طباعة

"فلسطين المصرية".. الحلم الصهيوني القديم.. وسيناء مرتكزًا أساسيًا لبروتوكولات حكماء صهيون

الأحد 10/12/2017 04:00 م

عواطف الوصيف

برتوكولات حكماء صهيون

أولى القبلتين.. وثالث الحرمين الشريفين، هكذا عرفت القدس التي تعتبر قلب للعروبة، وهي الآن جرح ينزف في القلوب وجعا، لن يكون له سبيل إلا بإتحاد العرب معا ليقفوا جنبا إلى جنب، لمواجهة ممثلي الكيان الصهيوني، لكن لابد من التفكير جيدا، فببساطة هناك العديد من المحاور والنقاط، التي تعد ذات أهمية كبيرة.

صفحات من التاريخ:
قبل الحديث عن أمور تحدث الآ في بلاد العرب مهد الرسالات، قطعة من قلب كل واحد فينا، فلسطين القدس، أمور ستزيد من جراحنا وألامنا، ربما يكون لابد من النظر إلى الخلف، وتصفح بعض الوريقات التاريخية، التي تتعلق وبشكل رئيسي ببعض الأفكار والمعتقدات الدينية، ذات العلاقة بالعقيدة اليهودية.

أفكار ومعتقدات دينية:
هناك من الأفكار والمعتقدات اليهودية، التي بالتأكيد وقبل أي شيء، يستلزم إحترامها وتقديسها التي تتفق مع بعض ما ورد في العقيدة الإسلامية، فعلى سبيل المثال، روي في العقيدة اليهودية، أن سيدنا يعقوب الذي عرف بإسم إسرائيل، كان يعيش في أرض كنعان، والمعروفة الآن بإسم "فلسطين"، وقد انتقل مع عائلته كافة، حيث أبناءه وأحفاده، إلى مصر وكان في استقابلهم سيدنا يوسف عليه السلام، وأصبح بنو إسرائيل، عصبة لفترة طويلة في مصر حتى خرجوا منها بصحبة سيدنا موسى عليه السلام، بسبب ما واجهوه من فرعون خلال هذه الحقبة، وكل هذه حقائق تاريخية صحيحة، نؤمن بها ولا يحق لنا أن نشكك فيها بأي شكل من الأشكال.

الإعتراف بالحقائق:
لا شك إننا نعترف بكل الحقائق السابق ذكرها، علاوة على أننا نحترمها ونقدسها كامل التقديس، لكن لابد من الإنتباه، أن هذه هي الثغرة، التي تريد إسرائيل الحالية التي لا تمس سيدنا يعقوب بأي صلة أن تستغلها، لقلبها وتشوييهها لتحقيق أطماعها، أطماع كتبت ورتبت جيدا، في بروتوكلات حددها وكتبها حكماء صهيون.

مزاعم هيكل سليمان:
منذ عقود كثيرة والإسرائيليون يروجون لأفكار ومزاعم تتعلق بـ"هيكل سليمان"، الذي يدعون أنه أسفل المسجد الأقصى، تلك الأكاذيب التي بات الهدف منها واضحا، وهو الإطاحة تماما بالمسجد الأقصى، أي أنهم لا يريدون فرض سيطرتهم على القدس فقط، وإنما ضرب العقيدة الإسلامية في مقتل.

سيناء وسيدنا موسى:
لشبه جزيرة سيناء صلة خاصة جدا لدى الصهاينة، فهم لا ينسون أنهم خرجوا من مصر، بسبب خوفهم من الفرعون، الذي يتعهد بمعاقبتهم، كونهم أمنوا بسيدنا موسى، وبالدين الذي نادى به، لذلك فهم يعتبرون أنفسهم وقد طردوا من مصر شر طردة، ويريدون أن يستردوا مكانتهم بالدخول إلى سيناء مرة أخرى، كونهم يعتبرونها، حق لهم كيفما يظنون.

السر في إقتحام الأقصى:
ربما تتساءل عزيزي القاريء، ترى ما الذي أوتي بسيناء، وسيرتها في هذا الأمر، فالقضية فلسطينية في المقام الأول، تتعلق بالقدس وقرار ترامب، بأن تكون عاصمة لإسرائيل، لكن حينما نجد خطوات من قبل المستوطنيين اليوم لإقتحام الأقصى، من أجل هيكل سليمان، فعلينا أن نستنتج إذا أن إسرائيل سوف تستغل قرار ترامب، لتجعل القضية الدينية ثغرة، لتحقيق طموحاتها، لقتل العروبة والإسلام، وتحقيق أطماعها، وهو ما يستوجب منا أن نخشى ونخاف على سيناء، فمن الممكن أن نجدهم يروجون الأكاذيب، ويحملون الفرعون، مسئولية خروج بنو إسرائيل من مصر، ويعتبرون ذلك دليل على أن لهم الحق في دخول سيناء والاستيطان بقلبها.

