طباعة

 خبراء:اجتماع وزراء مصر والسودان خطوة لتصحيح المواقف بين البلدين

الثلاثاء 06/02/2018 11:20 م

كتبت _سارة منصور :

علما مصر والسودان


شهدت العلاقات الدولية بين مصر والسودان العديد من المحطات، كان الوفاق هو السمة الغالبة على معظمها، وحان الوقت لفتح محطة جديدة، فالقاهرة على موعد مع اجتماعًا رباعيًا لوزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات بمصر والسودان، الخميس المقبل؛ لبحث مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، والتنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ويأتى الاجتماع  تنفيذًا لتوجيهات الرئيس "عبدالفتاح السيسي" والرئيس "عمر البشير"، عقب لقائهما الأخير على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث اتفقا على إنشاء آلية تشاورية رباعية بين وزارتي الخارجية وجهازي المخابرات العامة في البلدين؛ لتعزيز التضامن والتعاون بين البلدين الشقيقين في إطار العلاقة الاستراتيجية التي تجمع بينهما، والتعامل مع الملفات والقضايا المرتبطة بمسار العلاقة الثنائية في مختلف المجالات، فضلًا عن إزالة أي شوائب قد تعتري تلك العلاقة في مناخ من الأخوة والتضامن ووحدة المصير في مواجهة التحديات المشتركة.

في هذا السياق أكد الخبراء، أن هدف الاجتماع الأول هو محاولة كسب الطرف السوداني لصالح قضية سد النهضة، معربين عن أملهم في أن يعود هذا اللقاء بثماره الإيجابية على كلا الطرفين.
 
في هذا السياق، أكد السفير "أحمد القويسنى"، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الاجتماع الوزارى الرباعى لوزيرا خارجية ووزيرا مخابرات مصر والسودان، هو تحرك شديد الإيجابية بالنسبة للطرف المصري في المقام الأول، ويمثل خطوة لـ"تصحيح المواقف"، مشيرًا إلى أن الهدف الاستراتيجي المصري الأول لهذا الاجتماع هو رغبة مصر في جو من الوفاء العام لخدمة مصالحها المائية المتعلقة بأزمة سد النهضة.

وحلل القويسنى، في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، الدعوة لهذا الاجتماع والتي جاءت من قبل الرئيس "عبد الفتاح السيسي" تمثل رشدًا شديد الأهمية لموقف مصر وعلاقاتها مع الدول المجاورة، مضيفًا أن المشاركين في الاجتماع أدركوا مدى أهمية الوفاق بين الدولتين وأن التحرك في عدائيات اقليمية وجغرافية سوف يؤثر على تلك العلاقات.

وتوقع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الحديث سيدور خلال الاجتماع بصراحة شديدة بين الطرفين، مؤكدًا أن كل طرف لديه قضايا معلقة لدى الآخر، وأن أى نتائج لهذا الاجتماع ستكون إيجابية بالتأكيد سواء اتفق الطرفان أو اختلفا، مجرد فتح قناة للحوار هو أهم نقطة الآن.

ومن جانبه، أكد الدكتور "محمد حسين"، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الاجتماع الرئاسي الرباعي بين وزراء خارجية ومخابرات مصر والسودان، والمقرر انعقاده يوم الخميس، جاء للتوفيق بين الدولتين، بعد الأزمات الأخيرة التي حلت بينهما واستحدثها المغرضون بإثارة قضية حلايب وشلاتين.

وأشار "حسين"، في تصريحات خاصة لـ "بوابة المواطن"، إلى أن مصر تحاول أن تسترد السودان إلى صفها لمساندتها في قضية سد النهضة، والمحافظة على حق مصر المائي في قضيتها مع أثيوبيا، مضيفًا أن دولة السودان هي الوحيدة التي يمكن أن تدعم مصر خلال مشاوراتها مع الجانب الأثيوبي.

ونوه أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن مصر لديها العديد من الأزمات الإقليمية والدولية خلال الفترة الأخيرة، لذا تحاول حل كل منها على حدا، معربًا عن أمله في أن ينجح الرئيس السيسي في حل أزمة سد النهضة أولًا ثم التفرغ فيما بعد لحل الأزمات الداخلية.

فيما حدد النائب "أحمد علي إبراهيم"، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أسباب انعقاد الاجتماع الوزاري الرباعي لوزراء خارجية ومخابرات مصر والسودان إلى ثلاث محاور أولها بحث العلاقات المصرية السودانية فيما يتعلق بقضية سد النهضة، مشيرًا إلى أن الجانب المصري سيحاول استمالة السودان إلى صفها لحل أزمة سد النهضة والحفاظ علي حق مصر المائي.

وأضاف "علي"، في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن المحور الثانى يأتي باستكمال الملف الإفريقي المعلق ومناقشة سبل حل الأزمات الأفريقية، فضلًا عن مناقشة الانعقاد الدوري لمجلس وزراء الخارجية العرب كبرتوكول معتمد للجامعة العربية ويحدد موعده رئيس الجامعة.

وأشار عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إلى أن أهم النقاط التى يجب على وزراء مصر التركيز عليها هي محاولة فرض التفاهم المشترك بين الجانب السوداني بملف سد النهضة، بعد ظهور النوايا السودانية الأخيرة بإجتماع القمة الثلاثي وميل الأخيرة إلى إثيوبيا وهو ما سيعود على مصر بالضرر، منوهًا على أن دولة السودان هي مصب للنيل وأثيوبيا هي المنبع واتفاقهم على مصرسيلحق بنا الكثير من الضرر.