طباعة

"سحابة كل صيف".. أبرز الملفات التي عجزت وزارة التعليم عن حلها

الثلاثاء 19/09/2017 11:52 ص

محمد الغني

"مشاكل التعليم في مصر" سحابة تطل علينا سنويا باستمرار، تزامنا مع انطلاق العام الدراسي، وتنطلق تصريحات المسؤولين والوزراء والخبراء التربويين والمثقين، أملا في التوصل لحل لتلك "الخوارزمية المعقدة"، دون جدوى؟، فرغم أن قضية تكوير التعليم مطروحة منذ سنوات طويلة إلا أن النتيجة غير مرضية لأولياء الأمور والطلاب والخبراء، حتى الآن.

ويرصد "المواطن" في هذا التقرير أبرز الملفات التي عجزت وزارة التربية والتعليم عن إيجاد حلول لها:

 الدروس الخصوصية
أبرز هذه الملفات التي يعد مسؤولو الوزارة بحلها كل عام هي أزمة الدروس الخصوصية، لكن لم يطرح لها حتى الآن حلا جذريا لمنعها وإبادتها، ولم يتمكن المسؤولين من رصد جميع مراكز الدروس الخصوصية أيضا، وتأتي نتيجة الوعود بالتوسع في الدروس الخصوصية.

أخطاء كتب الوزارة والكتب الخارجية
اعتاد مؤلفوا الكتب الخارجية وكتب الوزارة على ارتكاب أخطاء كل عام وفي العديد من المواد، وفي بعض الأحيان تكون تلك الأخطاء كارثية، ورغم ذلك لم توضع خطة لتفادي تلك الأخطاء.

آخر تلك الأخطاء هي وضع علم إسرائيل على كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الثاني الإعدادي، والذي أثار استياء الكثيرين، وقد سبقها عدم وضع مثلث حلايب وشلاتين ضمن خريطة مصر، إضافة إلى بعض الأخطاء في الآيات القرآنية، وأخطاء تمس الهوية المصرية، فضلا عن أخطاء في تاريخ مصر وحضارتها.

تسريب الامتحانات
مع بدء كل امتحان لا صوت يعلو فوق صوت "شاومينج"، وهي الصفحة المتخصصة في تسريب امتحانات الثانوية العامة قبيل الامتحان بساعة، ورغم تكرار هذه الظاهرة كل عام إلا أن الوزارة لم تجد حلا، ولم تنجح في إيقاف تلك الصفحات، وتضيع بذلك مجهود مئات الآلاف من الطلاب.

فشل منظومة التأمين الصحي
لا يوجد تأمن صحي في المدارس هكذا عهد أجيال وأجيال من التلاميذ، والعيادة المدرسية بالنسبة لهم عبارة عن غرفة يوجد بها بعض أدوات الإسعافات الأولية البسيطة كالقطن والشاش، ويوجد طبيب واحد لكل 15 مدرسة من واجب أن يتابع أكثر من 2000 طالب في كل مدرسة، وكل عام يخرج المسؤولون للحديث عن تطوير منظومة التأمين الصحي بالمدارس، دون أن يتحركوا خطوة واحدة، بل بالعكس فإن الحال يزداد سوءا، والتلميذ الذي تصيبه وعكة صحية ينقل إلى مستشفى خارج المدرسة لعدم توافر من يقدم له الخدمة الصحية داخل المدرسة.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور سالم الرافعي الخبير التربوي، إن أخطاء وزارة التربية والتعليم التراكمية، والمتمثلة في تسريب الامتحانات وأخطاء المناهج والدروس الخصوصية وضعف منظومة التأمين الصحي، هو نتاج لفشل سنوات، والسبب الرئيسي هو عدم وجود خطة تنمية بشرية واضحة المعالم يحتل فيها التعليم الدور المناسب.

وأضاف "الرافعي"، في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن الوزارة لا توجد لديها منظومة تبادلية مع المؤسسات الأخرى، وكل مؤسسة قائمة بذاتها، لافتًا إلى أننا نحتاج إلى حسن الإدارة والإنفاق للنهوض بمستوى التعليم.

وأكد كمال مغيث الخبير التربوي، أن غياب الإرادة السياسية للخروج من نفق التعليم المظلم، هو السبب في وصول المنظومة لحافة الهاوية، مشيرًا إلى أن مصر إذا دخلت المعايير الدولية تكون في المركز الأخير أو قبل الأخير أو خارج التصنيف تمامًا.

وتابع "مغيث": "خبراء التعليم والمسؤولين في مصر يعترفون بأنفسهم أن التلاميذ وهم في مراحل متقدمة لا يجيدون الكتابة أو القراءة، ولا بد أن يعرف المسؤولون أن للتعليم أولوية القوانين في التطوير والإنفاق والإدارة، والحل الوحيد لتطوير التعليم ربما يأتي من مجلس نواب مستنير، أو دعم من جهات أجنبية".

وأضاف الخبير التربوي، أن وزير التعليم الحالي لا يهتم سوى بثلاث أنواع من المدارس فقط، الألسن، واليابانية، والنيل، وهؤلاء لا يتعدون 60 مدرسة على مستوى الجمهورية، ولا يوجد بهم مدرسة حكومية وما يقوله ما هي إلا تصريحات في الهوا، وفقا لقوله.