طباعة

بعد تحريم "الوهابية" زيارة النساء للقبور.. الشعراوي: الزيارة بآدابها.. وأزهريين: زيارة النساء جائزة

الأربعاء 16/08/2017 11:16 م

منار سالم

الشيخ الشعراوي

عندما نشر زعيم الوهابية، محمد عبد الوهاب، أفكاره وقوانينه الوهابية، كان أحد البنود التي دعا لها الوهابية، هى عدم زيارة النساء للقبور وتحريم تلك الزيارات.

والمعروف في مصر وبعض البلدان، أن النساء دائما ما يزوروا القبور في يوم مخصص لهن في الأسبوع بالإضافة إلى الأعياد، ومن هنا رصدت "المواطن" رأى الأزهريين في شرعية ذلك:

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي، إن زيارة القبور تكون بأدبها، مؤكدا أنها كانت ممنوعة في أول الاسلام.

وتابع الشعراوي: "كانوا قبل الإسلام يا جملي هتسيبني لمين حتى كانوا يوصون النساء بفعل ذلك"، واستشهد الشيخ الشعراوي، على أحد الأبيات الشعرية في الجاهلية، قائلا: " فإن مُتُّ فانعنيني بما أنا أهلهُ، وشقّي عليَّ الجيبَ يا ابنة معْبد".

ومضى يقول، فلما أتي وشربت القلوب بحب الايمان ومبادئه، قال الرسول: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور لانكم كنتم بتقولوا عندها كلام فارغ، فالرسول - صل الله عليه وسلم - علمنا "السلام عليكم ورحمة الله ديار قوم مؤمنين أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم اللاحقون".

وأضاف الشعراوي: "لا تزور قبر على انك تذهب لقريب لك بل زر القبور كلها، لا اذهب لقريبي فقط، فلعلك إن دعوت لواحد برحمة يصبها يعمها الله لكل الموجودين، ويمكن لم ادعي لشخص أهلي يكرموا".

من جانبه قال الشيخ إبراهيم أبو العينين، الإمام بوزارة الأوقاف، لـ"المواطن"، إن زيارة القبور أمر جائز في الشريعة.

وأشار "أبو العينين"، إلى قول سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ألا كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالموت. 

وتابع "أبو العينين"، زار سيدنا رسول الله القبور فروي أنه زار قبر أمه، وقد زار الصحابة القبور، فهذا سيدنا علي زار القبور يوما فوعظ وقال: "يا أهل القبور، يا أهل البلى، يا أهل الوحشة، ما الخبر عندكم ؟، فإن الخبر عندنا: أمّا المنازل فقد سكنت.. وأما الأموال فقد قسمت.. وأما الأزواج فقد نكحت، هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم ؟"

ثمّ قال: "والذي نفسي بيده لو أذن لهم في الكلام لأخبروا أن خير الزاد التقوى".

وأكد "أبو العينين"، أن المطلوب عند الزيارة ان يتعظ الإنسان، وأن يدعوا للأموات بالمغفرة، وأن يقرأ القرآن ويهب ثوابه لهم، وعليه أن لا يشق الجيوب او يدعو بدعوى الجاهلية من صياح وحمل للتراب على الوجه.

وأضاف الشيخ أحمد فهمي التاجر، الإمام بوزارة الأوقاف، في تصريح لـ"المواطن"، أن زيارة القبور تكون للرجال.

وتابع "التاجر": "روى الإمام مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" كنت نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا". وأخرجه أبو داود والنسائي من حديث أنس، وزاد: " فإنها تذكر الآخرة"، وأخرجه الحاكم من حديثه وزاد فيه: "وترق القلب وتدمع العين، فلا تقولوا هجرا".أي كلامًا فاحشًا، وأخرجه الحاكم من حديث ابن مسعود، وزاد:" فإنها تزهد في الدنيا". وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعًا:" زوروا القبور فإنها تذكر الموت".

