طباعة

أستاذ الصحة النفسية: التصوف ليس اختراعا إسلاميا

الأحد 10/09/2017 05:34 م

نورا عبد العظيم

عندما روج إلى إتباع المنهج الصوفي بشكل شائع هذا العصر، ولجأ إليه العديد من الشباب كان لنا أن نغزو سيكولوجية المجتمع لنعرف لماذا نجحت الصوفية في تجنيد الكثير من الناس خاصة في مثل هذا الوقت.

وفي هذا الشأن يقول أستاذ الصحة النفسية وأحد المتعمقين في الدراسة الصوفية موسى عبد المؤمن: الصوف في حد ذاته علاقة روحية لم تقتصر على المسلمين فقط، ولم تكن وليدة العصر الإسلامي بل كانت موجودة بصور متعددة قبل نزل الإسلام في صورة الغنوصية والرهبنة عند أهل الكتاب وكذلك التحرر في الهندوسية، التصوف منهج يروج له كبار المفكرين والمثقفين المحبوبين لذلك ينجح في جذب العقول أما المنهج الصوفي يحمل في طياته كم كبير من الإيمانيات والروحانيات العالية التي تساعد الإنسان في الوصول لحالة يرغب أن ينالها، والإبداع الذي تحمله الصوفية في فنها وتحررها وعدم قيد الإنسان لها هي أكثر ما يجعل الإنسان يرغب في اعتناقها لأنه يشعر بالحرية في وقت ما يريد سيرحل دون ضرر، وهذا الأمان أكثر ما يحتاجه الإنسان من الناحية النفسية.

أضاف عبد المؤمن أن المنهج الصوفي ليس به عيوب تجعلنا نخشاه ولكن العيوب تكمن في سلوك مريديه فقط، لكن منهج الحب هو ما تحتاجه النفس البشرية لذلك تلجأ إليه، فهذا المنهج يعمل على تهذيب النفس وتعديل السلوك الإنساني لذلك ننادي جميعنا أن الجميع إلى التصوف الروحاني، الذي عرفته جميع الأديان، مضيفا هنا أن الميزة الأكبر في التصوف الإسلامي عن غيره أنه لم ينادى مريديه من المسلمين فقط بل يضم جميع البشر من جميع الأطياف بحب ورحمة.

وأشار أستاذ الصحة النفسية أن الصوفية مشكلتها الوحيدة أن منهجها لم يكن مقنن مثل المذاهب الأربعة كما أن جميع المتصوفين في العصر الحديث لم يعطوه حقه أمثال الشيخ الشعراوي وجاد الحق وغيرهم الكثير لم ينشروا كتب كغيرهم من القدامى عن الصوفية مثل ابن عربي والحلاج والشيخ أبو العزايم.

تابع "عبد المؤمن"، أن الناس في ظل هذه الظروف العالمية وتدهورها على جميع الأصعدة يتجه الإنسان إلى ثلاث اتجاهات إما القيادة الحكيمة أو اتباع الوجوه الشيطانية مثل داعش وبوكو حرام وأمثالهم إما أن يذهبوا بطبيعتهم الطيبة إلى الوجه الملائكي الذي يكمن في الصوفية تحت إشراف وبنصيحة قادة الاتجاه الأول.