طباعة

مدير منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان الأحوازي: إيران استُنزفت في سوريا.. والصراع داخل النظام منذ نشأته

الخميس 04/01/2018 09:09 م

سيد مصطفى

كميل البوشوكة

انقلب السحر على الساحر، وتحولت إيران ونظام الملالي فيها من مصدرين للثورة إلى مستقبلين لأعتى الثورات في بداية عام 2018، بعدما عمت الاحتجاجات كل المدن الإيرانية، ولكن الأنظار تتجه لشعب الأحواز العربي الرافض للسيطرة الفارسية عليه، وهل ستشكل الإحتجاجات طوقًا لهم للخلاص.

"بوابة المواطن" حرصت على استجلاء الواقع على الأرض، وحاورت كميل البوشوكة القانوني الحقوقي، والمدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن حقوق الانسان الأحوازي، وعضو حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، وكان لنا هذا الحوار. 

- كيف تري عملية الاعتقالات الممنهجة بحق الشعب العربي الأحوازي؟

- الاعتقالات في الأحواز تنفذ بواسطة جهات متعددة تابعة للدولة الفارسية مثل الباسيج، الحرس الثوري، الشرطة والقوات الخاصة وجهاز الأمن، فيتم اعتقال كل مواطن بيد أجهزة خاصة وهذا العمل في الواقع ممنهج ومبرمج لمواجهة النشاط الأحوازي. ولابد هنا من التأكيد على أن الاعتقالات العشوائية والممنهجة لديها تأثيرات سلبية علي الوضع الاجتماعي الأحوازي لأنه يستهدف الأفراد المسئولون عن كل شؤون عوائلهم، وبعد الاتفاق النووي بين إيران والغرب، إيران وعدت بتعديل وضع حقوق الإنسان في البلاد ولكن الوضع أصبح أسوء لأن الاعتقالات بدون محاكم والإعدامات إزدادت بشكل ملحوظ مثلاً، منها اعتقال عدد يتجاوز 50 ناشط أحوازي بيد الأجهزة الأمنية خلال أيام قليلة وأيضًا إعدام أحوازيين بدون محاكمة.


كيف تري المقاومة الأحوازية وتأثيرها على الإقليم العربي؟

ميثاق الأمم المتحدة يعطي الحق القانوني لأي شعب حتى يدافع عن نفسه أمام القتل والإجرام والمقاومة الأحوازية لست صنيعة أمس بل المقاومة موجودة منذ احتلال الأحواز عام 1925، وبالتأكيد الشعب الأحوازي لديه الحق القانوني طبقًا للقوانين الدولية للدفاع عن نفسه ومقدراته وكرامته أمام المحتل الأجنبي الفارسي.

هل أثرت عاصفة الحزم والحرب بين دول الخليج وإيران؟

عاصفة الحزم أضعفت المشروع الفارسي في اليمن وساعدت الشرعية في اليمن ضد عملاء إيران، كما تسببت عاصفة الحزم في أن إيران بشكل غير مباشر اعترفت بهزيمة مشروعها في اليمن بهدف محاصرة المملكة العربية السعودية، وفي الواقع عاصفة الحزم أعطت الإشارة للفرس بأن المملكة لن تبقي صامتة أمام احتلال الدول العربية بيد عملاء الفرس.

كما تحمل عاصفة الحزم عدة رسائل، منها دعم الشرعية اليمنية طبق مادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وبهذا العمل المملكة أثبتت أنها تعمل بكل قوة لحماية الكيان العربي أمام التحديات، أما الرسالة الثانية فأثبتت أن المملكة "قطعت أجنحة إيران" في اليمن، وبات المشروع الفارسي على وشك الانتهاء، والرسالة الثالثة للشعوب غير الفارسية ومنها الشعب العربي الأحوازي بالحفاظ على أمل التحرر من قبضة الفرس، ولهذا نرى المقاومة العسكرية في مناطق الشعوب مثل البلوش والأحواز والكرد زادت بشكل كبير مقارنةً بالسنوات الماضية.

كيف ترى تعدد التنظيمات الأحوازية دون وجود كيان مركزي يجمعها؟

كثرة التنظيمات الأحوازية تعد حالةً غير صحيّة تسبب الفوضى والتنافر وبروز الصراعات الفرعية، وتقوي الإنتماءات الثانوية لدى أفرادها على حساب الإنتماء الوطني. 


هل أثرت الحرب في سوريا واليمن علي القدرات الإيرانية؟

إيران خسرت 100 مليار دولار في سوريا خلال 5 سنوات، وخسرت 3500 من مقاتليها، منهم 200 قائد رفيع المستوي مثل حسن همداني، كما خسرت إيران جنودًا في العراق، وبشكل واضح يمكننا القول أن إيران استنزفت على يد أبطال المقاومة العراقية والسورية، وخسرت أموال وقيادات أكثر من طاقتها وهذا سبب ازدياد الصراع بين القيادات الإيرانية.


ما هي الرسالة التي توجهها للعالم العربي؟

نقول للأمة العربية وتحديدًا للملكة العربية السعودية، ادعموا القضية الأحوازية عن طريق الإعلام ومراكز الأبحاث
من طريق المنظمات الدولية من طريق مجلس الأمن حتي تصبح القضية الأحوازية كالقضية الفلسطينة من حيث الطرح الإعلامي، وأيضًا الاعتراف بالقضية الأحوازية ودعم المقاتلين الأحوازيين بالسلاح المتطور والتدريبات اللأزمة.

كيف تري العمليات العسكرية الأحوازية وتأثيرها؟

هناك 4 أسباب تجعل العمليات العسكرية تخيف النظام الإيراني، فالأحواز أغني أرض في المنطقة والفرس يريدونها صامتة أمام جرائمهم حتي يبقي احتلالهم مستمرًا، والسبب الثاني أن الأحواز دولة مجاورة للعراق العربي والدول الخليجية لهذا فأي تحرك أحوازي سوف يشغل إيران في الصراع الداخلي ويسبب ضعف النظام الإيراني في الجبهة العراقية، ويحد من التدخلات الإيرانية في الخليج، لهذا فأي عمل عسكري سوف يزعج الفرس، وأي تحرك عربي من أجل تحرير الأحواز سوف يرعبهم، كما أن إيران تتخوف من تكرار المشهد في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، والذي قام حينها جيش وقيادة سياسية أحوازية لمواجهة المحتل الفارسي.

هل أثر سقوط نظام صدام على القضية الأحوازية؟

احتلال العراق وسقوط النظام القومي فيها سبب صدمة لكل الأمة العربية ومنها الأحواز، ففي عهد كان كان لدينا جيش وإعلام وقيادة سياسية، لكن بعد احتلال العراق القضية أصبحت مهمشة لسنوات، إلى أن الانتفاضة النيسانية المباركة في عام 2005 غيرت الموازين، ونحن نحتاج دولة عربية تقوم وتدعم الأحواز بكل أشكال الدعم ومنها تأسيس جيش ومجلس سياسي كما العراق قام بذلك الشيء، لهذا أنا أشرت إلى أن تحرير العراق يعني نهاية المشروع الفارسي بشكل كامل.