"شارع الأزهر".. السوق الذي لا ينام فيه أحد، والذي لم يقتصر على بيع المفروشات والملابس ولعب الأطفال، فالتوابل هي من أهم المنتجات التي عرفها شارع الأزهر، والتي تباع منذ العصور القديمة، فلا تستعجب إذا وجدت بعض الوكالات التجارية منذ قرون ورثها الأبناء عن أبائهم وأجداد أجدادهم.
"شارع العطارين" هو الشارع الذي لاقى شهرته بكثرة محلات العطارة والتوابل فيه، فما أن تطأ قدماك بداية الشارع حتى تشم رائحة التوابل والبخور.
وكانت العطارة في القرون السابقة تمثل "الطب الشعبي" عند العامة، فهي ملاذ للمرضى، وأحيانًا تلجأ النساء للعطارين لفك السحر والبحث عن وصفات لزواج الفتيات.
ويقول أحد العاملين في وكالة عطارة بشارع "العطارين"، أن الكثير من التوابل يتم استيرادها من الخارج، وخصوصًا الهند وكانت في السابق سوريا من أهم البلاد التي يتم استيراد التوابل منها، موضحًا أن الفلفل الأسود والفلفل الأبيض والكمون من أهم المنتجات التي يتم استيرادها من الهند أما الشطة فهي عبارة عن فلفل أحمد يتم تجفيفه في الشمس ثم طحنه.
ويضيف صاحب الوكالة، أن التوابل والعطارة ما هي إلا نباتات وأعشاب طبيعية ومنها ما يستخدم كمخدر إذا استخدم بكميات كبيرة، كالقرنفل الذي يستخدم كمسكن أو مخدر للآلام، أما جوزة الطيب فتستخدم كخلطة في التوابل في اللحوم وهناك من يستخدمها كمخدر بعد غليها في الماء.
وعن أهم المواصفات التي تسأل عنها الفتيات، وصفات تستخدم في إنقاص الوزن وكريمات لنعومة الشعر وزيادة طوله وعلاج الثعلبة وتساقط الشعر.
ويقول صاحب محل العطارة، أن هناك بعض الوصفات تعتقد النساء أنها تجلب العريس وتزيل الخلافات بين الزوج والزوجة، مثل بذر الرجلة وعرق الحلاوة وعين العفريت والجاوة، ويشرح الرجل الخمسيني كيفية استخدام هذه الوصفات قائلًا: " يتم نقع بذرا لرجلة وعرق الحلاوة في مياه وملح طعام وترش على عتبات المنزل، ثم يتم وضع عين العفريت والجاوة على البخور لخزي عين الحسود".
وتابع أن أوراق الأشجار تستخدم في علاج الكحة وأمراض القلب والسكر والضغط، مشيرًا إلى أن هناك بعض الزيوت التي يتم صناعتها لعلاج الآلام الظهر والروماتيزم والأمراض الجلدية والكدمات والحروق.
