طباعة

ما بين الدعاء للشهادة وشحن الأبطال.. الأزهر مُشعل حرب أكتوبر

الجمعة 06/10/2017 10:05 م

حسن الخطيب

حرب أكتوبر

كان للأزهر الشريف وعلماءه دور كبير في الملحمة الوطنية الكبرى، حرب أكتوبر المجيدة، حيث سطر الأزهر مع الجنود انتصارًا كبيرًا، كما أن علماءه وقفوا مع الجنود وحاربوا معهم على الجبهة، وقاتلوا الجيش الإسرائيلي حتى تحقق النصر من عند الله تعالى.

وبذل الأزهر وعلماءه جهد كبير في تحفيز الجنود المصريين على الحرب، مما كان له أثر في تحقيق النصر، حيث وقف العلماء بين الجنود يحثونهم ويدعونهم إلى تحقيق الإنتصار ومواجهة الأعداء وحماية الوطن والدفاع عنه.

فقد كان للأزهر دور في حرب اكتوبر على محورين، الأول أنه كان من عادة علماء الأزهر أن يقوموا بزيارة للجنود في الميدان وعلى الجبهة والشد على إيدي الجنود والقادة وشحنهم للمعركة التي كان لمصر أن تخوضها ضد الاحتلال الصهيوني في سيناء.

وقام علماء الأزهر بعملية إعادة شحن للمقاتل المصري، فيما يتصل بالجانب الديني للصراع مع أعداء الوطن وحماية الأرض واستردادها منه، وتوضيح فضل الشهادة في الدفاع عن الوطن وحمايته.

أما المحور الثاني، فقد قام الأزهر باتخاذ كافة الاستعدادات للحرب في سياق ديني تعبوي، حيث الحرب هي حرب استرداد الأرض، وأصبح الاستعداد لها جزءًا من التوجيهات القرآنية الكريمة عملاً بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعا"، وقوله أيضًا: "وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً".

وصار علماء الأزهر يخطبون على المنابر وفي الساحات، كما كان يقوم بتنظيم قوافل من علماء الأزهر قبل الحرب إلى كل الوحدات العسكرية المصرية لرفع الروح المعنوية للجنود، وتأكيد القيم الإسلامية والوجدان الإسلامي، حتى تم تأهيل المقاتل المصري بالإيمان والقيم الروحية وصار شعاره خلال لحظة العبور والانتصار العظيم هي "الله أكبر" التي زلزلت قلوب الأعداء.

كما قام الأزهر بإرسال كبار علماءه للجنود والقادة العسكريين في ميدان الحرب، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ الشعراوي، والدكتور طه أبو كريشه والدكتور أحمد عمر هاشم عضوا هيئة كبار العلماء، والشيخ الراحل حافظ سلامة.

وعن ذكرياته في حرب أكتوبر المجيدة، يروي الدكتور طه أبو كريشه عن أيامه ف الحرب لـ "المواطن"، بأنه التحق بميدان القتال مع الجنود كداعية، وكان يخطب فيهم أثناء الحرب ليحمسهم ويحثهم على القتال، وكان يزور الجبهة ويشتبك مع الجنود ويحثهم على القتال والزود عن الأرض والوطن والدفاع عنه.

وأضاف "كريشة"، أنه يذكر ذات مرة أنه في أقناء إندلاع الحرب، وقف يخطب بين الجنود ويلهب حماسهم، وما أن تحرك قليلاً حتى نزلت قذيفة في المكان الذي كان يقف فيه، ولو ظل واقفًا لكان الآن بين أعداد الشهداء الأبرار.