طباعة

يسري جعفر: المنهج الأشعري يعبر عن وسطية الإسلام

السبت 10/03/2018 11:18 ص

جانب من الندوة

عقد قسم الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية بكلية اللغات والترجمة، ندوة بعنوان "العقيدة الأشعرية وسؤال التجديد"، بالتعاون مع مركز الفكر الأشعري بالأزهر في إطار الموسم الثقافي بالكلية، وتحت رعاية رئيس الجامعة الدكتور محمد المحرصاوي.

جاء ذلك بحضور الدكتور عبدالرحمن الخضري رئيس قسم الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية، والدكتور يسري جعفر مؤسس مركز الفكر الأشعري وأستاذ العقيدة والفلسفة، والدكتور حسام بدر مشرف الشعبة الألمانية، والدكتور خيري شعراوي مشرف الشعبة الفرنسية، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس وسط ازدحام طلابي، وخلال الندوة حضر وفد ألماني من جامعة ميونخ للوقوف على نشاط الأزهر الشريف في خدمة الدعوة والبشرية.

من جهته، قال الدكتور يسري جعفر مدير مركز الفكر الأشعري، وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الأزهر اختار المنهج الأشعري ليكون أساساً للدارسة في جامعته والمعاهد.

وأضاف "جعفر" خلال كلمته، أنه لا فرق بين مذهبي الماتريدية والأشعرية إلا في نقاط بسيطة، وأن المذهب الأشعري يعبر عن وسطية الإسلام، كما أن الإمام الأشعري اتبع منهج سلف الأمة من التابعين والصحابة.

وأشار إلى أن العلوم الإسلامية قبل نزول الإسلام لم تكن موجودة بل كان هناك تاريخ طويل نشأت في ظله تلك العلوم، ثم بعد ذلك حدثت نوافذ دخلت من خلالها الأفكار الأخري مثل الحروب وتعريب الفلسفة، مضيفًا: "مما اضطر العلماء أن ينشأوا علوما متوازية ومنها علم الكلام ثم كانت الفلسفة الإسلامية المتميزة عن الفلسفات الأخرى، وخلال تلك الفترة وقفت الأشعرية هي التي تتحدث عن الإسلام قرآن وسنة وعقل، والإمام الأشعري كما وصفه البيهقي لم يبتدع أمر في الإسلام بل ذكر آراء الصحابة ثم دعمهم بأمور العقل".

ويرى "جعفر" أن الأشعرية والماتريدية تعد بمثابة وزارة الداخلية في الدفاع عن الأمن الفكري، وهؤلاء العلماء الذين ملأت شهرتهم الآفاق وإذا كانت الأشعرية في الشرق كانت تقف موقف قوي فهي تساوي الإسلام، وكانت منفتحة مع الثقافات الأخرى ولكن مع الضوابط الإسلامية.

وأوضح أن الأشعرية هاجمت بشدة من قبل البعض لأنهم أدركوا قيمة الأشاعرة العلمية والعقلية والكلامية الكبيرة، فهي قادرة على تجديد الخطاب الديني مع المحافظة على الأصول بل مع تأكيد هذه الأصول.

وقام الدكتور حسام بدر الدين بإلقاء أربع مقطوعات أدبية دينية تبدأ بمقطوعة "محنة البحث عن البعث"، وتنتهي بمقطوعة "في انتظار المخلص" والأخيرة عرضت بالعربية والألمانية.

وقال الدكتور عبدالرحمن الخضري رئيس قسم الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية، أن الأزهر بذل خلال الفترة الماضية ومازال يبذل الكثير من أجل نشر الفكر الدعوي المعتدل سواء في الداخل والخارج من أجل نشر الفكر الوسطي الأزهري المعتدل.

وأضاف خلال كلمته: "تعد كلية اللغات والترجمة منبر قوي في نشر الإسلام ومنهج الأزهر باللغات الأجنبية والتعاون والتواصل مع كافة الدول الأخرى وإرسال مبعوثين ودعاة بلغات تلك الدول لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي كونتها تلك الجماعات المتطرفة عن الإسلام".

وأشار إلى أن الكلية من خلال موسمها الثقافي تقوم بدور ورسالة الأزهر في توضيح وجهات النظر وإستقبال العديد من الوفود الأجنبية للتعرف على مجهود الأزهر في خدمة الدعوة والبشرية.

وبعد نهاية الندوة، أكد الوفد الألمانى خلال لقائه أعضاء هيئة التدريس بكلية اللغات والترجمة بالأزهر الشريف، على الدور الكبير الذي يقوم به الأزهر برعاية فضيلة الإمام الأكبر فى خدمة الدعوة الإسلامية ومحاربة التطرف الفكري بنشر الفكر الوسطى، مؤكدين أن جولات الإمام الأكبر بالخارج تعد فرصة قوية للمجتمع الأوروبي للتعرف على حقيقة تعاليم الإسلام وبراءته من الزج به فى العمليات الإرهابية من قبل التنظيمات الإرهابية.

وأضاف الوفد خلال اللقاء الذى طال أكثر من ساعتين، أن كلية اللغات والترجمة، تعد وسيلة قوية لانفتاح رجال الدعوة بالأزهر على المجتمعات الأوروبية، خاصة وأن من يلتحق بها من طلاب الأزهر يموج بين أصول الدعوة وأصول اللغة، التى بها العديد من الأقسام الأجنبية.

وتابع أن خطر الإرهاب بات واضح للجميع، وأن الأزهر عمل خلال الفترة الماضية على تأهيل بعض شباب الدعوة بإجادة اللغات الأجنبية، الأمر الذي يجعل منهم لديهم القدرة على توصيل الخطاب الدعوى المستنير للعالم الغربي، وإيضاح حقيقة تعاليم الإسلام التي تحث على التعايش وقبول الآخر.

وأشاد الوفد في نهاية اللقاء بأعضاء هيئة التدريس عما بذلوه من جهد خلال اللقاء في تقريب وجهات النظر والتعريف بمهام الكلية وخدمة الأزهر للبشرية.