طباعة

بعد القرارات المتحيزة لإسرائيل.. ترامب يستفز العرب ويمنح نفسه حق تقرير مصير القدس

الأحد 11/02/2018 03:26 م

عواطف الوصيف

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

لا شك أن قرار الرئيس الأمريكي، حيال القدس، لا يزال يشغل الأذهان، ولا تزال هي القضية الأهم في المنطقة، خاصة وأن مثل هذا القرار كان سببا في سيل من الانتهاكات التي تمارسها قوات الإحتلال الإسرائيلي ضد شعب فلسطين، من إعتقالات وانتهاكات لباحات المسجد الأقصى، لذاك بات من الملحوظ سلسلة الانتقادات التي يوجهها العالم أجمع للرئيس الأمريكي، بعد هذا القرار، خاصة وأن الجميع يعتبرونه، عمل على انتهاك كافة القوانين والمواثيق الدولية، لذلك كان من الضروري معرفة موقف ترامب الأخير، من هذه القضية، ومحاولة استنباط ما إذا كان سيتراجع عن موقفه الأخير أم لا.

أهتمت صحيفة، "إسرائيل هيوم"، بعمل لقاء مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمعرفة موقفه من القضية الفلسطينية، التي كان قراره سببا رئيسيا في اندلاعها أكثر، بعيدا عن أي وسيط أو متحدث باسم البيت الأبيض أو أي مسؤول أمريكي.


من لا يملك لمن لا يستحق
كثيرون يعرفون هذه الجمله "منح من لا يملك لمن لا يستحق"، التي قيلت أثناء وعد بلفور وهي الآن يمكن أن تكون مطابقة وبشكل واضح، فحينما نجد الرئيس الأمريكي، ينوه أن قراره حيال القدس كان وعدا انتخابيا هاما أطلقه خلال حملته الانتخابية ونجح في تنفيذه، لابد أن نسأله بأي حق، توجه هذا الوعد، فهذه ليست بأرضك ولا يحق لك أن تتخذ عنها أي قرار، وعلى الرغم من أنه على يقين بأت هناك الكثير من منتقديه لرافضي هذا القرار، إلا أنه أقر بأنه ليس نادما إطلاقا.

نقطة الذروة
وصف ترامب في الحديث، الذي أجراه لـ صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، قراره بشأن القدس يمثل نقطة الذروة خلال العام الأول من حكمه للبيت الأبيض، مشيرا إلى أنه كان قرارا مهما وجادا وأنه بعد معارضة الكثير للقرار تفهم لماذا كان يتجنب الرؤساء السابقين اتخاذه لرضوخهم للضغوط التي كانت تمارس عليهم من أكثر من تجاه رغم أنهم كانوا يتوعدون بذلك خلال حملاتهم الانتخابية، وما يعد بالفعل أستفزازيا، هو أنه يرى وبعد قراره بتحويل القدس عاصمة لإسرائيل، فلم يعد إذا يمكن الحديث عن ذلك على طاولة المفاوضات، لكنه استدرك وقال "لكنني سأدعم ما يتوصل إليه الطرفين بشأن حدود المدينة".

الإتهامات جزافا
بات ملحوظا للجميع ما تقوم به إسرائيل في فلسطين، والإنتهاكات التي ترتكبها وإنتهاكها لقدسية المسجد الأقصى، وعلى الرغم من كل ذلك، لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي لا يلاحظ كل هذا، فقد وجه إتهاماته للفلسطينيين بأنهم ليس لديهم رغبة في صنع السلام حاليا، مشيرا إلى أنه أيضا غير متأكد من عزم إسرائيل على ذلك وأنه يجب على الطرفين تقديم تنازلات من أجل ذلك. مرجحا أن يكون هناك دور لدول عربية منها مصر والسعودية في أي عملية سلام مستقبلية.

علاقات واشنطن بإسرائيل
كان من الطبيعي، أن تتوجه الصحيفة ذات التوجه العبري، بسؤال لرئيس الولايات المتحدة، عن علاقات بلاده بإسرائيل، وعنها أكد ترامب أنها الأفضل على الإطلاق ولكنه سيشعر بأفضلية أكبر إذا تم التوصل لاتفاق سلام. مشيرا إلى أن الرئيس الأسبق باراك أوباما كان سيئا بالنسبة لإسرائيل ولكن العلاقة الآن في عهده أصبحت أقوى.

اتفاق إيران الكارثي
إيران.. العدو اللدود والمشترك بيم كل من واشنطن وإسرائيل، وحينما نجد الرئيس الأمريكي، يجري لقاء مع صحيفة إسرائيلية، يكون من الصعب أن لا يتم التطرق لها ولمشروعها النووي، وقال عنه ترامب أنه بمثابة إتفاق كارثي بسبب بنوده وأنه في غاية السوء ليس لأمريكا فقط، بل لعدد كبير من الدول.

نقطة نظام
لا شك أن قرار الرئيس الأمريكي، عن القدس، كان مؤلما واستفزازيا للجميع، لكن ما يعد مثيرا للغضب أكثر، هو حينما نجد رئيس الولايات المتحدة، وهو يتعامل مع القضية الفلسطينية، وكأن له الحق في ذلك ويصدر قرارات يحدد بها مصير أمة، لكن المؤسف أكثر هو أنه لم يجد من يقف أمامه ويمنعه من مثل هذه الخطوات، ليس بمجرد التصريحات والمباحثات، وإنما الأهم أن يكون بالأفعال... فالقضية تتعلق بعروبة وقدسية القدس.