طباعة

بركان داخل صنعاء.. عبد الله صالح يتحدى الحوثيين ويقلب الطاولة عليهم

الأحد 03/12/2017 11:46 ص

سيد مصطفى

علي عبد الله صالح والحوثي

حدث تطور درامي هام بالمشهد اليمني، حيث قامت قوات كبير من الحرس الجمهوري الموالي للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح بمحاصرة رئيس بما يسمى المجلس السياسي الحوثي، والذي يترأسه صالح الصماد الموالي للحوثيين، ولاحقت الحوثيين بصنعاء، وسط ترحيب من التحالف الدولي، فهل ينقلب حليفي صنعاء ومن سيستطيع طرد الآخر.

قال خالد شيبة، مسئول الجالية اليمنية بمصر، إن الشعب اليمني خرج يلاحق الحوثيين في كل شارع بعد انقلاب علي عبدالله صالح عليهم، ونتيجة ذلك عودة الحوثيين الكهوف ودخول مبادرة بين صالح والتحالف، وذلك لأن علي عبدالله صالح هو من أتى بهم وهو من أخرجهم، وهو بالفعل أخرجهم من صنعاء، لأن أغلبهم كانوا موالين له.

وأكد شيبة في تصريحات خاصة لـ"المواطن" أن الشعب عانى من الحوثيين ومن أعمالهم، والآن كل من كان يكره صالح أصبح يؤيده من أجل انقلابه على الحوثيين، وهذا كان متوقع من قبل ولكن جاء متأخرا، لأن علي عبدالله صالح أتى بهم من أجل التخلص من الإخوان المسلمين المتمثلة في "حزب الإصلاح"، وكان هناك ستة حروب بين صالح والحوثيين من عام 2006، وعلي عبدالله صالح قتل حسين بدر الدين الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي، والحوثيين وصالح تحالفوا وهم اعداء.

وأضاف شيبة، أن التحالف لم يحقق أي تقدم منذ ثلاثة أعوام والآن يجب وقف الحرب ودخول حوار مباشر مع صالح، متوقعًا انتهاء الحرب وتنحي عبدربه منصور هادي ويكون البرلمان يتولى مهام البلاد لحين إجراء انتخابات الرئاسة، لأن البرلمان هو السلطة التشريعية، وصعب عودة هادي لصنعاء وعدن.

قال على العماد، عضو‏ لدى ‏المجلس السياسي للحوثيين‏، ورئيس ‏اللجنة الرقابية العليا‏ لمحاربة الفساد، أن ما قام به على عبد الله صالح هو إنقلاب واضح وصريح، وتحالف مع العدوان الذي يضرب اليمن، ويقصف اليمنيين.

وأكد العماد في تصريحات خاصة لـ"المواطن" أن الأمور في الميدان مستقرة، وهناك سيطرة شاملة حتى على الأماكن التي حاولوا أن يسيطر عليها صالح في الأيام الثلاثة الماضية، وستشهد الأيام المقبله إنتصارات لقوات الحوثيين.

ووصف العماد ما قام به صالح بأنه فضيحة مجلية، مبينًا أن أسر الضحايا والمتضررين من القصف والشهداء، حتى من المؤتمر الشعبي لن يقفوا مع صالح بعد أن وضع يده في يد التحالف العربي.


قال محمود الطاهر، الكاتب اليمني أن ما حدث في صنعاء، هي ثورة جديدة بعد ان تماد الحوثيين وسعوا في الارض فسادا واعتدوا على الممتلكات العامة والخاصة؛ كان لا بد ان يعلن صالح موقفه لصالح الشعب اليمني، وهو الان يعلن الثورة الجديدة ضد المليشيات التي اثبتت ان انتمائها للخارج وليس لليمنيين


وأكد الطاهر، في تصريحات خاصة لـ"المواطن" أنه لا تراجع طالما الشعب وجد الفرصة لطرد الفئة الباغية من الحوثيين، وعلى التحالف العربي ان يقف مع الشعب اليمني قولا وعملا

ونفى طاهر وجود تحضير لنا حدث بصنعاء، وانما هذا ناتج لضغوط الحوثيين على الشعب ونهب ممتلكاتهم، حيث دعاهم صالح الى التعقل وعدم التهور لكنهم ظنوا ان دعواته من محل ضعف.