مشاريع الاستيطان في سيناء:
بدأ الالتفات الصهيوني إلى أهمية موقع سيناء مبكرًا، نظرًا لطبيعة الموقع الجغرافي والاستراتيجي لها، فضلاً عن البُعد التاريخي لسيناء في الفكر التوراتي الصهيوني، إذ تحدثنا بعض الروايات التاريخية عن بدايات الاهتمام اليهودي بسيناء في أعقاب الفتح العثماني لمصر في عام 1517، حيث ترى هذه المصادر أن سيناء قد أصبحت مطمعًا لمشاريع استيطانية مبكرة منذ عهد السلطان سليم الأول والسلطان سليمان القانوني في القرن السادس عشر، وترصد هذه المصادر رفض الدولة العثمانية لهذه المشاريع الاستيطانية لخطورتها على أوضاع سيناء، نظرًا لأهمية سيناء آنذاك كمحطة في ربط الولايات العثمانية في شمال أفريقيا بقلب الدولة العثمانية؛ فضلاً عن مرور طريق قوافل الحج من بلاد المغرب العربي إلى مصر ومروره عبر سيناء إلى الحجاز، يضاف إلى ذلك ما ذكرته بعض المراجع التاريخية عن خلافاتٍ حادة نشأت بين المستوطنين اليهود الأوائل في سيناء ورهبان دير سانت كاترين، مما دفع الدولة العثمانية إلى التدخل بمنع توطين هؤلاء اليهود في بقاع سيناء.

نتيجة بحث الصور عن سيناء

أطماع الصهيونية:
لكن الأطماع الصهيونية في سيناء ستزداد تبلورًا مع انتشار الفكر الصهيوني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث تبدأ محاولات جدية لإقامة مستوطنات يهودية في سيناء أو بالقرب منها. وربما من أهم وأخطر هذه المحاولات "مشروع بول فريدمان" للاستيطان في المنطقة بين عامي 1891 و1892، وتحيط ببول فريدمان هذا العديد من أوجه الغموض والريبة، فهو بروتستانتي ألماني ينحدر من أسرة يهودية ألمانية، ويمثل بول فريدمان تطورًا هامًا وخطيرًا في تاريخ الفكر الصهيوني من حيث ارتباط المذهب البروتستانتي المسيحي بالفكر الصهيوني وتأييده لفكرة إحياء أرض الميعاد، هذا التحالف "البروتستانتي الصهيوني" الذي سنجد له انعكاسات خطيرة وهامة بعد ذلك على مجريات السياسة الأمريكية وتعاطفها مع إسرائيل.

إعتراف الدين اليهودي:
إعترف حاخامت اليهود، وممثلي الدين أنفسهم، بأن كل ما تحاول إسرائيل أن تروجه، لا أساس له من الصحة، كما أكدوا أن هؤلاء لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بسيدنا يعقوب أو الديانة نفسها، وأنهم يروجون الأكاذيب، لتحقيق أطماعهم الشخصية.

الخلاصة:
لإسرائيل أهداف وأفكار، رسختها ووثقتها من خلال، بروتوكولات حكماء صهيون، وعلينا الإعتراف، من أن واضع هذه البروتوكولات، يتمتع بقدر كبير من الذكاء، لأنه رسم نهج لتحقيقها وخطة جعلت من إسرائيل ذات سلطة وسيادة الأن، من الخطأ وضع رؤؤسنا في الرمل كالنعام وعدم الإعتراف بها، لأن الإعتراف بها هو أول خطوة في طريق مواجهاتههم، لكن وفي نفس الوقت، تمتع واضع هذه البروتوكولات التي تركز على السيطرة على فلسطين وسيناء، بغباء شديد، فمن الصعب على العربي الأصبل أن يترك بلده ووطنه كرامته وهويته، فريسة، في يد حفنة من الجناء لا قيمة لهم، قوى إحتلاليه، تعيش على دماء الشعوب، ولا تفعل شيئا سوى سلب الحقوق، وتزييف التاريخ.