طباعة

المواطن تحقق: في تفاصيل معركة الكتاب المدرسي

الإثنين 25/09/2017 04:28 ص

يوسف عبدالمجيد

ارتفاع مديونية الوزارة تجاوز المليار جنيه : والمطابع تهدد بوقف الطباعة تشعل
الوزارة : ملتزمون بدفع الاقساط
الرافعي: السي دي يوفر التجارة السوداء
لجنة التعليم بالنواب: سنتواصل مع الوزير لعدم تكرار الازمة
خبراء: تأخر الكتاب المدرسي يلقي بالطلبة في أحضان الدروس الخصوصية
أولياء الأمور: يجبرونا علي الكتب الخارجية

أصبح العام الدراسي يمثل كابوس بالنسبة لأولياء الأمور، فقبل أيام من انطلاق العام الدراسي نوه "احمد حسام" رئيس شعبة مطابع الكتاب المدرسي عن أزمة للكتاب المدرسي تواجه الطلاب في التيرم الثاني وعدم طباعة الكتب حتى الآن والتي تأخرت الوزارة في طبعها أكثر من شهر ونصف حتى الآن ليضع وزارة التربية والتعليم في مأزق وورطه كبري ليجدد أزمة العام الماضي من تأخر في طباعة الكتب المدرسية ليعيش الطلاب مابين مطرقة وسندان شعبة المطابع والوزارة.
ورفض رئيس الشعبة البدء في طباعة الكتاب المدرسي لكثرة مديونية الوزارة والتي تخطت مبلغ المليار جنيه متهم الحكومة بالتعمد في تأخير دفع مستحقات المطابع في ظل ارتفاع أسعار الطباعة .


وفي هذا السياق أبرز الدكتور محب الرافعي وزير التعليم الأسبق، إنه أرسل للوزير الحالي لتخيير الطلبة في الحصول على اسطوانات سي دي بدلاً من الكتاب المدرسي وهو ما سيخفض التكلفة 20% والطلبة الذين يريدون استلام كتب يحصلون عليها، وهو ما سيوفر التكلفة بشكل كبير .
لافتًا إلى أنه أجرى استطلاع للرأي حول هذا الأمر فى عام 2015 وجاء نتيجته لتؤكد أن 65% من أولياء الأمور يريدون " السي دي" بدلا من الكتب على أن يكون السي دي به جزء تفاعلي وجزء نصي .
وطالب الرافعي ، في تصريح خاص لـ" المواطن" بتطبيق هذا المقترح واستخدام الأموال التي ستوفر لصالح تدعيم العملية التعليمية، فالدولة تدفع حاليًا 2مليار ونصف جنيه لصالح طباعة الكتب المدرسية.
ولفت الوزير الأسبق، إلى أن خطورة تأخر طباعة الكتب المدرسية ستتمثل في أزمة لدى طلاب مراحل الابتدائية والإعدادية ، فيما ستقل حدتها لدى طلاب الثانوية العامة لاعتمادهم الكبير على الدروس الخصوصية .
لجنة التعليم بالنواب
فيما قالت الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بالنواب :أن مجلس النواب لم يبحث بعد مشكلة تأخر طباعة الكتب المدرسية نظرًا لوجود مشاكل أخرى مثل استمرار صيانة المدارس حتى الآن رغم أن الدراسة ستبدأ فى غضون أيام قليلة.
وإذا حدث تأخر في طباعة الكتب المدرسية هذا العام فإنها تعد تكرار لأزمة العام الماضي وسيزيد من الدروس الخصوصية .
وأن تأخر سداد مستحقات طباعة الكتب المدرسية سيكرر نفس أزمة العام الماضي حيث تأخرت طباعة الكتب المدرسية وتواصلنا مع الوزير السابق الهلالي الشربينى حتى مرت الأزمة، مضيفة : سنتواصل مع الوزير الحالي بمجلس النواب للحيلولة دون تكرار نفس الأزمة من جديد .
وأكدت :سنتواصل مع وزير التربية والتعليم لتحل هذه الأزمة نظرًا لخطورتها وآثارها السلبي على الطلاب ،مؤكدة أن تأخر طباعة الكتب المدرسية سيزيد من انتشار الدروس الخصوصية ،كما سيؤدي إلى ارتباك الطلاب نظرًا لأن بعض الكتب سيجرى تعديلها وسيحصل عليها الطالب متأخرًا .
وأشارت إلى أن ما أعلنه وزير التربية والتعليم حول تحويل الكتب المدرسية لالكترونية غير منطقي في الوقت الراهن ، مؤكدًة أن البنية التحتية لن توفر سرعات عالية للانترنت فى جميع أنحاء الجمهورية حتى يتمكن الطلاب من الاعتماد اعتمادًا كليًا على الانترنت بدلًا من الكتب الورقية.
وأوضحت أن الكتب المدرسية في الوقت الحالي غير جاذبة وتقليدية ولا يتم الاستفادة به بشكل كامل مما يعد إهدار للمال العام،وطالبت بتطوير الكتب بشكل مرحلي لحين الوصول لمرحلة الكتب الإلكترونية بتقليل عدد صفحاته شرط عدم الإخلال بالمحتوى المعرفي ، وإشراك الطالب فى جمع المعلومات وتصميم الكتب بشكل جذاب كأن يلون مثلا .
وطالبت بضرورة إيجاد مصادر أخرى لتمويل طباعة الكتب غير الاعتماد الكلى على الموازنة فقط ، كأن يحول التعليم الفني للتدريب على المهارات ولتنفيذ بعض الصناعات، وعمل مدارس بحق انتفاع ليرجع عائدها المادي لتطوير المدارس الحكومية ، أو تخصيص جزء من ضرائب المدارس الخاصة ليوجه للإنفاق على المدارس الحكومية.
وأعلنت أن البرلمان سيناقش قانون التعليم وتغيير الرواتب ولن ينتظر الحكومة حيث سيكون في طليعة مهام لجنة التعليم بمجلس النواب.،مضيفة: سأقدم مشروع قانون مفوضية التعليم والتي ستعد كمجلس أعلى للتعليم ككل يشمل التعليم الأساسي والعالي تكون مهمته وضع خطط واستراتيجيات للتعليم حتى لا يأتي كل وزير جديد بإستراتيجية جديدة تغير مسار التعليم ، ليكون هناك رؤية واضحة للتعليم وتكون الوزارة مهمتها تنفيذية حاليا .
غرفة الطباعة
أكد أحمد جابر رئيس غرفة الطباعة والورق باتحاد الصناعات المصرية أن المناقصات والاتفاقات التي تمت بين لجان غرف الصناعة والطباعة ووزارة التربية والتعليم لطباعة الكتب المدرسية قائمة وليس بها زيادات حتى الآن ولكن من حق المطابع يصل لها دفعاتها في الأوقات المتفق عليها لاستمرار طباعة الكتاب المدرسي حتى لا تتعثر بسبب زيادة التكلفة في أسعار الطباعة والورق .