وأوضح أن المؤشرات الاولية تقول ان التحالف وقف مع صالح، لكن عمليا لا يوجد اي فعل على الواقع، بينما الحوثيين امامهم اسبوعين الى ثلاثة اسابيع وسيعودون الى جحورهم، في جبال وكهوف صعدة.


وأضاف الطاهر أن قطر حاولت التدخل للاصلاح بين الحوثيين والمؤتمر، لكن صالح رفض هذا العرض، ومن يشاهد قناة الجزيرة يدرك مدى الارتباط بين قطر والحوثيين، حيث اصبحت ناطقة باسم الحوثيين.

قال وهيب الحاجب، الإعلامي الجنوبي، أنه يوجد في صنعاء معارك دامي بين طرفي الانقلاب "قوات الرئيس المخلوع على عبد الله صالح ومسلحي الحوثي"، يعني الطرفان اللذان انقلابا على الحكومة الشرعية ويخوضان حربا ضد قوات التحالف العربي، اليوم انفجر بيهما وضع عسكري.

وأكد الحاجب في تصريحات خاصة لـ"المواطن" أن صالح هو المسيطر على معظم مناطق صنعاء ومواقعها الاستراتيجية، ولاحد يستطيع التنبوء بتأثير المعارك، فالحرب في يومها الاول، وهناك تحركات وتعزيزات من الطرفين.


وأوضح الحاجب أن الحوثيون مسيطرون على منطاق شمال صنعاء وهي منطقة الحصبة التي يتواجد فيها مطار صنعاء ومبنى الإذاعة والتلفزيزن، ومسيطرون تماما على محافظة عمران المجاورة التي لهم فيها تواجد عسكري وقبلي كبير، وهذا يعزز فرضيات التعزيز من عمران نحو صنعاء وتغيير الموازين، بينما قوات صالح مسيطرة على مناطق جنوب صنعاء وفيها مبنى وزراة الدفاع وعدد من معسكرات الحرس الجمهوري، وتحاول قوات صالح التقدم شمالا أي نحو مناطق نفوذ الحوثيين، وسط انباء غير مؤكدة عن سيطرة قبائل مولية لصالح على المطار ووزارة الداخلية.

وأضاف الحاجب أن التحالف فقد بارك في بيان أصدره اليوم هذه المواجهات واعتبرها انفاضة ضد مليشيا الحوثي، ودعا أنصار المؤتمر وكافة الاطراف في صنعاء ألى مناصرة الانتفاضة وسيكون تحت مضلة الشرعية، أي سيخرجون من تحت توصيف الانقلابييت التي كان يطلقها عليهم التحالف.


وتطرق الحاجب إلى موقف اليمنيين الجنوبيين مبينًا عدم وجودأي تأثير فكل الأطراف في السمال "شرعيين وانقلابيين وصالح والحوثي والشرعية" هم في نظر الجنوبيين قوى احتلال وتصر على احتلال الجنوب، لهذا فالجنوبيون سيستمرون في مطالبهم بالانفصال والاستقلال مهما كان المنتصر في صنعاء، فالجنوبيين بقيادة المجلس الانتقالي والمكونات الثورة الجنوبية لديهم قضية وهي قضية استقلال وتحررير ولا يهمهم من المنتصر ومن الخاسر، لأن المنصر والخاسر في صنعاء جميعهم متفوقن على على إبقاء الجنوب تحت الوصاية الشمالية.

وأردف الحاجب أن أي نوع من الحوار في اليمن فهو فقط لمجرد كسب مزيد من الوقت واستغلاله للتحرك على الارض وإعادة التموضع والتزود بالسلاح ليس إلا، فالشمال وقبائلة لايعرف الحوار على على فوهات البنادق، خاصة وأن هناك حرب يقوده التحالف ضد الانقلاب وهناك حرب يقوده صالح ضد الحوثي وهناك حرب يقودها الحوثي ضد مناطق في الشمال والجنوب وهناك مقاومة للحوثي وصالح ومن غير المستبعد أن تندلع ثورة مسلحة في الجنوب لنيل الاستقلال، لهذا فالحرب في اليمن لن تضع اوزارها بهذه السهولة