طباعة

في ذكراه.. تعرف على متحف الشاعر الفلسطيني محمود درويش

الثلاثاء 13/03/2018 05:48 م

لمياء يسري

محمود درويش

يقول عنه الكاتب زياد خداش "لم يسمح لنفسه أن يكون عبئا على فلسطين ، ولم يسمح لفلسطين أن تكون عبئا على ذاته، كان يكتب عن فلسطين الشهيدة، والمقاتلة والمعتقلة، وفي نفس الوقت كان يكتب عن فلسطين العاشقة والفيلسوفة ".

تمر علينا اليوم ذكرى الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ويعد درويش من أشهر الشعراء في العصر الحديث، توفي درويش في 2008، تاركا وراؤه عدد من القصائد الشعرية، منها مديح الظل العالي، طباق ( عن إدوارد سعيد)، قطار الساعة الواحدة، هو هادئ وأنا كذلك، ولاعب النرد، وأثر الفراشة.


وقد أسس الفلسطينيون متحفا للفنان محمود درويش في مدينة رام الله، و تتخذ حديقة البروة شكل كتاب مفتوح، وتضم الحديقة قبر الشاعر الراحل والذي أحيل عليه بتراب من قريته البروة ، بالإضافة إلى أن تصميمها الخارجي ، يشكل قرية البروة التي هُجر منها محمود درويش في عام 1948م.

ويضم القسم الداخلي، متحف محمود درويش، يرن في أرجاءه صوت محمود درويش يلقي قصائده من أمسياته المختلفة، كما يضم المتحف كافة مقتنيات محمود درويش، وكذلك صوره في مختلف مراحل عمره، و صور تسجل مشاهد بعينها من حياته، كما يضم المتحف أعماله وقصائده التي كتبها طيلة حياته، بالإضافة إلى الجوائز التي حاز عليها خلال مشواره الفني، ووضعت هذه الجوائز على رفوف طينية ، أخذ طينها من أرض قرية البروة نفسها.

وينظم المتحف العديد من الأمسيات الشعرية، والندوات الثقافية، وتوقيع الكتب، بالإضافة إلى فنون المسرح والسينما.

قصيدة هو هاديء وأنا كذلك :
هُوَ هادِئٌ، وأنا كذلكَ
يَحْتَسي شاياً بليمونٍ،
وأَشربُ قهوةً،
هذا هُوَ الشيءُ المغايرُ بَيْنَنَا.
هُوَ يرتدي، مثلي، قميصاً واسعاً ومُخططاً
وأنا أطالعُ، مثلَهُ، صُحُفَ المساءْ.
هو لا يراني حين أنظرُ خِلْسَةً،
أنا لا أراه حين ينظرُ خلسةً،
هو هادئٌ، وأنا كذِلكَ.
يسألُ الجرسونَ شيئاً،
أسألُ الجرسونَ شيئاً...
قطَّةٌ سوداءُ تعبُرُ بَيْنَنَا،
فأجسّ فروةَ ليلها
ويجسُّ فَرْوَةَ ليلها...
أنا لا أقول لَهُ: السماءُ اليومَ صافيةٌ
وأكثرُ زرقةً.
هو لا يقول لي: السماءُ اليومَ صافيةٌ.
هو المرئيُّ والرائي
أنا المرئيُّ والرائي.
أحرِّكُ رِجْليَ اليُسْرى
يحرك رجلَهُ اليُمْنَى.
أدندنُ لحن أغنيةٍ،
يدندن لحنَ أُغنية مُشَابهةٍ.
أفكِّرُ: هل هو المرآةُ أبصر فيه نفسي؟

ثم أَنظر نحو عينيه،
ولكن لا أراهُ...
فأتركُ المقهى على عَجَلٍ.
أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ، أو رُبّما
هو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ

هو خائِفٌ، وأنا كذلكْ!