طباعة

"صائدو المغتربين".. مافيا الشقق المفروشة تجتاح محيط الجامعات

الخميس 14/09/2017 04:29 م

ياسر الباز

"استغلال وسوء معاملة" هو أول ما يتطرق إلى ذهن الطلاب المغتربين، عند الحديث عن "سماسرة" الشقق السكنية، مما يشهده هؤلاء الطلاب من معاناة للحصول على سكن مناسب لاستكمال دراسته الجامعية بشكل آمن دون استغلال.

ففي مثل هذه الأيام من كل عام، تبدأ معاناة من نوع جديد للطلاب المغتربين بالجامعات المصرية الذين لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالمدن الجامعية، حيث بدأ الأمر باستغلال أصحاب الشقق السكنية القريبة من الجامعات، والذين يستأجرون الشقق للطلاب بأغلى الأسعار، وأقل الإمكانات المتاحة، والوسائل اللازمة لحياة آدمية تليق بطالب جامعي مطلوب منه البحث والاستذكار في جو هادئ ومرن لأداء ما يتطلب منه تجاه كليته ودراسته الجامعية.

ويرصد "المواطن" معاناة الطلاب مع سماسرة الشقق المفروشة وكيف يقعون فريسة لهؤلاء المستأجرين.

وفي هذا السياق، قال محمد مختار، طالب في جامعة الأزهر، عن تجربته السيئة مع سماسرة الشقق المفروشة، أنهم وقعوا في موقف أشبه بالمزاد للأعلى سعرًا، بعد أن تراوحت الأسعار القريبة من الجامعة بمدينة نصر ما بين 3 آلاف و4 آلاف على حسب درجة قربها من الجامعة، ويكون نسبة السمسار تقاضيه شهر كامل من إيجار الشقة.

وأضاف "مختار"، أن السمسار يعطي مواصفات بعيدة تمامًا عن الواقع، وفي أغلب الأحيان تكون الشقة غير صالحة للاستخدام الأدمي من الأساس، بل أنها لا يتوفر فيها الاستخدامات الكافية للمعيش.

وحكت الطالبة سلوى أحمد، أنها لا تجد سكن من الأساس، نظرًا لتأخر عمليات التسكين في المدن الجامعية، وأنها تقع فريسة السماسرة الذين تحولو من مكاتب مشهورة في الأماكن القريبة من الجامعة إلى صفحات على "فيس بوك"، وأنها ذهبت بالفعل بعد رؤية أحد المنشورات على أحد الصفحات، للإعلان عن شقة خاصة للطالبات في منطقة العباسية القريبة من جامعة عين شمس، وتفاجأت أن ما رأته عكس الصور التي رأتها في الإعلان، مضيفة أنها ستنتظر حتى تعرف موقفها من تسكين المدن الجامعية والمدن الخاصة بالمحافظات.

"بنتبهدل كل سنة حرام كده"، كانت هذه كلمات الطالب فتحي أحمد عند حديثه عن مشكلة الطلبة في السكن الخاص بهم، وعمليات السمسرة التي يتعرضون لها، مضيفًا أنه حتى تتكافأ الأسعار مع امكانياتهم، يقوم عدد من الشباب بالاتفاق على المشاركة في إيجار الشقة على أن تقسم بينهم، ويصل عدد المستأجرين في بعض الأحيان إلى أكثر من 21 فرد في شقة واحدة.

وتفاقمت الأزمة إلى أعلى مراحلها بعد أن تم تخفيض عدد الطلبة في السكن الجامعي، وأصبح من الصعب العثور على سكن مناسب يقرب من الجامعة.

وعلى الجانب الآخر، أوضح الدكتور "أحمد زارع" المتحدث الإعلامي بجامعة الأزهر، أن المدن الجامعية لها طاقة استيعابية محددة وأن هناك بعض الإصلاحات التي تتم فيها، يمكن أن تتسبب في تخفيض عدد الطلاب في المدينة، ويمكن أن يصل عدد الطلاب في المدينة الجامعية بالقاهرة إلى 15 الف طالب وطالبة.

وأشار "زارع"، إلى أن هناك 23 مدينة جامعية للأزهر علي مستوي الجمهورية، وأن ارتفاع عدد طلاب الجامعة في مدينة نصر هو ما ساهم في انتشار ما يسمى بالسمسرة، وهذا شئ طبيعي ولا دخل للجامعة به، وأن المدن الجامعية تعمل بالبعد الجغرافي الأبعد فالابعد والتقدير العام للطالب، والجامعة ليست مسؤولة عن مايجري خارجها من سمسرة وغيرها.