طباعة

البطل أحمد عبدالعزيز.. صناعة مصرية خالصة

الأربعاء 23/08/2017 07:47 ص

سارة صقر

"البطل أحمد عبدالعزيز" الشارع الأشهر في حي المهندسين، والذي تردده ربما يوميًا، لكنك لا تعرف الكثير عن هذا البطل الذي تحسبه عالم حاصل على نوبل أو وزير، إلا أن المفاجأة في أنه ليس الشارع الوحيد الذي يطلق عليه هذا الاسم، بل أطلق على العديد من الشوارع والمدارس في مصر، والأهم أنه أُطلق على شوارع ومدارس في فلسطين.

هو القائد المصري أحمد عبد العزيز الذي عُرف بين زملائه وتلاميذه بالإيمان العميق، والأخلاق الكريمة، والوطنية الصادقة، وحب الجهاد، والشغف بالقراءة والبحث، وزادته الفروسية نبل الفرسان وترفعه عن الصغائر والتطلع إلى معالي الأمور، وكما ذكر في مذكراته إطراء حيدر باشا عليه كفارس وتنبأ له بمستقبل عظيم بعد فوزه بجائزة الموضوعات العسكرية.


حياته ونشأته

ولد أحمد عبد العزيز في 29 يوليو 1907م بمدينة الخرطوم حيث كان والده الأميرالاى (العميد) محمد عبد العزيز قائد الكتيبة الثامنة بالجيش المصري في السودان، وقد كان والده وطنيًا مخلصًا، فقد وقف مع الشعب أثناء مظاهرات 1919، وسمح لجنوده بالخروج من ثكناتهم للمشاركة في المظاهرات مع الشعب مما أدي إلى فصله من الجيش بعد غضب الإنجليز عليه.

على خطى والده نشأ أحمد عبد العزيز فقد اشترك في مظاهرات 1919 وهو في الثانية عشر من عمره وكان وقتها في المدرسة الثانوية، وفى العام 1923 دخل السجن بتهمة قتل ضابط إنجليزي ثم أُفرج عنه وتم إبعاده إلى المنصورة.

التحق أحمد عبد العزيز بالكلية الحربية بعد تخرجه من المدرسة الثانوية وقد تخرج منها عام 1928م، اولتحق بعدها بسلاح الفرسان ثم قام بتدريس التاريخ الحربي في الكلية الحربية. وقد تخرج من كلية أركان الحرب.

حرب فلسطين

بعد قرار تقسيم فلسطين وانتهاء الانتداب البريطاني في 14 مايو 1948م وبعد ارتكاب العصابات الصهيونية لمذابح بحق الفلسطينيين العزل ثار غضب العالم العربي والإسلامي وانتشرت الدعاوى للجهاد في كل أرجاء الوطن العربي، حينما صدر قرار تقسيم فلسطين عام 1947.

كان البطل أحمد عبدالعزيز هو أول ضابط مصري يطلب بنفسه إحالته للإستيداع، هكذا تخلى عن رتبته وإمتيازاته من أجل الجهاد في سبيل الله على أرض فلسطين؛ ليشكل كتائب المجاهدين المتطوعين الفدائيين لإنقاذ فلسطين من آيدى اليهود، يصبح قائدًا لما يعرف بالقوات الخفيفة في حرب فلسطين.

وقام بتنظيم المتطوعين وتدريبهم وإعدادهم للقتال في معسكر الهايكستب، وقد وجهت له الدولة إنذار يخيره بين الإستمرار في الجيش أو مواصلة العمل التطوعي فما كان منه إلا أن طلب بنفسه إحالته إلى الإستيداع وكان برتبة القائمقام (عقيد).

وكان له رأي مغاير حيال دخول الجيش المصري الحرب على أساس أن قتال اليهود يجب أن تقوم به كتائب الفدائيين والمتطوعين، لأن دخول الجيوش النظامية يعطى اليهود فرصة كبرى في إعلان أنفسهم كدولة ذات قوة تدفع بالجيوش العربية إلى مواجهتها وهو ما حدث بعد ذلك، إلا أن معارضته لم تمنعه من القتال بجدارة مع الجيوش النظامية.

شارك في عدة معارك في حرب فلسطين أهمها؛ معركة المستعمرة اليهودية في خان يونس، معركة مستعمرة كفار داروم، معركة دير البلح.

معركة مستعمرة العمارة في صحراء النقب وضربها بمدفعيته في 17 مايو، الإنتشار الدفاعي في مدن الخليل وبيت لحم وبيت صفافا وبيت جالا في 20 مايو 1948م.

إنشاء خط دفاعي مقابل خط الدفاع اليهودي الممتد من تل بيوت ورامات راحيل في الجهة الشرقية الجنوبية لالقدس بالقرب من قبة راحيل في مدخل بيت لحم الشمالي حتى مستعمرات بيت هكيرم وشخونات هبوعاليم وبيت فيجان ويفنوف، معركة مستعمرة رامات راحيل 24 مايو 1948، معركة قرية العسلوج، معركة جبل المكبر بالقدس.

استشهاده

أحرز البطل أحمد عبد العزيز والمتطوعين معه انتصارًا رائعًا مما جعله يملي إرادته على اليهود ويضطرهم للتخلي عن منطقة واسعة مهددًا باحتلالها بالقوة، وأراد (أحمد عبد العزيز) أن يحمل نتائجها إلى القيادة المصرية العامة في (المجدل) واتجه في مساء ذلك اليوم إلى غزة حيث مقر قيادة الجيش المصري لينقل إلى قادته ما دار في الاجتماع.

كانت منطقة عراق المنشية مستهدفة من اليهود مما دعا القيادة العامة إلى منع السير على هذا الطريق بالليل، وكانت ترابط بها كتيبة عسكرية لديها أوامر بضرب كل عربة تمر في ظلام الليل، وما أن وصلت السيارة إلى مواقع عراق المنشية واشتبه بها أحد الحراس (العريف بكر الصعيدي)، وظنها من سيارات العدو وصاح الحارس يأمر السيارة القادمة بالوقوف ولكن لسوء الحظ ضاع صوت الحارس في ضجيج السيارة فأطلقت نقطة المراقبة النار وتدخل سوء الحظ مرة أخرى حين أصابت أول رصاصة البكباشي (أحمد عبد العزيز) في جنبه، وحمله مرافقوه إلى عيادة طبيب بمدينة (الفالوجا)، ولكن قضاء الله سبقهم إليه فصعدت روحه إلى بارئها.