طباعة

بروفايل.. "عهد".. الفتاة التي أهانت الجيش الإسرائيلي

الأربعاء 20/12/2017 08:10 م

سلمى محمود أحمد

عهد

في تلك القرية البسيطة القوية بأهلها، وفي أحضان عائلة أبسط وأقوى بترابطها، أخذت "عهد" العهد على الشموخ والشجاعة، وحافظت عليه، رغم أنها لم تصعد بعد على سلم ربيعها السابع عشر، ولكنها لم تعد بعد الآن الطفلة "عهد".

مثلها مثل أي طفلة على وجه الأرض، حلمت باللهو بين أحضان والديها، ولكنها ولدت في قرية "النبي صالح" ولعائلة "التميمي"، فلم تعد تحلم بلعبًا أو لهوًا، بل حلمت بالأمان، لم تنتظر أن يمنحه لها أحد، وانتصبت تقاوم وتدافع عن أرضها أحيانًا وعن عائلتها التي اعتادت على الاعتقال في سجون الاحتلال أحيانًا أخرى.

يوم وليلة فقط، هو كل ما احتاجت إليه "عهد" كي تبهر العالم بشجاعتها، فبالأمس أهانتهم، واليوم اعتقلوها، بالأمس انقضت على جنود مدججين بالسلاح تدافع عن بيتها، لتلتقط عيون الكاميرا، طفلة جريئة لا تهاب السلاح، وتواجه جنود المحتل، حتى شعر بالإهانة.

يوم وليلة فقط.. هو كل ما احتاجت إليه "عهد" حتى تتحول إلى هدفًا للإسرائيليين عبر مواقع التواصل، يطالبون حكومتهم وجيشهم وزبانيتهم بالقبض عليها، لأنها أهانت جيشهم، حين شعروا بالعار من أنفسهم ومن جنودهم الذين أنفقوا عليهم المليارات وسلحوهم بأحدث الأسلحة وأشرسها، وساندوهم بآلة إعلامية بلا حدود، لتأتي "عهد" وتعري سوءتهم، وتكشف ذلك الجبن المتخفي وراء أقنعتهم الزائفة.

يوم وليلة فقط.. هو كل ما احتاجت إليه "عهد" ليتحرك من أجلها جيشًا فاق عدده الخمسين وراء أسلحة وعتاد بالملايين ليقبضوا عليها، ليحتجزوها، علهم يخرسوا صوتها، ولم يعلم أولئك الحمقى أنهم فتحوا لها طاقة إلى سماء العالمية، فتنتشر صورتها كنار مستعرة في هشيم أعياه الجفاف، فانطلقت إلى سماء العالمية، فحاولوا إخراس الصوت أكثر فاعتقلوا أمها، ولكن أولئك الحمقى لم يعلموا أيضًا أن "عهد" ليست طفلة يمكنهم إسكاتها، بل هي فكرة تسري في دماء الطفل المقاوم، والفكرة لا تموت.