طباعة

ضياع القدس ليس الأسوأ.. خبراء: مخططات الربيع العربي ظهرت الآن وقطر والإرهاب جزء منها.. وآخرون: لولا وحدة الجيش المصري لضاع ما هو أكبر

الخميس 07/12/2017 07:31 م

أحمد زكي

صورة تعبيرية - قطر والإرهاب

لا تزال توابع زلزال نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس تتوالى، عالميًا ومحليًا، وتتوالى كلمات الشجب والإدانة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولإسرائيل، ولكن أحدًا لم ينظر إلى الجانب الأخر من الموضوع، ويتساءل لماذ نلوم أمريكا وإسرائيل على ما يفعلونه طالما يخدم شعوبهم، ويحقق مصالحهم.

بوابة المواطن الإخبارية طرحت السؤال الأصعب، لماذا نلوم ترامب وإسرائيل على ما يحدث لنا، على المحللين والخبراء، ولماذا لا نعترف بوجود خيانات عربية وتواطؤ من قيادات إقليمية باعت القدس ولا تجد حرجًا في الخروج على الشعوب العربية يتغنى بالعروبة.

في البداية أكد اللواء نبيل فؤاد الخبير الإستراتيجي، لبوابة المواطن الإخبارية، أن من يلوم ترامب وإسرائيل وحدهما فهو مخطئ قاصر النظر، ولا يرى أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ليس هو السيناريو الأسوء على الإطلاق ولكن هناك مخططات أسواء من ذلك كان من المحتمل حدوثها لولا اختلاف المخططات المرسومة والمعدة سلفًا للمنطقة العربية.

وأضاف "فؤاد" أن هناك أشياء أخرى كانت معدة، مضيفًا أنه لنتخيل حجم المخططات التي كانت معدة من قبل فلنظر إلى ما تغير من احداث سابقة كانت مخططة مثل، كيف سيكون الوضع إذا لم يكن هناك جيش قوي موحد في مصر الآن، وكانت مخططات الجماعات الإرهابية لتخريب مصر قد نجحت، بالتأكيد النتيجة ستكون أسوء من مجرد نقل السفارة إلى القدس.

وتابع الخبير الاسترتيجي أنه لولا وجود رادع حقيقي لكانت أشياء أخرى معرضة للضياع أكبر بكثير من الوضع الحالي، مؤكدًا أن هناك دولًا تحاول منذ سنوات زعزعة الاستقرار في مصر لكسر الجيش المصري، وبالتالي ترك الباب مفتوحًا على كل الاحتمالات بعد سقوط سوريا وليبيا واليمن في مستنقع لن يخرجوا منه في وقت قريب.

ولفت "فؤاد" إلى أن ما حدث ويحدث من قطر وغيرها من الدول الإقليمية يعتبر بمثابة دليل واضح وقوي على تعاونها بشكل ممنهج مع أعداء العروبة بشكل عام، ومصر وجيشها بشكل خاص.

واختتم "فؤاد"حديثه لبوابة المواطن الإخبارية قائلًا "الدول العربية إن لم تتوحد في هذه اللحظة الفارقة، وتتوحد الفصائل الفلسطينية قبل الجميع، فإن القادم أسوء وحينها لن ينفعنا الندم على الفرص الحقيقية التي طالما نادت بها مصر من أجل التوحد والتكتل والاصطفاف الوطني والقومي.

ومن جانبه أكد، الخبير الاسترتيجي اللواء أحمد حامد، لبوابة المواطن الإخبارية، أن ما حدث هو نتيجة حتمية لما يحدث منذ 2011 في كافة أرجاء الوطن العربي، وتمزيق أوصاله وإنهاكه بالمشكلات الداخلية ودوامات من التفرق والشرذم، حتى تصبح الساحة خالية بلا أدنى مقاومة لحدوث ما هو أسوء حتى من نقل السفارة.

وأضاف "حامد" أن الشعوب العربية يصدق فيها قول الشاعر "نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا" لاننا دائما ما نعلق أخطائنا على شماعة الآخرين، ولا ننظر إلى التخريب الداخلي المتعمد والمتواطئ مع من يطمحون إلى تمزيق الأمة.

