طباعة

كواليس وأسرار زيارة "أردوغان" للسودان.. والحلف الإخواني الجديد في الطريق

الأربعاء 27/12/2017 05:33 م

سيد مصطفى

أردوغان والبشير

قام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بزيارة السودان معلنًا  أن الخرطوم وافقت على وضع جزيرة سواكن تحت الإدارة التركية، لفترة لم يتم تحديدها، بغرض إعادة بنائها.

وأوضح أردوغان أن بلاده استثمرت 650 مليون دولار في السودان، من بينها 300 مليون دولار على شكل استثمارات مباشرة، وفق ما أوردت صحيفة "حريت" التركية.

قال موسى جودة، الصحفي السوداني المعارض، أن الزيارة تأتي في إطار ترتيب جديد لأوضاع حركة الإخوان المسلمون التنظيم الدولي، وفيها بعد دولي تشكيل محور جديد يضم توحيد مركز الاسلام السني، بعيد عن أطروحات محمد بن سلمان وحلفائه من الخليجيين ودول ومصر، كما الامر متعلق بأمن البحر الأحمر، فالسودان يمتلك ساحل طويل من مصوع في اريتريا الي حلايب ٧١٠ كيلو متر مؤثر في أمن البحر الأحمر وحركة التجارة الدوليه، والأبعاد الأمنية للصراع في القرن الأفريقي واليمن ذات أبعاد أمنية واضحه.

وأكد جودة أنه يوجد بعد اقتصادي للزيارة، فالسودان يمثل عتبة الدخول للسوق الأفريقية، وهو قطر يمتلك ثروات طبيعية عدة وأراضي صالحة للزراعة تقدر ب (١٨٠_ ٢٠٠) مليون فدان ووفرة في المياه العذبة، وثروة حيوانية تقدر ب ١٤٠مليون راس ومراعى طبيعية وثروات معدنية ونفط، كل هذه الموارد السوق التركي في حوجة لها

وأضاف "جودة" أنه سياسيا هناك تطابق في وجهات النظر بين الدولتين في الملف الليبي، والصراع الخليجي مع قطر، والصراع في سوريا والعراق وتعقد الملفات الأمنية.

وأشار "جودة" إلى من خلال التنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمون، والقيمة التاريخيه والأثرية مدينة سواكن هي تحريك موارد السودان الماليه عبر السياحة، وتقدمت قطر بمشروع قيمة الإجمالية (٣- ٤) مليار دولار لترميم الآثار السودانية اهرامات البجراوية.

وأردف أن مصر فقدت نفوذها في السودان نتيجة لأنها ليس لديها حلفاء على الأرض وغموض موقفها من الأوضاع في السودان، لذا ملئت تركيا الفراغ، ولها حليف اسلاموي قوي حاكم علي الارض.

وفي نفس السياق، قال الطيب محمد جادة، الحقوقي السوداني، أن اردوغان في الأصل يتبع التيار العام للإخوان المسلمين، والزيارة هدفها استثماري بحت لأن الوفد المرافق له 200 رجل أعمال.

وأكد "جادة" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن زيارة لمدينة سواكن بغرض الاستثمار فيها، لأن مدينة سواكن مدينة ساحلية على البحر الأحمر وبها ميناء وبها ذهب.

كما قال عاصم بحر أبيض، رئيس جمعية نضال الحرية السودانية، إن الحكومة السودانية باعت جزء عزيز وهو جنوب السودان مقابل ان يظل البشير جالس علي كرسي السلطة ومن خلفه المنافقين واصحاب المصالح والطبالين وقصة سواكن معلم تراثي لذلك الاتراك قاموا بترميمه وصيانة هذا المعلم التاريخي بحساب أنه يعود للدولة العثمانية وسوف يتواصل النفوذ داخل التراب السوداني ليس من قبل تركيا فقط بل دولة اخرى وللاسف اصبحنا كشعب يتم بيعه في عز النهار وأمام العالم وبتراب رخيص للغاية وتحذر من امتداد النفوذ التركي في السودان.

وأكد "بحر أبيض" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أنه يرفض بيع اي جزء من تراب السودان والمساس بترابه وكرامة الوطن ويعد ميناء سواكن موقع استراتيجي وبيعه يعد خيانة لشعب السودان الذي يعاني من بطش النظام المستبد وتخيطه في كل السياسات وعدم حفاظه على علاقة حسن الجوار وتطويرها إلى مراحل التكامل والاتحاد.

وأضاف أن النفوذ التركي يعد استعمار جديد والسيطرة على الموانئ البحرية لخنق والتضييق على مصالح كثير من دول الجوار.
أردوغان والبشير
أردوغان والبشير