طباعة

فى يوم الشهيد.. والدة مارد سيناء لـ "بوابة المواطن": فخورة بابني لأنه راجل وهقف ورا السيسي

الجمعة 09/03/2018 02:48 م

هيثم عبد الرازق

والدة مارد سيناء-دمياط-يوم الشهيد

قصص مختلفة نتطلع عليها يوماً بعد يوم، تعكس لنا مدى تضحيات أبطالنا بالقوات المسلحة، الأمر مختلف تماماً عندما تسمع عنه ولكن إذا مر أمامك أحدهم حاملاً سلاحه موجهه نحوك وفجأة يفتح النيران عليك، يحصد روحك أو ربما يخطف "صديق الجراية"، حالات التأهب والاستيقاظ هى ما تسيطر على أبطالنا، وانتظار الموت ونيل الشهادة أصبحت غاية غُرست داخل نفوسهم، يواجهون بإيمانهم القوى هذا العدوان الغاشم ويضربون الأمثال ليعلموا العالم أجمع كيف تكون التضحية من أجل الوطن.

وفى يوم الشهيد تجولت "بوابة المواطن"، عبر رحلة قصيرة داخل منزل أحد أبطال سيناء، والذي سقط بعد أن خلد اسمه بوجدان الجميع، اكتشفنا خلال جولتنا معانِ كثيرة سنرويها في سطورنا القادمة.

محمد أيمن شويقة أو "مارد سيناء" ابن محافظة دمياط، والذي استشهد أثناء قيام أبطال القوات المسلحة بمداهمة لاحد الأوكار الإرهابية بسيناء، لن يكن استشهاده أمراً عادياً، فهو من أقبل على الموت غير مبال بما يشهده، فأثناء قيام زملائه بمداهمة أحد الأوكار، لمح "مارد سيناء" أحدهم وقد استعد بحزامه الناسف ليقضى عليهم، فما كان من البطل سوى أنه احتضنه بعيداً لينفجر جثمانه الطاهر مفتدياً "زملاء الجراية".

عند الحديث عن "مارد سيناء" تستمع إلى العديد من النوادر التي تشهد له بأنه ربما كان يشعر أنه على موعد قريب مع الشهادة، فكان دائم الحديث عن الشهادة، موصياً الجميع على والديه لن يترك فرصه لأحد أن ينساه ظل خالداً كما أراد.

عندما تطأ قدمك مدينة كفر سعد، مسقط رأسه تجده بطلاً للأحاديث الجانبية، التي تنشأ بين البعض، فهو الآن بمثابة رمز لكافة الأهالي لاسيما أطفال القرية، ولكن أثناء رحلتنا اصطدمنا بنموذج آخراً لن يأتي إلى أذهاننا قط، أنها والدة "مارد سيناء".

بدأنا حديثنا معها عن شعورها أثناء تلقيها نبأ استشهاده فقالت: "كنت حاسة بكده لانه أخر مرة كان قلقني عليه جداً، أنا فاكرة أخر إجازة فضل يوصيني على نفسي ووصاني اني مزعلش لو مات، باس إيدي قبل ما يسافر ونظر في عيني وكأنه بيودعنى حسيت وقتها انى مش هاشوفه تاني.

مع دموعها بدأت تروى كيف كان يعاملها وكيف كان باراً بها، ولكن سرعان ما تماسكت قائلة: أنا مش عايزة أعيط تاني لان دى وصيته وفخورة بيه جداً أنا خلفت راجل والكل يشهد ليه بكده، ذكرت موقفها أثناء العزاء الخاص بنجلها لتقول أيضاً: أنا اللى كان يعزينى كنت بقولهم باركولى أنا "أم الشهيد" أنا "أم العريس" "أنا أم البطل".

استقطعت حديثها قليلاً لتعود مرة أخرى ذاكرة مواقفه لتروي: لما كان بيشوف حد من زمايله مات كان بيحزن، ويقول ياريت أنول الشهادة أنا مش أحسن من اللى راح، ويوم استشهاده كلمنى دقيقة قالي خلى بالك من نفسك كأنه حاسس أنه مش راجع.

لحظات من الصمت خيمت علينا، راحت وكأنها تستجمع قواها لتعود للحديث مرة أخرى قائلة: لما قابلت الرئيس "السيسي" عرفت ليه ولادنا بيموتوا وهما راضين، الراجل ده بيحب البلد جداً وكان أول واحد يطمنى ان حق ابنى مش هيروح وان "محمد" وراه ناس تجيبله حقه.

حاولنا معرفة تفاصيل زيارتها للرئيس "السيسى" فقالت: "شوفت راجل عادي غير متكلف باس راسي وكأني أمه وقتها عاد ليا شعور ان محمد مامتش، أنا فخورة أوى بابني أنا أم شهيد راح عشان بلده تعيش".

تنبهنا أنها لم تعد قادرة على الحديث ربما أرادت أن تجلس مع بطلها، ولكنها أنهت حديثها مؤكدةً أنها ستقف خلف الرئيس "السيسى" قائلة: "أنا هنتخب الرئيس "السيسى" وواقفة وراه وهسنده الراجل ده اللى جاب وهيجيب حق ولادنا".