طباعة

خطاب ترامب ضد طهران.. اختلاق لأزمة دولية وانتظار ما لا يحمد عقباه

السبت 14/10/2017 05:05 م

عواطف الوصيف

ترامب وطهران

تصف الولايات المتحدة، إيران بأنها العدو الأكبر والأهم لها في المنطقة، ويبدو أن الصراع بين الطرفين، من الصعب أن يجد لنفسه نقطة نهاية، خاصة في ظل رئاسة دونالد ترامب، ونحن الآن بصدد أزمة أكبر وفي انتظار لإشعال فتيل صراع أقوى خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد الخطاب الذي أدلى به الرئيس الأمريكي أمس.

الإتفاق النووي:
على الرغم من إعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران ملتزمة بالاتفاق الذي أبرمته، وأنه لا يوجد أي خطورة، من برنامجها النووي، إلا أن هذه النقطة تعد سبب رئيسي، وراء عداء واشنطن وتحديدا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لطهران هو السلاح النووي، الذي بني على إتفاق أبرمه معهم سلفه باراك أوباما، كونه يعتبر أن هذا الإتفاق كان خطأ كبير ويعرض أمريكا والعالم أجمع لخطر كبير.

الحرس الثوري الإيراني:
تعهد ترامب بأن يدرج الحرس الثوري الإيراني، ضمن قوائم الإرهاب، وهو لا يعي أن إيران لن تسمح بذلك فالحرس الثوري بالنسبة لها عنصرا أساسيا في الدولة، ركن أساسي يتم الإعتماد عليه، وهو ما بات واضحا من خلال التهديدات التي وجهتها طهران، للرد على ترامب، حيث أكدت أنه وفي حال إدراج الحرس الثوري، ضمن قوائم الإرهاب، فسيكون ردها عنيف، حتى أنها وجهت تحذير للشعب الأمريكي، من أن رئيسهم يريد أن يضعهم في حرب دامية مع طهران، مع التأكيد على أن واشنطن لن تتحمل ذلك حكومة وشعبا، وكأنه تهديد ضمني منها.

ترامب يتعمد استفزاز طهران:
لم يكتف الرئيس دونالد ترامب بمجرد، توجيه التهديد بالانسحاب من الإتفاق النووي، ووصف الحرس الثوري بأنه لا يزيد عن كونه منظمة إرهابية، فقد عمل على وصف طهران بأنها جزء من الخليج العربي، تلك الصفة التي أثارت حالة استفزازية في إيران، وأجبرت الزعيم حسن روحاني، على الخروج للإدلاء بتصريح، يسخر فيه من ترامب، موجها له دعوة بأن يعمل على قراءة التاريخ، وأن يحاول أن يثقف نفسه أولا.

استنفار أمريكي:
واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استنفار كبير، سواء من داخل الولايات المتحدة أو من قبل الدول المجاورة لها، فقد أعرب العديد من المحاميين الأمريكيين عن، اعتراضهم وخوفهم، من العواقب التي من الممكن أن تسفر عن خطابه ضد طهران، خاصة وأن هناك عدد من الأمريكان المحتجزين في السجون الإيرانية، ومن المتوقع أن يدفعون هم الثمن في النهاية.

استنفار دولي:
لم يقتصر الانتقاد الذي وجه للرئيس دونالد ترامب، على مجرد رموز أمريكية، فقد نشرت صحيفة، "إندبندنت" البريطانية، تقريرا، وصفت فيه الخطوات التي اتخذها ترامب ضد إيران وخطابه الأخير ضدها، بأنه أسوأ استراتيجية شهدتها الولايات المتحدة، لأن ذلك وببساطة سوف يعيد إيران مجددا إلى حالة الانعزالية التي كانت فيها، وهو ما سيؤدي إلى نتائج سلبية في المنطقة، خاصة وأن طهران، لن تتنازل بسهولة عن مشروعها النووي بأي شكل من الأشكال.

إختلاق أزمة دولية:
أعرب وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري عن موقفه من كلمة ترامب التي ألقيت أمس، حيث أكد أنه وبهذه الطريق يتسبب في إحتراق أزمة دولية، لأن طهران لن تستلم، وقد تتخذ خطوات خطيرة، فربما تتنازل عن تعهداتها بالالتزام بالاتفاق النووي، إذا شعرت أن هناك إجراءات تمس هيبتها وسيادتها في المنطقة.

ترامب يغطي على أزماته الداخلية:
يستلزم الانتباه إلى أن ترامب لديه أزمة داخلية يريد التغطية عليها من خلال إثارة مثل هذه الموضوعات، هذا علاوة على أن هناك أطراف داخلية رافضة لتلك التصريحات ومنها الحزب الديمقراطي وبعض الجمهوريين، والجميع يرفض العودة للمربع "صفر" بعد الإنجاز الذي تم تحقيقه وأن التفريط فيه يؤدي إلى أزمات وقد تندلع بسببه حروب.

جهود بلا تأثير:
من الصعب أن يكون هناك أي تأثير لعقوبات أمريكية جديدة على طهران، فمنذ 25 عاماً والولايات المتحدة تمارس حصاراً اقتصادياً على إيران، وقد اعتادت إيران على هذا وبدأت في أقلمة نفسها مع ما يمكن أن نسميه "اقتصاد الحصار"، وبدأ ينمي آلياته وأدواته على أنه محاصر، وطبقاً للتجربة الإيرانية السابقة فإن الحصار يقوي إيران ولا يضعفها، فقد أدارت الملف النووي وطورت العديد من الأسلحة وطورت العديد من الصناعات المدنية، كل هذا جاء في ظل الحصار.

الخلاصة:
أصدر ترامب قراره ضد طهران، وأثبت للعالم أن واشنطن لا تلتزم بتعهداتها أو كلمتها، لكن الأزمة ليست في ذلك، لكن فيما يمكن أن يحدث من نتائج ستدفع ثمنها المنطقة بأسرها.