طباعة

عصر الرعب.. عندما خرج الإخوان إلى النور فـ"أطفأوا البلد"

الإثنين 29/01/2018 12:55 م

نادرًا ما ارتبط وجود فصيل سياسي في تاريخ أمة من الأمم بالكوارث والخراب، لكنه حدث في مصر، ومع تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي ظهر في مثل هذه الأيام عام 2011، معلنًا احتلاله الساحة السياسية، وفرض تواجده بقوة "الأمر الواقع"، عقب ركوب الثورة الشعبية الهائلة، التي انطلقت عفوية ضد كل مثالب مبارك وجموده وغبائه.


الفوضى في الشارع
الفوضى في الشارع المصري
ارتبط ظهور قادة الإخوان في الميدان بروائح الدم والحرائق التي اشتعلت بطول البلاد وعرضها، والتي ظل الفاعل بها مجهولًا، رغم التحذيرات الوطنية، التي انطلقت مبكرًا، لكن الناس التي نزلت الشوارع ضد نظام مبارك، رفضت تصديق أي كلمة من رجال مبارك، وقتها، ليصنع الإخوان مع تواجدهم على سطح الأحداث "عصر الرعب".

ورغم حالة التشوش المقصودة التي سيطرت على مصر في أعقاب سقوط جهاز الشرطة مساء 28 يناير بعد المواجهات، وموجات تكميم الأفواه ونشر الشائعات المتضاربة لمنع تناول أحداث ذلك اليوم، تحدث كثيرون على مدار السنوات السبع اللاحقة لثورة يناير، عن المؤامرة، التي جرت، ورأى الشعب فصولًا منها، عقب عزل الرئيس الإخواني عن الحكم.

الحرق، وإطلاق النار، وقنص المتظاهرين، والزي الأسود والأقنعة، مظاهر صدمت الشارع المصري لأول مرة، عقب غروب شمس يوم الثامن والعشرين من يناير، أحداث بدت كلها "عبثية" وغير مرتبة، ليظهر فيما بعد أنها كانت الأحداث الوحيدة المقصودة في تلك الأيام.

أحداث جمعة الغضب
أحداث جمعة الغضب - أرشيفية
وتقول الأوراق الرسمية، للقضايا العديدة، التي نجحت أجهزة الدولة في كشفها، عقب عزل "مرسي"، أن ما حدث عقب جمعة الغضب، كان مؤامرة إخوانية لتقويض الدولة المصرية، مهدت لاستيلائهم على السلطة، إذ كشف جهاز مباحث أمن الدولة، عن رصد اتصالات بين إخوان مصر، وقيادات التنظيم الدولي، والمخابرات التركية، للحصول على الضوء الأخضر للتحرك نحو تنفيذ مخطط سابق وضعوه عام 2005 لاستغلال أي حراك شعبي في نشر الفوضى، حيث وجدوا الاحتجاجات الجماهيرية بيئة خصبة لتفعيل فصول المؤامرة.

قبل يوم 28 يناير اتحدت أهداف الجماعات الجهادية في سيناء، مع أهداف الإخوان، فصار اتفاق بينهم، تهيئة الأوضاع الأمنية لدخول مقاتلي كتائب القسام وحزب الله للأراضي المصرية عبر الأنفاق، وتوفير الأسلحة اللازمة لنشر الفوضى، كان دورهم، تحرير السجناء التكفيريين، وأبناء البدو، كان أقل مقابل.

بالفعل مهد الجهاديون الطريق أمام العناصر الأجنبية، بضرب كافة النقاط الأمنية، وإدخال المنطقة الحدودية في حالة فراغ أمني، حتى يسهل تسلل المقاتلين من قطاع غزة إلى مصر، ومن ثم استخدامهم في الوقت المناسب لتنفيذ المؤامرة، آنذاك كانت القاهرة والمحافظات مشتعلة.

وتزامنا مع انهاك قوات الشرطة ولحظة انسحابها، ظهرت مجموعات شبابية وسط المحتجين في كل المحافظات، قامت بفعل واحد ومنظم لم يراه الجماهير وقتها إلا استكمالا لحالة الغضب، هؤلاء تولوا مهمة محددة تمثلت في تدمير كافة مدرعات وآليات ومركبات وزارة الداخلية، كان الهدف من ذلك شل حركة قوات الشرطة لعدم وجود وسائل نقل الجنود، إنها عملية التمهيد لحصار المنشآت الأمنية.

حرق المجمع العلمي
حرق المجمع العلمي - أرشيفية

بعد نجاح موجة تدمير مركبات الشرطة في القاهرة والمحافظات، تأكد للمتآمرين انقطاع الطريق أمام أي عمليات مستقبلية لنقل أي جنود أو قوات أمنية على الأقل خلال الساعات المقبلة، حيث كانت قوات الجيش ما زالت تحاول الانتشار.

بدأت المرحلة الثانية بحرق المنشآت الحيوية ومحاولة اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون، وحشد المواطنين وتوجيههم صوب أقسام الشرطة، تدمير المنشآت الأمنية كان هدف رئيسي، بدأت الوقائع في ذات التوقيت على مستوى محافظات الجمهورية، هنا انشغلت وزارة الداخلية تماما لصد محاولات حرق الأقسام، كما وجه الجيش قوته للحفاظ على المنشآت الحيوية، وتأمينها، وتحركت العناصر الأجنبية نحو هدفها مطمئنة أن الشرطة خسرت مركباتها، وأن أقسام الشرطة خرجت من خط المواجهة.

بدأت المرحلة الثالثة من المؤامرة الإخوانية بوصول العناصر الأجنبية مستغلة الفراغ الأمني إلى السجون المستهدفة، بالفعل نجحوا في اقتحامها وتهريب عناصر حزب الله وحماس والبدو، آنذاك هرب السجناء الجنائيين أيضا، مع الدقيقة الأولى ليوم السبت 29 يناير 2011 انتشرت في ربوع مصر الشائعات والسرقات بشكل ممنهج، واستمرت عمليات حصار أقسام الشرطة، حتى تم إنهاك رجال الشرطة، وإبعادهم عن ممارسة دورهم، لأيام طويلة سوداء، لم يعان خلالها أحد إلا المواطن.