طباعة

"العنف في مدارس المحروسة" يفتح أبواب الجحيم.. وخبراء: كثرت المهازل والإكتئاب مصير الطلاب

الأربعاء 04/10/2017 09:36 م

غادة نعيم

العنف بالمدارس

"كاد المعلم أن يكون رسولا"، بهذه الكلمات البسيطة استطاع الشاعر أحمد شوقي أن يخلق مكانة عالية للمعلم الذي يقدم العلم للطلاب، ويبني مجتمع على أسس صحيحة، ولكن العادات والسلوكيات الخاطئة أطاحت بمعنى هذا البيت الشعري، ليطغي العنف على العلاقة بين الطالب والمعلم في المدرسة وتتحول إلى علاقة ندية كل طرف فيها يحاول أن يفرض سيطرته على الآخر.

ففي فاجعة جديدة بين أروقة مدارس المحروسة، قام مدير مدرسة بمحافظة المنوفية، بالتعدي على طالب باستخدام العكاز وكسر إصبعه، وفي محافظة الدقهلية قامت إحدى المعلمات بالتعدي على طالب وجلده بالخرطوم والضرب المبرح.

دعوة صريحة للعنف..

وفي هذا السياق، قال الدكتور إبراهيم حسين، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أن تكرار مشاهد ضرب الطلاب في المدارس دعوة صريحة لانتشار العنف بين الطلاب والمجتمع المحيط بهم، سواء على مستوى الأسرة أو على مستوى المدرسة.

وأضاف "حسين" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن لكل فعل رد فعل، بمعنى أن الطفل الذي يتعرض للضرب من قبل المعلم يتولد بداخله شعور الإهانة، فيكون رد الفعل هو الاعتداء على المعلم من قبل الطلاب، مؤكدًا أن هناك العديد من الطلاب يعانون من الانطوائية التي تحتاج إلى معاملة خاصة حتى لا يساهم في زيادة الانطوائية لدى الطفل.

وأكد الخبير النفسي، على ضرورة التعامل مع الطلاب بمبدأ تبادل معلوماتي يحترم فيه المعلم عقلية الطالب ولا يستهزئ به، بالإضافة إلى التعامل مع كل طالب على حدا طبقًا لشخصيته، إلى جانب طرح دورات تربوية وتعليمية من قبل وزارة التربية والتعليم، يتمكن من خلالها المعلم السيطرة على الطلاب والتعامل معهم بشكل صحيح.

ظاهرة مخيفة تفسد التعليم..

وعلي الجانب الآخر، قال الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، أن عودة العنف في المدارس ومعاقبة الطلاب بالجلد أو كسر الأصابع هي ظاهرة مخيفة تفسد العملية التعليمية.

وأضاف "فتح الله" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن الإعلام المصري لعب دورًا هامًا في تدمير العلاقة بين الطالب والمدرس، بالإضافة لعدم تأهيل المعلمين بالمدارس للتعامل بلا عنف مع الطلاب.

وأكد الخبير التربوي، أن القوانين الصارمة هي الطريقة الوحيدة للقضاء علي ظاهة العنف في المدارس سواء عنف الطلاب أو عنف المعلمين على الطلاب وتلتزم بها كافة الجهات التنفيذية في المؤسسة التعليمية.

وطالب "فتح الله"، لجان إدارة التربية والتعليم، بضرورة التعامل مع الأزمة بجدية وضرورة طرح حلول لها سريعا حتي لا يتم تناولها الاعلام بطريقة تثير أزمة جديدة، موضحًا ان هناك عدة أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية أدت الي ارتكاب جرائم العنف في المدارس.

الاكتئاب يسيطر على الطفل..

ومن جانبه قال الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن الإعتداء على الطلاب بالمدارس من قبل المدرسين ليست بالظاهرة الجديدة، ولكنها متواجدة منذ جيل التسعينيات تلك الفترة التي شهدت حالة من التغييرات المجتمعية.

وأضاف "عبد المحسن" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن الطفل المعتدي عليه من قبل المدرس يتعرض لحالة من الاكتئاب على خلفية انتهاك طفولته بالرضب أمام زملاؤه المحيطين به.

ودعا أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، الأسرة إلى توخي الحذر في تلك الفترة التي يعاني فيها الطفل من حالة رفض لكل شئ من حوله، بالإضافة إلى خلق مناخ مناسب لحالته حتى يتجاوز المحنة التي تتحول بعد ذلك إلى أزمة في استكمال مراحل التعليم، وقد تسبب للطفل في حالة من العداء لمن حوله.

وطالب "عبد المحسن" الأسرة بضرورة إبعاد الطفل عن المكان الذي تم عليه الاعتداء فيه من قبل المدرس وعزله إلى مكان آخر.