمة القطرية:

يعد حرص مصر والجزائر على بحث الأزمة القطرية، وما يتعلق بدول المقاطعة والشروط التي تم وضعها، يعد دليل على اهتمام كلا البلدين على أن لا تزيد التصاعدات في منطقة الخليج، وأن الغاية هي الغاية، هي الوصول إلى السلم ومواجهة سبل الإرهاب، وذلك لجميع الأطراف.