طباعة

الأوقاف تواجه التطرف بـ"الكتاتيب".. وعلماء: قرار ننتظره منذ زمن بعيد

الثلاثاء 26/09/2017 06:36 م

حسن الخطيب - أحمد حمدي

الكتاتيب

في مبادرة جديدة من وزارة الأوقاف، لعودة "الكتاتيب" وإحيائها مرة أخرى، قررت الوزارة البدء في خطة جديدة لتعميم مكاتب ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بالمساجد الكبرى بالمحافظات.

وتأتي تلك المبادرة التي قامت بها وزارة الأوقاف، في إطار خدمة كتاب الله تعالى القرآن الكريم من ناحية، وتحصينًا النشء والأجيال الجديدة من اختطاف الجماعات المتطرفة من ناحية أخرى.

وكانت وزارة الأوقاف قد بدأت في تدشين فكرة مكاتب ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بالمساجد الكبرى بالقاهرة والمحافظات، منذ مطلع العام الجاري ضمن مبادرة الوزارة تحت اسم المسجد الجامع، حيث تتضمن المساجد الكبرى كتاب ومدرسة صغيرة لتحفيظ القرآن الكريم.

وتعمل كتاتيب وزارة الأوقاف بالمجان، فيما تتكفل الوزارة بجميع نفقات المشروع، كما تستعين الوزارة في تلك الكتاتيب بالمتطوعين والمتطوعات من المحفظين والمحفظات بشرط إجادة حفظ القرآن الكريم والقدرة على تحفيظه، وعدم الانتماء إلى أي جماعة أو فكر متطرف.

ويشير الشيخ جابر طايع وكيل أول وزارة الأوقاف، ورئيس القطاع الديني، إلى أن الوزارة تبذل قصارى جهدها في خدمة تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، وتحاول جاهدة في استعادة منظومة الكتاتيب من جديد بعد أن اندثرت، كما تسعى لأن تكون تلك الكتاتيب مدارس صغيرة تعمل على تحفيظ كتاب الله تعالى للنشء والأطفال، كما سيتم فتح تلك الكتاتيب أمام الكبار والنساء وكل منهم له فصل خاص يتم التدريس فيه، وسوف يتم الاستعانة بالعنصر النسائي فيه.

مبادرة الوزارة..

وأوضح رئيس القطاع الديني لـ"المواطن"، أن عودة الكتاتيب سوف تكون من خلال مبادرة وزارة الأوقاف التي بدأت هذا العام وهي الجامع المدرسة، حيث تم افتتاح هذه المبادرة في عدد من المساجد الكبرى بالقاهرة وعدد من المحافظات، وخلال الفترة القليلة القادمة سوف يتم تعميم مدرسة القرآن الكريم، وذلك من أجل خدمة الدعوة والمجتمع ونجاح مدرسة المسجد الجامع.

وأضاف "طايع"، بأن عمل تلك الكتاتيب سيكون من خلال تنظيم إمام المسجد باعتباره مدير المسجد، بحيث ينظم عمل تلك الكتاتيب والمحفظين، بعد توزيعهم من جانب الوزارة وبمعرفتها، لافتًا إلى أن المحفظين سيكون اختيارهم بمعرفة الوزارة من خلال اختبارات لهم، بعد أن فتحت الوزارة للراغبين والراغبات من المحفظين والمحفظات المشاركة في المشروع، باب تسجيل بياناتهم لديها تمهيدًا لعقد إختباراتهم.

ننتظره منذ زمن..

أكد أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن قرار وزارة الأوقاف بإرجاع الكتاتيب مرة أخرى، قرار صائب ويحتاج إلى التنفيذ بقوة على أرض الواقع.

وأوضح "كريمة"، أن القرآن الكريم يعتبر الحصانة القوية لثبات القيم والمبادئ والمثل العليا ورسوخ الأخلاق وعودتها للمجتمع المصري من جديد، مشيرًا إلى أنه منذ أن أغلقت الكتاتيب في مصر وأصبح الشباب عرضة للأفكار الإرهابية وقوى الشر وأي متربص بشكل عام.

وأضاف، أن البناء المؤسسي للدولة الحقيقية يكون عن طريق كتاب الله، مبينًا أن القرار الوزاري تأخر كثيرًا وكنا ننتظره منذ زمن بعيد على حد وصفه.

يبني أجيال ناضجة..

قالت الدكتورة سعاد صالح، رئيس قسم الفقه المقارن، بكلية الدراسات الإسلامية، بجامعة الأزهر، أن قرار وزارة الأوقاف بإرجاع الكتاتيب مرة أخرى للمجتمع غاية في الأهمية.

وأوضحت "سعاد" خلال تصريح صحفي خاص لـ"المواطن"، أن القرآن الكريم يعتبر أساس البناء الحياتي لأي إنسان، معتبرة أن إرجاع الكتاتيب سيجعل الأجيال القادمة أكثر نضجًا وفهمًا لأمور دينها.

وتابعت "صالح" قائلة: "أؤيد القرار جدا ويفضل أن يكون للجنسين البنين والبنات معًا لكن يجب ان يكون هناك معايير لاختيار المعلم ولا يجوز أن يكون بنفس النظام القديم من الضرب وما إلى ذلك، بل يجب أن يكون هناك الترغيب والترهيب معًا".