إمرأة بطعم العزة والكرامة، وام بدرجة مقاتل، ضربت أروع الأمثلة في الصبر والاحتساب على البلاء، اذ رزقها الله بثلاثة أبناء مكفوفين، ربتهم واهتمت بتعليمهم، حتى تخرجوا من كلية أصول الدين جامعة الأزهر.
التقيت "بوابة المواطن" الإخبارية، بالحاجة صباح حمزة حسانين، ابنة قرية عزبة واصف بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، البالغة من العمر 59 سنة، والتي تم اختيارها أما مثالية، على مستوى الجمهورية هذا العام، بعد أن ضربت مثالا ناجحا يحتذى به في الصبر والتحمل بجانب عملها كبائعة للخضر والخبز للآخرين في منازلهم بالقرية من أجل تربية أبنائها الثلاثة مع زوجها قبل وفاته.
تقول الأم المثالية: "أن الله من عليها بثلاثة أبناء وهم "متولي"، و"محمد"، و"فاطمة"، من فاقدي البصر ولكن عملت بجانب زوجها على مواجهة تحديات الحياة والتغلب على كافة المصاعب التي تواجه أبنائها الثلاثة حتى كبروا وألحقوا بالأزهر الشريف ليتخرجوا من كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق، واستطاعوا حفظ القرآن الكريم كاملا، ولم يمنعهم فقد البصر من التفوق الدراسي.
وأضافت في تصريحات لـ"بوابة المواطن": "أنها كانت تستيقظ يوميا في الفجر من أجل إعداد أبنائها للذهاب إلى المعهد لتلقي علومهم وكنت أصحى كل يوم الصبح وأركبهم على دابة علشان خايفة عليهم وأمشي أنا جنب الدابة ثم أعود لبيع الخضر فى السوق وبعض الأيام أخبز في البيت لمساعدة زوجي لمواجهة أعباء الحياة".
وأكدت: "بعد وفاة زوجي صممت على استكمال مسيرة أبناءها الثلاثة وتعليمهم حتى حصلوا على مؤهلات عليا من جامعة الأزهر وعمل اثنان منهم المتولى، ومحمد، بوظيفة إمام وخطيب بالأوقاف، وفاطمة معلمة علوم شرعية بالأزهر الشريف.
وقالت فاطمة محمود ابنة الحاجة صباح، إنها كانت تتمني أن يكون والدها حي ليشاركهم فرحة تكريم والدتها بالأم المثالية على مستوى مصر، مشيرة إلى أن والدها فاز منذ ثلاث سنوات بلقب الأب المثالي ولكنه توفي قبل ذلك والحظ لم يحالفه لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأعرب الشيخ متولي محمود "40 عامًا" ابن الحاجة صباح، ويعمل إمام وخطيب ومدرس بأوقاف الدقهلية، إن "والدته كافحت كثيرًا من أجل تعليمهم دون جزع، وتحملت كثيرا رغم الصعوبات التي يواجهونها كمكفوفين حتى تزوجوا وملوء البيت بأحفادها".
بينما أكد الشيخ محمد محمود إمام وخطيب 37عاما الابن الأوسط للحاجة صباح، أنه يتمنى أن يكونوا جميعا مع والدته أثناء تكريمها من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليشاركوها فرحتها، وليرى الرئيس ثمرة مجهودها، وهو أب لكل المصريين، مطالبًا المسئولين بالنظر إلى قريتهم الصغير قرية ميت واصف، التابعة لمدينة ميت غمر، بعين الرحمة حيث لا يوجد بها مدرسة ولا وحدة صحية ولا صيدلية ولا طريق ممهد فهي من الأماكن المنسية.
وأعربت زوجة الابن أنها سعيدة لفوز الحاجة صباح وأنها هي التي قامت بناء على رغبتها بكتابة قصة كفاح الحاجة صباح وقدمتها الى مديرية التضامن الاجتماعي للمشاركة في مسابقة الأم المثالية، مشيرة إلى أنها تتخذها قدوة لها، وان تربى أولادها مثلها، لأنها أم بمعنى الكلمة في العطاء والصبر وقوة الإرادة.
جدير بالذكر أن أمانة النادرى وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالدقهلية أعلنت فوز صباح حمزة حسانين، ابنة ميت غمر الدقهلية، بلقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية لعام 2018، حيث كانت تبيع خضراوات، وزوجها فاز بالأب المثالى منذ ثلاث سنوات، إلا أنه توفى منذ عام، وترك لها 3 من الابناء المكفوفين ولكنها أصرت على تربيتهم وتعليمهم حتى أصبحوا من حملة كتاب الله.