وفي تصريح خاص لبوابة المواطن الإخبارية، أكد الناشط الحقوقي والمستشار القانوني، مصطفى جمال أن الواقع العربي الحالي، وحالة الانقسام الشديدة التي تعيشها الأمة، بالإضافة إلى عدم اتمام المصالحة الفلسطينية هي السبب وراء ما يحدث في المنطقة من عدوان أمريكي على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في القدس.

وأضاف "جمال" أن الدول العربية تم انهاكها عن عمد لتكون مشغولة ولا تستطيع الخروج من دوامة المشاكل الداخلية والخارجية المحيطة بها، مؤكدًا أن مصر خير مثال على الدول العربية التي أنهكتها مواجهات كثيرة خلال السنوات الأخيرة بداية من 2011 وحتى الآن.

وأشار الناشط الحقوقي إلى أن هناك مواقف عربية لا يمكن تفسيرها على الإطلاق تجاه مصر على وجه الخصوص خلال الفترة الماضية، حتى أن الأمر يبدو ممنهج للوصول إلى اللحظة الراهنة، والتي تكون فيها مصر - بالإضافة إلى الدول العربية كافة - في حالة من الفوضى والإنهاك، حتى لا يكون هناك مدافع عن القضية الفلسطينية.

وتابع "جمال" أن هناك دول إقليمية وعربية للأسف ساهمت وتساهم في إنهاك مصر، فيما يبدو لأي متابع تواطؤ واضح مع الصهاينة والولايات المتحدة، لضياع القدس للأبد، ولكن إرادة الله شاءت أن يكون هناك على الأقل جيش واحد موحد قوي في المنطقة العربية، نسأل الله أن يعين رجاله على مواجهة ما يحاك ضد الامة العربية من مؤامرات للأسف يشارك فيها من يفترض فيهم أن يكونوا أشقاء.

قال الدكتور بركات الفرا، سفير فلسطين في القاهرة، إن القضية الفلسطينية إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الامريكية في إسرائيل إلى القدس، لم يكن قرارًا عشوائيًا، بل تم اختيار توقيته بعناية فائقة في ظل حالة الضعف الشديد والإنهاك المتعمد الذي تمت ممارسته منذ سنوات بطريقة ممنهجة.

وأشار "الفرا" إلى أن الدول العربية بشكل عام، تعيش حالة من الإنقسام الذي وصل إلى حد التآمر والخيانة، فما حدث منذ بدايات ما يعرف بالربيع العربي حتى الآن لن تجد دولة واحدة مستقرة لا تعاني من مشاكل داخلية تم زرعها بأيدي خفية، أو مشاكل مع دول أخرى تحجبها عن مواجهة القرار الأمريكي.

ولفت السفير بركات الفرا إلى أن الساحة الفلسطينية أيضًا تعيش حالة من التشرذم والانقسام، الذي لا مبرر له، مشيرُا إلى ان من يرفض الوحدة الفلسطينية في هذا التوقيت الحرج، يعتبر خائنًا لوطنه ودينه وعروبته، مضيفًا أن فرص المصالحة كانت كثيرة ولم تستغلها الفصائل الفلسطينية، كما حدث مع الجهود المصرية في هذا المجال منذ فترة وهي تدفع في اتجاه توحيد لم الشمل ولكن لا توجد استجابة حقيقية، مؤكدًا أن فرص المصالحة لا تزال موجودة ومتاحة للجميع ويجب استغلال الفرصة لأن المصالحة والتوافق والوحدة الفلسطينية هي السلاح الأنجع والأقوى لمواجهة العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

وحول الدور المصري في القضية الفلسطينية أكد "الفرا" أن يكفيها شرفًا أنها أنهكت كثيرًا بسبب الحروب التي خاضتها تحت الراية العربية الشاملة، ودورها في تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني والفصائل المتصارعة، فمصر قدمت ولا تزال تقدم - رغم ما تعانيه الآن ومن قبل - الكثير لخدمة القضايا العربية عامة والقضية الفلسطينية خاصة.