وأشار الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إلي إن أزمة عدم طباعة الكتب المدرسية حتى الآن تأتى نتيجة للإصرار على أن يكون التعليم بالطريقة القديمة المتبعة في مصر منذ القرن الماضي ، بالإضافة إلى أن الدولة لاتريد الإنفاق على التعليم لتزيد من مشكلات التعليم كأزمة الكتب المدرسية.
ويضيف مغيث كل هذه الأمور تؤدى إلى زيادة اعتماد الطلبة على الدروس الخصوصية وهو ما يظهر في انتشار مراكز الدروس الخصوصية ، لافتًا إلى أن ارتفاع أسعار الطباعة وزيادة سعر الدولار زاد الأعباء على الوزارة وطالب مغيث بتطوير التعليم في البلد ، ولا يمكن تطوير الكتاب بمعزل عن تطوير المدرس ومفاهيمه وقدراته وتطوير نسق التعليم بدلا من نظام الحفظ والتلقين لنظام الملاحظة والتفكير والتعبير وعمل أبحاث للحصول على المعرفة بنفسهم وهو ما سيجعل الدارس تكون محببة للطلبة .
وأشار إلى أهمية تدريب المعلمين بشكل متواصل وأن يجرى تقييمه من خلال الطلبة وأولياء الأمور وإدارة المدرسة ،وأن تكون ترقياتهم مرتبطة باختبار نصف سنوي وزيادة دخلهم المادي ليوفر لهم الحياة الكريمة.
وندد بإعلان وزير التعليم باعتماد نظام الكتاب الالكتروني خلال سنتين، مؤكدًا أنه موجود بالفعل على موقع المدرسة وليس إعجازا لكن المهم هو ضمان وصول الكتب لكل الطلبة في مختلف أنحاء الجمهورية ولابد من تهيئة المدارس لذلك ، كما أن الكتاب الالكتروني لا يغنى عن الكتاب الورقي، مشددا على إن الكتاب الالكتروني لا يجوز للأطفال قبل الصف الخامس الابتدائي. ولفت إلى أن الدستور نص على أن تدفع الدولة 4% من الناتج المحلي لصالح التعليم قبل الجامعي أي ما يقارب 130 مليار جنيه ولكنه غير كاف لتطوير العملية التعليمية.
الوزارة
فيما أستنكر أحمد خيري المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم وجود مشكلة في طباعة الكتاب المدرسي وأن الوزارة انتهت بالفعل بنسبة 99% من طباعة كتب العام الدراسي 2017/2018 ولا توجد أي مشاكل مع المطابع أو غرفة الطباعة وأن الكتب المدرسية ستكون مع كل الطلاب من أول يوم دراسة من أجل تحسين سير العملية التعليمية ورفع الضغوط عن أولياء الأمور والطلاب .

ويقول عمرو إبراهيم ولي أمر طالب ابتدائي عدم وجود الكتاب المدرسي كلفنا الكثير من المصاريف علي الدروس الخصوصية والملازم التي يتاجرون بها المدرسين حيث أن كل مدرس كان له ملزمة شهرية لكل فصل بديلة لكتاب المدرسة يدفع ثمنها شهرياً مع مصاريف الدروس مما جعلنا تحت رحمة المدرسين والدروس الخصوصية التي أرتفع أسعارها في ظل الغلاء الذي نعيشه .
وعلي نفس النهج أنتقد عماد علي ولي أمر لطالبين، وزارة التربية والتعليم مستغيثاً من ارتفاع المصاريف، بسبب البحث عن بدائل للكتاب المدرسي من كتب خارجية ودروس خصوصية، ورغم ذلك ظل القلق والخوف يراودنا من التغييرات في المناهج بعد مرور الوقت.