طباعة

وزير الخارجية السعودى: "إذا سلمت مصر سلمنا"

الخميس 22/02/2018 03:09 م

أ ش أ

وزير الخارجية السعودي

أكد وزير الدولة للشئون الخارجية بالمملكة العربية السعودية الدكتور نزار مدنى، على صلابة وقوة العلاقات المصرية – السعودية، وقال " إذا سلمت مصر سلمنا.. وإذا سلمنا فقد سلمت مصر.. فنحن لها الدرع الواقية، وهي في موقعها الرابض درع لنا، فلقد اتحدت مصائرنا إذًا على الحالين، وارتبطت أواصرنا.. أواصر الأخوة في الحاضر، كما كانت في الماضي، وكما لابد أن تظل أبدًا.

وأضاف الوزير مدني في أمسية ثقافية "رياض النيل" التى أقامها سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة ومندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية عميد السلك الدبلوماسى العربى احمد بن عبدالعزيز قطان، على شرف الوزير "مدنى" ألقى خلالها محاضرة تحدث عن "السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية"، بحضور عدد من الوزراء والشخصيات العامة والمفكرين والسياسيين والسفراء ورؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير بعض الصحف والكُتاب والإعلاميين فى مصر، " أننا في المملكة العربية السعودية نؤمن أن مصر منا ونحن منها. ديننا ودينها واحد.. قرآننا وقرآنها واحد.. نزل به الروح الأمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومازال يتلوه ليل نهار قراء مسلمون في القاهرة والإسكندرية وفي أسوان وطنطا، وطنها ووطننا قطعتان من هذا الشرق الأصيل بعاداته وتقاليده وحضارته وثقافته، وماضيها وماضينا فصلان من كتاب واحد في تاريخ العرب والمسلمين.. تاريخها وتاريخنا مشترك.. جربنا فيه سراء الحياة وضرائها، وتلاقت أهدافنا لنصرة المُثُل العليا التي كنا جميعًا ولا نزال نؤمن بها وندافع عنها.

وشدد على استمرار هذه العلاقات، قائلا "نحن إلى كل ذلك أنسباء وأقرباء، فكم من مواطنين في بلادنا يمتون إلى المصريين، وكم من مواطنين في مصر يمتون إلينا بعمومة، فقد اختلطنا نسبًا وصهرًا، واندمجنا أسرًا وعائلات، ونحن اليوم من مصر كما كنا وكما سوف نظل، أخوة مخلصون لأخت خالصة العرق والنسب".
وقد تحدث " مدني" عن التعريفات والنظريات المختلفة لمفهوم السياسة الخارجية بشكل عام، وأهم العوامل التي تؤثر على اختيارات الدول واتباعها نهج سياسي دون الأخر على صعيد علاقاتها الدولية، والأسس التي تقوم عليها السياسة الخارجية الناجحة.
واشار الى " المتغيرات والمستجدات" على الساحة الدولية، موضحا إن هناك عددًا من المستجدات والمتغيرات التي فرضت نفسها على العلاقات الدولية، وحظيت بعناية فائقة من قبل صانعي القرار السياسي في المملكة، ويتم التعامل معها بكثير من الموضوعية والحكمة والاهتمام، ومنها قضايا الإرهاب، وحوار الحضارات، وتأثير ثورة الاتصالات والمعلومات على أساليب الدبلوماسية المعاصرة، والتغير في هيكلية العلاقات الدولية، بالإضافة إلى قضايا الطاقة والبيئة والمناخ والأزمات المالية العالمية.

وتحدث الوزير مدنى عن "محور التحديات"، مؤكدًا أن التهديد الإيراني للأمن والاستقرار في المنطقة يأتي في مقدمة هذه التحديات، مشيرًا إلى تدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية للدول.

وقال "منذ قيام ما يُسمى بالثورة الإسلامية في إيران في عام 1979م، وحتى الآن وجدت المملكة العربية السعودية نفسها في مواجهة مستمرة مع التحدي الإيراني الذي أخذ عدة أشكال وصور، ابتداءً من إفرازات الحرب العراقية الإيرانية، ومرورًا بعبث ما يسمى بحزب الله المدعوم من إيران في الساحة اللبنانية، وما تمارسه إيران من أنشطة محمومة وتخريبية في الخليج والبحرين، بالإضافة إلى تدخلاتها السافرة والمباشرة في العراق وسوريا، وانتهاءً بالأوضاع الخطيرة التي يجتازها اليمن حاليًا".

وتحدث "مدني" عن تحدٍ أخر، واجهناه ونواجهه في صور وأنماط مختلفة مثل "القاعدة" و"داعش" و" النصرة"، وغير ذلك من منظمات إرهابية وميليشيات مسلحة تعيث في الأرض فسادًا وتبث الرعب والدمار وتثير النزاعات الطائفية والفتن المذهبية وتهدد الأمن الفكري الذي يهدد مستقبل أجيالنا الشابة، وجوهر معتقداتنا، ومرتكزات شخصياتنا الوطنية.

وفي ختام الأمسية الثقافية، تقدم السفير السعودى بالقاهرة مندوب المملكة الدائم بالجامعة العربية عميد السلك الدبلوماسى العربى احمد بن عبدالعزيز قطان بالشكر الى الدكتور نزار مدني على محاضرته القيّمة، مقدمًا له هدية تذكارية عبارة عن "درع رياض النيل".