طباعة

بوتين| أمير الدهاء السياسي.. أغرقته حليفته في بحر من الظلمات.. وعليه الفرار قبل أن يلتقطه الحوت

الإثنين 22/01/2018 06:25 م

عواطف الوصيف

بوتين وأردوغان

تمكنت روسيا، من أن تفرض نفوذها وبشكل قوي في دمشق، لدرجة جعلتها تتخذ قرارات وتصدر أوامر، بل وأن تواجدها في سوريا، جعلها تحدد خطوات معينة لممثلي السلطة السورية، ذلك التواجد الذي ساعدها على تشكيل تحالفات دولية مع تركيا وإيران.

موقف واشنطن..
بدأت واشنطن تشعر بخطورة روسيا أكثر، خاصة بعد أن تمكنت من تشكيل علاقات، وأصبحت ذات تحالفات دولية خاصة مع إيران وتركيا، تلك الدولتين اللاتي تعتبرهم واشنطن، قوتين لذلك حرصت على التدخل في الشأن السوري، ليس فقط لكي تظهر على الساحة، لكن لكي تكون بمثابة عائق قوي يمنعها، يضعف من علاقاتها وتحالفتها، لكن يبدو أنه بالفعل تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وهو ما واجهته روسيا لكن ليس بسبب عدوتها، وإنما بسبب واحدة من أهم وأبرز حلفاءها.

تركيا تتخذ خطوات جنونية..
وجهت تركيا تحذيرات وإنذارات بأنها تنوي ضرب منطقة عفرين، التي تقع شمال سوريا وتضم نسبة كبيرة من الأكراد في سوريا، الذين ينتمون لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي تقول تركيا إنه الفرع السوري لحزب العمال، تلك التحذيرات التي كان من الصعب أن تؤخذ على محمل الجد لأن ذلك سيكون له عواقب وخيمة، علاوة على أن سوريا ستعتبر ذلك بمثابة احتلال تركي ولابد من مواجهته.

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
يعد هجوم تركيا على عفرين صدمة قوية، لا يزال العالم يدرس كافة الاحتمالات لما يمكن أن يحدث، لكن واقعه على روسيا يعد أزمة حقيقية، لأنه بدخول القوات التركية لعفرين، تكون قد حدثت مواجهة بين جيشين كل واحدا منهم بمثل حكومة تختلف عن الأخرى، هذا بجانب الأزمات الدبلوماسية التي ستنتج بين الحكومتين.

تركيا تورط روسيا..
لا شك أن روسيا قد تورطت بسبب تركيا، وهي الآن لا تعرف ما إذا كان يستوجب عليها الوقوف بجانب تركيا والدفاع عن رؤيتها في مهاجمة منطقة عفرين، للوقوف ضد الأكراد الذين، تعتبرهم تركيا مصدر خطورة عليها، أم يستلزم عليها أن لا تضحي بالنفوذ والنجاح الذي حققته في دمشق، وتقف مع سوريا ضد تركيا، وتدافع عن منطقة عفرين القوات التركية.

استغلال الفرص..
من المعروف أن هناك مبدأ معين تعتمد عليه كافة الحكومات والدول في سياستها، يسمى بـ"مبدأ استغلال الفرص"، وهو ما يمكن أن تفعله واشنطن، فهي ومن الأساس تريد أن تتخلص روسيا ونفوذها في دمشق، وهو نفس الهدف الذي تسعى له إسرائيل لأن روسيا تدعم إيران، التي تخشاها إسرائيل، وتخاف ما إذا كان من الممكن أن تؤثر على هضبة الجولان وتفرض سيطرتها عليها، والشعب السوري يرفض تواجد روسيا في الأراضي السورية، علاوة على أن الأكراد قد أعلنوها مدوية، وحملوا روسيا مسئولية ما حدث في عفرين، واتهموها بأنها هي من سلمت تركيا منطقة عفرين، وهو ما يمكن أن يستغله كل من واشنطن وإسرائيل، لذلك حان الوقت لروسيا، أن تحدد موقفها، وعلى أي مرسى سترسى.

الصمت الرهيب..
يمكننا أن نقول بأن روسيا قد حددت مرساها، فقد اختارت الصمت، فلم تحاول أن تعقب لم تؤيد، ولم تعارض، وأختارت أن تكون ذات موقف حيادي، لكن دول المجاورة لها، تنتظر رد الفعل منها، والدليل على ذلك الخطوة التي بدأتها فرنسا، وهو تحويل القضية برمتها للأمم المتحدة، وهو ما اعترضت عليه تركيا، واعتبرته إنصافا للإرهابيين، مما يدل على أنها، ستبدأ حرب دولية وليس مع الأكراد فقط، لكن ما بات واضحا أن أمير الدهاء السياسي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وضعته تركيا في بحر من الظلمات، وعليه أن يفكر سريعا، فإما ثغرة، تساعده على الخلاص أو يترك نفسه فريسة يلتقطه بطن الحوت.