طباعة

بعد انتقاده للفلسطينيين .. الصحف العبرية: هل يرأس السودان معسكر التطبيع مع إسرائيل؟

الأربعاء 23/08/2017 03:24 م

دعاء جمال

التطبيع بين السودان وآسرائيل

بين ليلة وضحاها أصبح وزير الاستثمار السوداني، مبارك الفاضل المهدي، الذي شغل منصبه فقط منذ أربعة أشهر محط أنظار الصحف وخاصة الصحف الإسرائيلية من بينها، وذلك بعدما هاجم الفلسطينيين ورحب بالتطبيع مع الجانب الإسرائيلي.

وهنا بدأ الإعلام الإسرائيلي يطرح تساؤلًا، وهو هل يرأس السودان "معسكر التطبيع" مع إسرائيل؟.

ردود فعل الإعلام الإسرائيلي..
وقال موقع "المصدر" الإسرائيلي إنه بدا التعبير عن الاهتمام من قبل جهات سياسية سودانية حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل كسيناريو غير محتمل قبل بضع سنوات، ولكن بات الوضع واقعا الآن.

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى مفاجأة الجانب الإسرائيلي عندما سمع أن وزير الاستثمار السوداني يقول في مقابلة معه إنه يدعم علنا تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإسرائيل، بعد مرور أربعة أشهر فقط منذ بدأ بشغل منصبه.

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية تصريحات المهدي ووضعته كمقالة رئيسية.

وترتب على هذا الأمر، دعوة من قبل أيوب قرا، وزير الاتصالات الإسرائيلي إلى المهدي من أجل زيارة إسرائيل، حيث نشر على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر":"تسرني استضافته في إسرائيل لدفع عملية سياسية قدما في منطقتنا".

تصريحات المهدي المستفزة:
قال المهدي في مقابلة معه للقناة السودانية 24، يوم الأحد الماضي إن: "الفلسطينيين طبعوا العلاقات مع إسرائيل، حتى حركة حماس تتحدث مع إسرائيل، ويحصل الفلسطينيون على أموال الضرائب من إسرائيل والكهرباء من إسرائيل، ويجلس الفلسطينيون مع إسرائيل ويتحدثون مع الإسرائيليين، صحيح أن هناك نزاعًا بينهم لكنهم يجلسون معهم".

وأضاف وزير الاستثمار السوداني قائلا:"إن الفلسطينيين باعوا أراضيهم والقضية الفلسطينية أخرت العالم العربي جدا"، مستطردا أن بعض الأنظمة العربية استغلتها ذريعة وتاجرت بها.

وأشار إلى أن التطبيع مع إسرائيل من شأنه أن يحقق مصالح السودان، مضيفا: "لا توجد مشكلة في التطبيع، والفلسطينيون طبعوا مع إسرائيل حتى حركة حماس".

ووصف الاحتلال الإسرائيلي قائلا: "إسرائيل دولة بها نظام ديمقراطي فيه شفافية وتتم فيها محاكمة المسؤولين وزجهم في السجون".

وتأتي تصريحات المهدي ضمن سلسلة أقوال سلمية لمسئولين سودانيين تجاه إسرائيل في السنتين الماضيتين.

التحول في العلاقات بين إسرائيل والسودان..
منذ نوفمبر عام 2012، صرح عمر البشير الرئيس السوداني أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يمثل خطا أحمر، ومنذ ذلك الحين حدث تغيير تام في التعامل بين إسرائيل والسودان.

فحتى قبل سنوات قليلة، كان السودان مقربًا جدًا من إيران وسمح بمرور إرساليات أسلحة عبره إلى حماس في قطاع غزة، وأكثر من ذلك فهناك ثكنة عسكرية للتدريبات أقامها قبل ذلك بن لادن لنشطاء القاعدة في السودان مما أدى إلى تورطه في مشاكل مع أمريكا.

ولكن في عام 2015، قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران وانضم إلى داعمي السعودية والدول السنية، ومنذ ذلك الحين، بدأ يظهر أحيانا في مقابلات ومؤتمرات تطرقت إلى السياسة الخارجية، اهتماما بإقامة علاقات دبلوماسيّة مع الدولة الوحيدة التي يحظر على السودان دخولها وهي إسرائيل.

تأييدات سودانية لتطبيع العلاقات..
وسلط الموقع الإسرائيلي "المصدر" إلى تأييدات من قبل السودانيين لتطبيع العلاقات وذلك قبل تصريحات المهدي.

فمن جانبه، قال يوسف الكودة، رئيس حزب الوسط الإسلامي السوداني قبل بضعة أشهر إنه لا مانع ديني في إقامة علاقات مع إسرائيل.

وقال قبل أقل من سنة، وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو قضية يمكن طرحها للنقاش.

إن الكودة وغندور هما ليسا الوحيدين الذين يتحدثان هكذا من بين جهات مختلفة من الخارطة السياسية السودانية.