طباعة

الدنمارك تعود لإساءة النبي.. وأزهريون: المسلمين السبب

الأربعاء 27/09/2017 10:42 م

منار سالم

لا لإهانة الرسول

إساءة جديدة للدنمارك، قصدت توجيهها للنبي صلى الله عليه وسلم، جاء ذلك عندما نشرت وزيرة دنماركية، أمس الثلاثاء، على صفحتها بفيسبوك رسما مسيئا للنبي محمد (ص)، كان من بين الرسوم التي فجرت حالة من الغضب بين المسلمين عام 2005.

وقالت وزيرة الهجرة والتكامل إنغر ستوجبرغ إنها نشرت الرسم المسيء، بعدما أحجم متحف عن نشر الرسم في معرض بشأن "التجديف منذ حقبة الإصلاح".

وكان الرسم المسيء عبارة عن لقطة لشاشة حاسوب لوحي "آيباد" عليها الرسم.

وأرفقت الوزيرة الرسم بتعليق قالت فيه "هذا اختيار المتحف الخاص ولديهم كامل الحق في ذلك لكن أعتقد أنه أمر مشين".

الاساءة تمس الأمة بأكملها..

من جانبه قال الشيخ إبراهيم محمد سيف الدين، إمام وخطيب المسجد البحري، بفرسيس، بمحافظة الغربية، إن ما يحدث من إساءات لا تمس شخص الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، وإنما هي إساءة لمن قام بها أو نشرها؛ لأنها تظهر جهله وتحيزه وتطرفه.

وتابع سيف الدين، في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن النبي صلى الله عليه وسلم كفاه ربه المستهزئين وحفظه من المعتدين كما يقول تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}، وقال تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.

وأضاف أن هذه الإساءات عبارة عن تصور خاص وخاطئ لدى كاتبها أو راسمها أو ناشرها عن المسلمين أو عن الدين الإسلامي، فالذي قام برسم مثل هذه الصورة أو ينشرها يكون على يقين أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس هو الذي في الصورة، فالصورة التي تم رسمها ونشرها تظهر صورة رجل ملتح يحمل قنبلة في عمامته.

وتابع، بالبداهة لم يحمل النبي، صلى الله عليه وسلم، أي قنابل فهي لم تكن موجودة في عصره، ولكن هذا الخاطئ يريد أن يعبر عما يتصوره عن الإسلام أو المسلمين، وهو بفعله وجرمه هذا غير معذور؛ لأنه قصر في البحث عن الحقيقة ويزداد جرمه إذا كان يعلم الحقيقة ويفعل ذلك لكسب شهرة أو غير ذلك.

وأكمل أنه إذا رجعنا إلى كلام تلك الوزيرة نجد أنها تبرر فعلها ذلك لتؤكد على أن الدنمارك بلد يتمتع بحرية التعبير ومنه حرية انتقاد الأديان، فهي لا تنقد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما تنقد الدين المتصور في ذهنها أنه دين عنف وإرهاب.

وتابع: "النبي صلى الله عليه وسلم، نفسه قد واجه الكثير من تلك الانتقادات في عصره حتى ضاق صدره بذلك فأرشده ربه إلى اللجوء إليه وألا تشغله تلك الانتقادات عن كثرة الذكر له سبحانه وتعالى وعن العبادة".

وأشار إلى قول الله تعالى، في نهاية سورة الحجر: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}.

واستنكر الشيخ أحمد فهمي التاجر، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف في الدقهلية، في تصريح خاص لـ"المواطن"، إساءة الدنمارك للنبي صل الله عليه وسلم.

المرة الثانية..

وقال "التاجر": "مرة ثانية تعود الدنمارك من جديد لتعلن العداء لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أدرى لماذا تلك الإساءة المتكررة لرمز الاسلام والمسلمين".

وتابع: "نحن لا نقبل بأى حال من الأحوال وتحت اى ظروف ان يسئ أي شخص، لنبي الرحمة والسلام، ولكن ماذا فعلنا وماذا قدمنا لهم للتعريف بسيدنا محمد وسماحته ورحمته وجمال طبائعه وصفاته".

وأضاف "التاجر" أننا لم نقدم شيئا وتركنا الساحة خالية ليتقولوا عليه صلى الله عليه وسلم بما ليس فيه، أين اعلامنا ومؤسساتنا الدينية والوطنية من نشر ثقافة الإسلام المستتير الذى جاء به سيدنا محمد رحمة للعالمين، لا شئ، وأين نحن من قوله تعالى " ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا".

وأكمل أن الناظر الآن إلى بلاد المسلمين يجد انها البلاد الوحيدة التى سالت فيها الدماء وساءت فيها الاحوال وأصبح التطرف والإرهاب لصيق بالعالم الإسلامى بفعل جماعات تسيء لدين الله ونبي الله.

الغرب رسم صورة سيئة..

وتابع: "أعتقد ان الغرب، رسموا الصورة المسيئة لنا نحن لهمجيتنا وتخلفنا وحروبنا وارهاب خرج من رحم بلادنا، ولو عرفوا رسول الله، حقا لما قدموا على هذا الفعل ولكنهم عرفوا العنوان وبعضنا عنوان ظلم سيدنا محمد، وظلم الإسلام وظلم الإنسانية جمعاء بأفعال ترفضها الفطرة".

وطالب المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته تجاه إيذاء مشاعرنا في أغلى مخلوق علينا، داعيا المؤسسات الدينية والدول الإسلامية للتحرك نحو رفض هذه الرسوم وإلزام هذه الدولة بتقديم اعتذارا رسميا للمسلمين.

نخجل من أنفسنا..

