طباعة

حكاية "حلم" تحول لكابوس على موقع "أوليكس".. والأب: دفنت ابني الوحيد بأيدي

الأحد 11/03/2018 06:03 م

صبري بهجت

والد المجني عليه

"قبلة على يد والدته وحضن لوالده".. هكذا ودع "محمد. أ" طالب بكلية هندسة جامعة بنها، أسرته، قبل أن يذهب إلى أشخاص اتفق معهما على شراء جهاز "لاب توب" أُعلن على أحد مواقع التسويق الإلكترونى الشهيرة "أوليكس"، قائلا: "صدقوني هشرفكم أنا عارف ان تعبتكم كتير حقكم عليا بكره هبئا مهندس قد الدنيا وأعوضكم". إلا أن الشاب لم يعد ليحقق حلمه بإسعاد أبيه وأمه، ومات بعدما تلقى 6 طعنات في مناطق متفرقة من جسده لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة؛ لسرقته.

في صوان عزاء أقيم أمام منزل متواضع مكون من 3 طوابق، بمنطقة القناطر الخيرية لمحافظة القاهرة، جلس والد المتوفي بوجه شاحب وملامح تظهر عليه علامات الشقاء والحزن، وعيون مكسورة أرهقتها الدموع يتذكر اللحظة التي قرر فيها ابنه الذهاب لشراء "لاب توب"، "محمد إبني الوحيد.. ومش معايا غير أخته أصغر منه.. قتلوه غدرًا وحرموه من تحقيق أحلامه.. بدل ما أشوفه عريس في الكوشة.. دفنته في التراب بإيدي ولكن هذا قضاء الله وقدره".

"يا محمد شد حيلك وذاكر كويس عشان تشرفنا وأي حاجه تحتاجها هتكون عندك"، لا يتوقف الأب عن ترديد العبارة التي قالها لابنه لتشجيعه على متابعة دراسته بكلية الهندسة، قبل أن يقول: ''دفنت ابني الوحيد بأيدي.. ومش هرتاح ولا يغمض لي جفن غير بعدما يتحقق القصاص ويعدام المجرمين اللي قتلوه".

قبل أكثر من 5 أيام من وفاته، أبلغ محمد والدته برغبته في الحصول على جهاز "لاب توب" شاهده على موقع "أوليكس"، "ماما ده هيساعدني كتير في المشروعات اللي بعملها"، راحت الأم تبحث عن أي شيء لتحقيق ما يتمناه نجلها كما عودته على تلبية كل متطلباته من أجل النجاح "بعت دهبي وجبت له 25 ألف جنيه عشان يجيب الجهاز اللي هو عايزه" قالتها الأم والدموع تملئ عينيها.

ذهب محمد والسعادة تملئ قلبه إلى المكان المتفق عليه مع أصحاب الإعلان، وعندما تأخرت عودة الابن انتاب حالة من القلق نحو والديه، "اتصلت عليه كتير لقيت موبايله مقفول".

لم يتراجع الأب في رحلة البحث عن ابنه الوحيد، "نزلت القاهرة أجري زي المجنون ورحت ادور عليه في كل مكان"، بحثت عنه في كل أقسام الشرطة، حتى وصلت إلى قسم شرطة النزهة، وهناك كانت الطامة الكبرى "لقيت جثة ابني هناك.. واتعرفت عليه وتأكدت انها جثة ابني.. حسبي الله ونعم الوكيل".

توقفت لبُرهة قبل أن يختتم الأب حديثه، ''دفنت ابني الوحيد بأيدي.. ومش هرتاح غير لما ييجي حقه ويتحقق القصاص في القلة".