طباعة

في احتفالات الأعياد.. بوابة المواطن ترصد تاريخ شجرة الميلاد المجيد

السبت 06/01/2018 10:39 م

رانيا منسي

شجرة عيد الميلاد ومغارة الميلاد

كان عيد الميلاد المجيد في البداية عيدًا وثنيًا يقام في نفس التوقيت، وكان هذا العيد احتفالًا بقدسية الشمس، وكما يُذكر أن مختلف الطقوس والرموز الخاصة بعيد الميلاد ترجع إلى مناسبات غير مسيحية في الأصل.

ومن تلك الرموز "شجرة عيد الميلاد"، والتي يستخدمها معظم المسيحيين في هذا العيد فهي تعود إلى العهد الروماني حيث كانت تزين المعابد الرومانية بالأشجار الصنوبرية دائمة الخضرة، بالإضافة إلى كل من نباتيّ الآس والدبق، والتي ترمز إلى الحياة الأبدية وذلك كان في عيد ساتورن وهو إله الحصاد في الأساطير الرومانية، وهذا كان في شمال أوروبا حيث ينتمي ذلك تحديدًا إلى المنطقة الاسكندنافية.

و ذُكرت الشجرة في المسيحية مع عهد القديس (بونيفاس) الذي حارب أسطورة (الإله ثور) وكان ذلك عام 634، فقد وُلد هذا القديس في عام 680 بإنجلترا، وانضم لدير البنديكتيين ووافق على توكيل من البابا كمبشّر لمتعبدين الإله ثور وهو إله الغابات والرعد، توجه ببعثة إلى ألمانيا، حيث حارب ذلك الإله المزيّف عندما أنقذ طفل قُدِّم كأضحية من المفترض كان يُذبح كقربان تحت الشجرة بضربة من فأسه ولم يكترث لقوة هذا الإله، فبعدها بدأت أهالي القبائل باعتناق المسيحية.

ولكي تميز المسيحية استخدامها للشجرة عن الاستخدام السابق في الاحتفالات الوثنية؛ تم استبدال بعض الرموز المضافة إلى الشجرة كتعليق النجمة، والتي ترمز إلى نجمة بيت لحم - والتي كان سبب في مساعدة الثلاث حكماء من المجوس في طريقهم من المشرق إلى أورشليم والذي أتى ذكرهم بإنجيل متى أصحاح 2- بدلا من فأس القديس (بونيفاس)، وكانت الشجرة حينها منتشرة بألمانيا، ولكنها لم تصير من العادات الاجتماعية في المسيحية ومعترف بها من الكنيسة إلا في بداية القرن الخامس عشر، ثم وصلت رمزية الشجرة إلى فرنسا حيث تم إضافة شرائط حمراء وتفاح أحمر أيضًا إليها كزينة، وحينها أصبحت رمزًا للحياة كما تم ذكرها في (سِفر التكوين)، كما أُطلق عليها رمزًا للنور بسبب تزيينها بالشموع وهو رمزية للمسيح والذي لُقِّب في العهد الجديد بـ "نور العالم".

وصارت الشجرة شائعة حينما وافقت الملكة شارلوت قرينة الملك جورج الثالث على تزيين الشجرة بإنجلترا وانتشرت بعدها بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا، وأصبحت من بعدها علامة مميزة لعيد الميلاد المجيد المتعارف عليه في جميع أنحاء العالم.

أما بخصوص (الشجرة التي تبعث إضاءتها ليلًا) فهي كانت رمزًا قبل المسيحية وأطلق عليها (شجرة الضوء) وأحيانًا كان يطلق عليها (الشجرة السماوية) وكانت رمزًا (للميلاد والبعث من الموت)، وأيضًا الشموع التي تزين شجرة الضوء فهي رمز إلى الأرواح.

بينما تعود رمزية الشجرة أحيانًا إلى بداية الموسم الشتوي والعام الجديد أيضًا بينما تكون الكرات التي تزين الشجرة رمزًا للنجوم مثل الشمس وأيضًا القمر فيطلق عليها (الشجرة الكونية).

كان المسيحيين يستخدمون الأشجار الطبيعية في منازلهم للزينة بمناسبة عيد الميلاد المجيد، ولكن حاليًا انتشرت الأشجار الصناعية بمختلف الأطوال والأحجام والخامات، ولكن هناك العديد من المسيحيين يحبذون استخدام الأشجار الطبيعية، كما تم إنشاء العديد من المصانع التي لها اهتمام خاص بتصنيع الأشجار الخاصة بعيد الميلاد وزينتها وتقوم بتسويقها عند اقتراب موعد الاحتفالات كما اختلف الحال في زينة الشجرة من إضاءة عما كان عليه الحال سابقًا، كما تُزين الشجرة حاليا بنماذج للملائكة والأجراس وغيرها من الرموز المتوفرة بالمحال التجارية ومن المتعارف عليه أن توضع تحت الشجرة نموذج لمغارة ميلاد المسيح أو صناديق ملفوفة بزينة وبداخلها هدايا يتبادلها المحتفلون عشية عيد الميلاد المجيد.