وفي نفس السياق، قال الشيخ مصطفى صبري، حفيد العارف بالله، الشيخ أحمد رضوان، في تصريح خاص لـ"المواطن"، إن إساءة الدنمارك للنبي صل الله عليه وسلم، تجعلنا نخجل من أنفسنا.

وتابع "صبري": "ما تجرأ السفهاء على نبينا صلى الله عليه وسلم، وعلى الإسلام، إلا لتمكن الوهن فينا الذي أسماه رسول الله، حب الدنيا وكراهية الموت، موت ضمائرنا وقلوبنا وغياب القيم والمبادىء عن معاملاتنا وصارت بعض عبادتنا للتفاخر".

وأضاف: "أساء بعضنا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم قبل ان يسيئوا هم، وصار الإسلام مشوها من جانب البعض قبل ان يشوهه الغرب، وشوهه من حسبوا أنفسهم عُباد فكفروا العباد، شوه الإسلام من ظنوا أنهم محبين وموالين فكفروا غيرهم من المسلمين".

الرشوة والمحسوبية..

وتابع: "أساء البعض للنبي والإسلام، حين تفشت الرشوة والمحسوبية وأكل الحقوق وعقوق الوالدين وانتشار الرذيلة وغياب الفضيلة".

وقال الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية في تصريح خاص لـ"المواطن"، إن الإساءة التي وجهتها وزيرة الخارجية الدنماركية بالرسوم المسيئة لا تقصد بها سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.

وتابع "الشبراوي": "لم تسئ للنبي ولا يستطيع أي إنسان أن يسئ إلى حضرة سيدنا النبي إنما هم يتكلمون عن محمد بن عبدالوهاب صاحب الفكر الوهابي الذي تخرجت منه الجماعات الإرهابية والسلفية إلى التسمية بالقاعدة وداعش".

إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ..

وأضاف، لقد حمى المولى عز وجل، وعصم سيدنا محمد، وقال "إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ"، حماية وكفاية ورعاية لحضرة سيدنا النبي.

قال الشيخ أحمد البشير، من رواد الطريقة الحافظية الخلوتية، وحفيد العارف بالله، الشيخ حامد البشير، إن فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم، ففضله علي البشرية جميعا، فقد قال تعالى، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

جهل الخلق بالسيرة النبوية..

وتابع البشير، في تصريح خاص لـ"المواطن"، سيدنا النبي، رحمة مهداه من رب العباد للعباد، ولكن للأسف لجهل الخلق بالسيرة النبوية والمنهج النبوي، ورؤيتهم للمجرمين من أمثال داعش، على أساس انهم يمثلون الإسلام جعل البعض من الغرب ينظرون إلى الدين الإسلامي على أنه دين همجي، قاتل.

وأضاف، عندما يرى الناس في الغرب، من غير المسلمين، الدواعش وهم يذبحون الناس ويكبرون، ويحرقون ويكبرون، فأصبح عندهم إرتباط شرطي بين القتل وكلمة الله أكبر، فأنا لا ألوم عليهم، بل ألوم على المسلمين، الذين تركوا هذه الصورة تكبر يوم بعد يوم عندهم، ولم يحاولوا توضيح الصورة الصحيحة لهم.

وتابع البشير، هل قام المسلمين بنشر الصورة الصحيحة للدين في هذه البلاد، وهل قام أحدا بنشر المنهج النبوي الراقي بين أهل تلك البلاد، فهل يعلم أهل الدنمارك، أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرنا أن هناك امرأة دخلت النار في هرة، وأن امرأة دخلت الجنة في كلب، وأنه أوصنا بالحيوانات والبهائم وقال: (في كل ذات كبد رطبه أجر).

وتساءل البشير، هل تعلم جمعيات الرفق بالحيوان التي عمرها لا يتجاوز مئتي عام، تعاليم نبي الإسلام التي عمرها اكثر من ألف وأربعمائة عام.

وتابع البشير، إن الحضارة البشرية وهى في أوج مجدها، ويفخر الغرب بهذه الدعوات، وهم يجهلون أن كلها وصى عليها نبينا وأمرنا بها قبل دعوتهم بقرون، لكن هم لم يروا منه هذ المعاني، بل رؤوا من المسلمين كل سوء، فلذلك لا ألوم سوى المسلمين.

المسلمون يطبقون تعاليم نبيهم..

وأضاف البشير، عندما كان المسلمون يطبقون تعاليم نبيهم، سادوا العالم، وصنعوا حضارة من أعظم الحضارات، وكل ما نراه في عصرنا الحالي من تقدم، ماصنع نواته ووضع نظرياته إلا علماء المسلمين، لكن عندما فرطنا في ديننا تكالبت علينا الأمم كما أخبرنا النبي، وأنا لا أجد رد على هذه الإساءات إلا من خلال نشر السيرة النبوية والمنهج النبوي بين تلك البلاد.

وتابع: "عندما يرى الغرب أن دعوة النبي هى السلام والتسامح سيعتذرون من قلوبهم، ويرون أنهم كانوا مخطئين".

استنكر حمدي الشيباني، المنسق العام لائتلاف الطرق الصوفية بالإسكندرية، إساءة وزيرة الهجرة الدنماركية للنبي صلى الله عليه وسلم.

موقف رادع..

وطالب "الشيباني" في تصريح خاص لـ"المواطن"، بضرورة اتخاذ موقف رادع ضد الدنمارك، خاصة بعد تماديهم في فعلهم بتوجيه الإساءة للنبي صل الله عليه وسلم.

وتابع "الشيباني": "يجب أن يكون هذا الموقف شعبيا، فنحن لا نملك كشعوب وكمسلمين، إلا سلاح المقاطعة لكل ما هو منتج بالدنمارك، وإن الله منتقم لرسوله منهم وسيرينا الله فيهم آياته".