وأضاف "التاجر": "هذا الحديث صريح في نسخ النهي عن زيارة القبور، وإباحة زيارتها بل استحباب الزيارة والترغيب فيها، قال الإمام النووي رحمه في شرحه على صحيح مسلم: هَذَا مِنْ الْأَحَادِيث الَّتِي تَجْمَع النَّاسِخ وَ الْمَنْسُوخ، وَهُوَ صَرِيح فِي نَسْخ نَهْي الرِّجَال عَنْ زِيَارَتهَا، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ زِيَارَتهَا سُنَّة لَهُمْ".

ومضى يقول: "أما عن زيارة القبور للنساء فهى من مسائل الخلاف المشهورة بين أهل العلم، والمعتمد في مذهب الشافعية القول بالكراهة، لا بالتحريم المطلق، ولا الجواز المطلق، وسبب الكراهة هو ما يخشى على المرأة في زيارتها القبور من الجزع وقلة الصبر والتأثر البالغ الذي قد يضرها في دينها أو بدنها".

وأشار "التاجر"، إلى قول الخطيب الشربيني: "تكره زيارتها - يعني القبور - للنساء؛ لأنها مظنة لطلب بكائهن، ورفع أصواتهن، لما فيهن من رقة القلب، وكثرة الجزع، وقلة احتمال المصائب.

وتابع "التاجر": "إنما لم تحرم لأنه صلى الله عليه وسلم  مر بامرأة على قبر تبكي على صبي لها، فقال لها: اتق الله واصبري - متفق عليه - فلو كانت الزيارة حراما لنهى عنها". 

وأشار "التاجر"، إلى قول السيدة عائشة رضي الله تعالى - كيف أقول يا رسول الله؟، يعني إذا زرت القبور، قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون) رواه مسلم. - ثم ذكر أقوالا أخرى".

وتابع: "محل هذه الأقوال في غير زيارة قبر سيد المرسلين، أما زيارته فَمِن أعظم القربات للرجال والنساء"، وننبه هنا إلى أمور مهمة يجب مراعاتها إذا زارت المرأة القبور، أن لا تخرج متزينة متعطرة بل متسترة محتشمة، وهنا نبين أن العطر، المنهى عنه، هو الذي يفوح لدرجة كبيرة اما مزيل الرائحة فلا بأس به ، وأن لا تختلط بالرجال، أن تذهب مع أحد محارمها إذا كانت المقبرة نائية أو بعيدة أو موحشة، وأن تلتزم السكينة والوقار في المقبرة، فتعتبر من غير ما صوت ولا عويل.

وشدد "التاجر"، أن يكون الغرض من زيارة النساء للقبور العظة والاعتبار والنظر في المآل، مشيرا الى قول الشيخ أحمد القليوبي، "وتحرم يعني زيارة القبور على معتدة ولو عن وفاة، وبغير إذن حليل".

وأوضح "التاجر"، أن المعتدة لا تخرج لزيارة القبور أثناء عدتها ولو كان قبر زوجها، وكذلك لا تخرج الزوجة بغير إذن زوجها.

وأضاف الشيخ إبراهيم محمد سيف، من وزارة الأوقاف، أنه لا يوجد في الشرع ما يمنع زيارة القبور سواء للرجال أو النساء، والأحاديث الواردة في ذلك فهي منسوخة، "نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً"، روه مسلم في صحيحه.

وتابع سيف: "في زيارة القبور فوائد للزائر وللميت نفسه، فالزائر يتذكر الموت والآخرة مما يجعله أكثر اتصالا باليوم الآخر وأكثر خشية لله رب العالمين ويتذكر أحوال الموتى وأنه لا بد له من يوم يدفن في هذا القبر، وكما أن للميت فائدة أيضا وهي الدعاء له بالرحمة والمغفرة".

ومضى يقول: "بالنسبة لزيارة النساء فلا حرج عليهن في زيارة القبور بشرط الالتزام بآداب الزيارة والتي من أهمها عدم مزاحمة الرجال أثناء تشييع الجنائز وعدم رفع الصوت بالنواح والبكاء إلا أنه لا يستحب زيارة القبور إذا كان الغرض منها تجديد الأحزان والسخط وعدم الرضا بقضاء الله وقدره".