طباعة

عادل عبد المقصود.. "عامل نظافة" أحنت شوارع المحروسة ظهره طوال 14 عامًا

السبت 10/02/2018 11:00 ص

منار إبراهيم

عادل عبد المقصود عامل نظافة احني ظهره

رصدت عدسة "بوابة المواطن" رجلًا أحُني ظهره، وحكت لنا تجاعيد وجهه قصة شقائه في تنظيف شوارع مصر، وبالنظر إلى ملامحه الشاحبة المنهكة، ويديه المتسخة، وملابسه "الرثة" من غبار شوارعها، تجد رجل يخدم بلده بحب وعزيمة..

أنه "عادل عبد المقصود"، الذي يبلغ من العمر 50 عامًا، يروي لنا قصة حياته قائلًا: لدي 5 أبناء شقيت عليهم وعلمتهم ليكونوا أحسن ناس و"ميتبهدلوش زي ما اتبهدلت"، فأكبر أبنائي طالب في كلية اﻷداب قسم تاريخ، ودائما يقول "أنت فخر لي يا أبى" ورغم ذلك أصحابه يعيروه بيا، وبناتى في مراحل التعليم المختلفة ثانويه عامه علمي ودروس الفيزياء "مبترحمش" واعدادى وابتدائى.

وبعيون يغمرها الدمع أكمل كلامه بقوله: أنفقت على أبنائي دم قلبي "عيالي أغلى من حياتي "، فلا يعيب الرجل سوى أن يكون جيبه فارغا ًوالمرتب لايكفى، لذلك حين انتهي من عملي اعمل أرزقي بأي مهنه أحصل منها على دخل لأولادي حتى إذا حملت طوب.

وعن رحلة كفاحة أضاف: أعمل عامل نظافة منذ 14 عامًا، قضيت هذه المدة أخدم بلدي بإخلاص انضف شوارع مصر ولكن الناس للأسف الشديد تلقي القمامة في المكان الذي تم تنظيفه، وفي النهاية يقع اللوم علينا "منظفوش"، وأشار بيده على مكان مرتفع القمامة وأقسم قائلا: "والله هذا المكان تم رفع القمامة منه 4 مرات إلى الآن"، وهو مكان شديد الخطورة ﻷنه بجوار كشك غاز فإذا ألقى أحد سيجارة على هذه القمامة انفجر الغاز واشتعلت المنطقة.

وبصوت يشوبه الشجن قال: أكنس 3 كيلو متر من الشوارع يوميًا حتى ينحني ظهري، ودون تقدير لتعبي وما أبذله من جهد أفاجئ بـ "البيه" راكب سيارة ملاكي يلقى شنطة قمامته في وجهى فتسقط منفرطة علي اﻷرض، الناس بتعاملنا على أننا "قليلين"، فنظرة المجتمع لنا تشعرني بحزن شديد رغم أنني أخدم بلدي، ويفترض أن لكل منا دور في هذه الحياة وجميع أدوارنا تكمل بعضها البعض.

وأخيرًا أنهى "عبد المقصود" حديثه مطالبًا بحياة كريمة ﻷولاده وزملائه من عمال النظافة.. طلب بسيط ولكنه يبدو صعبًا في ظل مجتمع يهتم بالمظاهر مثل مجتمعنا.