طباعة

من التأسيس لـ "الربيع العربي".. مراحل القضاء على الإخوان في سلطنة عمان

الأربعاء 07/03/2018 09:58 م

عواطف الوصيف

سلطنة عمان

لوحظ تمتع سلطنة عمان، بحالة من الاستقرار السياسي، خاصة خلال السنوات الأخيرة، علاوة على اختفاء ظاهرة الانقسامات السياسية الحادة، ولعل السبب في ذلك ليس نهاية الفكر الماركسي في عام 1975، لكن الأهم هو نهاية التنظيم الإخواني عام 1994.

التأسيس الأول لجماعة الإخوان في عمان..
في محاول لعودة إلى الوراء، سنجد أنه وفي أعقاب نهاية ثورة ظفار العام 1975، وفي ظل أجواء الثورة الإسلامية في إيران ، والتي كانت عام 1979 جاء التأسيس الأول لجماعة الإخوان المسلمين في السلطنة، ليكون ذلك بمبادرة من قبل عدد من الطلبة العائدين، من دراستهم الجامعية في العديد من الدول العربية، خاصة مصر، التي تعد مهد نشأة الجماعة.

الصورة المبدئية للجماعة..
حاولت هذه الجماعة ومع بداية ظهورها، أن تقنع الجميع أن نشاطها دعويا في المقام الأول، وأن هدفها هو نشر التدين في المجتمع، من خلال الكتب، والمنشورات الدعوية، والأشرطة الإسلامية، دون وجود هيكل تنظيمي واضح للجماعة.

تحول الجماعة إلى تنظيم..
ما رأيك عزيزي القاريء لو أعطينا لمحة سريعة، عن تاريخ جماعة الإخوان، والمراحل التي مرت به في سلطنة عمان.

في عام 1988 أخذت الجماعة في التطور الملحوظ، وبطريقة تنظيمية، ومع اعتمادها لنموذج "الأسر" بدأت تتوسع بطريقة تدريجية، وضمت العديد من الفئات والشباب، وكان في طليعة الأسماء التي لعبت دوراً تأسيسياً في العمل الإخواني العُماني: سالم أحمد الغزالي، وعبدالله محمد الغيلاني، وعبدالله طاهر باعمر، لنجد الجماعة وفي عام 1992، حصل تطور واضح للجماعة، حينما تم إعتماد شكل جديد يؤطره دستور مكتوب، ووضع رؤية إستراتيجية مبرمجة ببرنامج زمني للأنشطة والفعاليات، واعتماد بنية تنظيمية جديدة؛ حيث أخذت الجماعة شكل تنظيم هرمي، يأتي في أعلاه مكتب تنفيذي منتخب برئاسة المراقب العام، ويليه مجلس شورى منتخب عدد أفراده 15 عُضواً، مع تقسيم السلطنة إلى هيئتين؛ الأولى في الشمال، والثانية في الجنوب، وتقسيم كل هيئة إلى مناطق وشعب بحسب المحافظات.

تزامنت هذه التطورات مع تحولات وأحداث مهمّة على الصعيد الإقليمي العربي، تمثلت بصعود نوعيّ للحركات الإسلامية، وكان أبرزها دور الإسلاميين، الذين يمثلون حزب التجمع اليمني للإصلاح، في ترجيح كفة الوحدة اليمنية العام 1990، ووصول الإسلاميين إلى الحكم في السودان مع "انقلاب الإنقاذ" بقيادة الجبهة القومية الإسلامية العام 1989، ونجاح الإسلاميين، الذين يمثلون الجبهة الإسلامية للإنقاذ، في الانتخابات البرلمانية الجزائرية العام 1991.

سمات التنظيم الإخواني في عمان..
كان للتنظيم الإخواني في عمان سمات معينة، حيث عمل ممثليه على الاتجاه نحو العمل السري غير المعلن، مع وضع السلطة الحاكمة في صورة الخصم السياسي، ولم يحاول أيا من ممثلي التنظيم، التعاون مع مؤسسات الدولة، أو العمل من خلال قنوات المجتمع المدني، وإنما من خلال الحلقات والتجمعات السريّة.

ثورات الربيع العربي..
مع اندلاع ثورات الربيع العربي، مع بداية عام 2011، تمكنت جماعات الإخوان من فرض سيطرتها وصورتها في المنطقة، وكانت في عمان، تتسم بالطابع المنظم، لكن وفي العشرين من أغسطس، عام 2014، وبالتزامن مع اتجاه عدد من الدول العربية إلى حظر الجماعات والأحزاب الإسلامية، والحدّ من مساحة نشاطها، صدر في الجريدة الرسمية العُمانية حكم إسقاط الجنسية عن "كل عُماني يثبت انتماؤه لتنظيم الإخوان"، ما حمل دلالة واضحة على تأكيد الدولة العُمانية استمرار عدم الترحيب بالتنظيمات الإسلامية، والتعامل معها باعتبارها مصدر تهديد.