طباعة

ما بين صدمة البورصة وبدايته كـ"كومبارس".. أحمد رمزي دنجوان السينما المصرية

الإثنين 23/10/2017 09:28 م

اية محمد

أحمد رمزي

بين العاطفة والإندفاع، عاش الولد الشقي طيبًا حنونًا محبًا رجلاً في وقت الأزمات، عاش الحياة بكل متعها ولم يكن له سوى حلمًا واحدًا، ألمه أن يفشل في تحقيقه، كانت كاريزمته الممزوجة بشقاوة وخفة الدم والموهبة جواز المرور لعالم الشهرة، كان موضة المواسم كلها فاذا اخترع تسريحة شعر جديدة يقلده كل الشباب، واذا ترك أزرار قميصه مفتوحة أصبحت موضة الموسم، ولما لا وهو فارس احلام الفتيات في الخمسينيات والستينيات لا يخلو بيت مصري من الكلام عن الولد الشقي خفيف الظل أحمد رمزي.

ولد أحمد رمزي في 23 مارس عام 1930 بمحافظة الاسكندرية، وكان والده طبيبًا وهو الدكتور محمود بيومي، ووالدته أسكتلندية وهي هيلين مكاي، درس في مدرسة الأورمان ثم كلية فيكتوريا وبعدها التحق بكلية الطب ليصبح مثل والده وأخيه الأكبر، ولكنه رسب 3 سنوات متتالية فانتقل إلى كلية التجارة، أكمل دراسته بها إلى أن تخرج فيها وحصل على درجة البكالوريوس.

صدمة البورصة..

توفي والده سنة 1939 بعد أن خسر ثروته في البورصة وعملت والدته كمشرفة على طالبات كلية الطب لتربي ولديها بمرتبها، حتى أصبح ابنها الأكبر حسن طبيب عظام على نهج والده، واشتهر أحمد رمزي بعد أن اكتشفت موهبته في السينما والرياضة.

وفي أحد الأيام، فوجئ "أحمد" بصاحبه الفنان العالمي "عمر الشريف" يخبره أن "يوسف شاهين" اختاره ليكون بطل فيلمه الجديد "صراع في الوادي" وكان ذلك عام 1954، وكانت بمثابة صدمة له لكنه لم يحزن لأن الدور ذهب لصديقه.

وظل الحلم يراوده وعندما أسند يوسف شاهين البطولة الثانية في نفس العام لعمر الشريف في فيلم "شيطان الصحراء"، ذهب معهم رمزي وعمل كواحد من عمال التصوير مثل "الكومبارس" حتى يكون قريبًا من معشوقته السينما.

كانت أول بطولة له في فيلم "أيامنا الحلوة" عام 1955، والطريف أن البطولة كانت مع صديقه عمر الشريف والوجه الجديد وقتها عبد الحليم حافظ، لينطلق أحمد رمزي بعدها في سماء الفن.

وتوالت أدوار وأعمال "رمزي" التي بلغ عددها 100 فيلم في مدة 20 عامًا، ومن أعماله فيلم امبراطورية المعلم، وفيلم بنات للحب، فيلم ابن حميدو، فيلم الاحضان الدافئة وفيلم العمالقة، هي عمره السينمائي الذي أنهاه أول مرة في منتصف عقد السبعينات بعد انتهائه من تصوير فيلم "الأبطال" مع فريد شوقي، قرر "وسيم السينما المصرية" الاعتزال في منتصف عقد السبعينات، بسبب أنه شعر أن الأوان لم يعد له، مع بروز نجوم شباب مثل نور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز، فآثر الابتعاد حتى تظل صورته جميلة في عيون جمهوره الذي اعتاد عليه بصورة معينة.

عاد للفن بعد اعتزاله لسنوات بسبب طلب "فاتن" منه الاشتراك معها في سباعية "حكاية ورا كل باب".

وبعدما قرر "رمزي" الاعتزال نهائيًا، عاد مرة ثانية لأجل "فاتن" بعدما طلبت منه العمل معها في "وجه القمر"، عام 2001.

زواجه..

3 إناث فقط من نلن شرف الزواج من أحمد رمزي، من ضمنهن عطية الدرملي التي أنجب منها ابنته الكبرى باكينام، ثم الفنانة نجوى فؤاد التي تزوجها لفترة قصيرة ولم ينجب منها، ثم نيكول وهي سيدة يونانية الأصل أنجب منها ابنته نائلة.

زواج في خطر..

طلب من الفنانة نجوى فؤاد الزواج دون إنذار مسبق وطلقها هكذا أيضا، فقد أرسل لها رغبته في الزواج منها في رسالة مع صديقه كمال الملاخ.

لم تستطع رفض العرض قائلة: "من كان يرفض الارتباط بأحمد رمزي في ذلك العصر فهو معشوق المراهقات والسيدات بل والرجال أيضا".

عقد "رمزي ونجوى" قرانهما، 1963، أثناء تصويرهما معا فيلم "زواج في خطر"، على أن يكون حفل الزفاف في وقت آخر، سافرت "نجوى" بعد عقد القران مباشرة إلى نيويورك لارتباطها ببعض الحفلات، واتفقت على أن تعود على شقة الزوجية، بعد عودتها إلى مصر تفاجأت برسالة تركها لها بأنه تصالح مع زوجته الأولى، عطية الدرمللي

وفي منتصف عقد التسعينات قرر العودة إلى عالم التمثيل مرة أخرى من خلال عدة أعمال بدأها بفيلم "قط الصحراء" مع يوسف منصور ونيللي، وفيلم "الوردة الحمراء" مع يسرا، ومسلسل "وجه القمر" مع فاتن حمامة.

توفي "رمزي" عن عمر يناهز الـ 82 سنة، على إثر جلطة دماغية شديدة الحدة فور سقوطه الحاد على الأرضية نتيجة اختلال توازنه في حمام منزله بالساحل الشمالي، أثناء توجهه للوضوء لصلاة العصر في يوم الجمعة 2012، وشيعت جنازته بشكلٍ بسيطٍ في أحد مساجد الساحل الشمالي، ودفن هناك بشكل في غاية البساطة والهدوء بناءً على وصيته.