طباعة

نكشف المستور وراء الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو.. وبشاير مواجهة عسكرية قريبة

الأربعاء 28/03/2018 04:45 م

عواطف الوصيف

بوتيين وترامب

يعيش العالم حالة من القلق الشديد، من إحتمالية نشوب حرب باردة بسبب الأزمة التي تواجهها روسيا حاليا، والتي باتت واضحة من خلال طرد العديد الدبلوماسيين الروس من عدة دول أوروبية، و يستلزم الإشارة هنا إلى أن المواجهة المقبلة لن تتوقف، على مجرد الحرب الباردة، فقد تصل إلى حد المواجهة العسكرية، لكن وقبل الانتباه لأمور قد لا يعلمها الكثيرون، لابد من تذكر المتسبب في هذه القطيعة والهجوم المفاجيء، الذي واجهته روسيا.


واشنطن تعلن العداء
أعلنت الولايات المتحدة وبشكل مفاجيء قرارها بطرد الدبلوماسيين الروس من عندها، وأكدت أن السبب وراء إتخاذها لمثل هذا القرار العدائي، هو قضية تسمم الجاسوس الروسي، سيرجي سكريبال، الذي قيل أنه كان يعمل لصالح بريطانيا، وأكدت أنها تعتبر ما حدث له كان مدبر من قبل روسيا، وأنها تعمدت قتله، مما يوحي للجميع أن واشنطن قررت معاداة روسيا، إنصافا لبريطانيا، لكن ما أكتشف، يثبت العكس تماما.

اقتداء بواشنطن
قررت العديد من الدول الأوروبية، أن تحذو نفس الخطوات التي أتبعتها الولايات المتحدة، وأخذت موقف العداء، وقررت طرد العديد من الدبلوماسيين الروس من أراضيها، والكارثة هو أن حلف الناتو، طرد ممثليها أيضا، ورفض الدخول في أي مفاوضات، ويبق السؤال، هل حقا، "قضية سكريبال" هي السبب وراء هذا العداء الجماعي المفاجيء.

كشف المستور
ما رأيك عزيزي القاريء، أن نعود للوراء بعض الشيء، حينما خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأطلق خطاب أمام شعبه، وبدون أي مناسبة عرض فيلم، يوضح قدرات روسيا العسكرية، ويتعمد مرارا أن يكرر أنه لن يسمح بأي هجوم على أرضه، وأن من سيتجرأ على الهجوم على أرضه أو أيا من حلفاءه سيدفع الثمن، وهو ما أعتبرته واشنطن، هجوما مقصود ضدها بالتحديد.

واشنطن والسلاح النووي
خرج الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على شعبه، ليطلق خطاب رسمي، أكد فيه، أنه لابد أن ينتبه العالم لكل خطوة تتبعها واشنطن، لأنها وببساطة تدعم فكرة السلاح النووي، مؤكدا أنها تشكل خطورة على الدول المجاورة لها، مطالبا كافة الدول على مستوى العالم وخاصة الدول الحليفة لها، أن يتكاتفوا ضد واشنطن ويهاجمونها.

نقطة نظام
لن نحاول إلقاء الإتهامات، أو فرض استنتاجات، لكن السؤال الأهم، منذ متى وواشنطن، تخشى على غيرها من الدول، منذ متى وواشنطن في ظل رئيس، مثل دونالد ترامب، تفكر في التضحية بعلاقاتها الدبلوماسية، على مستوى الدول المجاورة لها، من أجل قضايا لا علاقة لها بها، فخطابات بوتين الأخيرة، التي أعتبرت واشنطن أنها تحمل في طياتها هجوما صارخا عليها، ربما تفسر الأزمة الأخيرة التي حدثت، وطرد الدبلوماسببن الروس من العديد من الدول الأوروبية، لكن هل ستلتزم روسيا الصمت، عندما تجد مصالحها تتضارب في المنطقة، فكم المتوقع أن تدخل في حرب أكثر من مجرد الباردة، فقد تصل إلى حد المواجهة العسكرية، ضد واشنطن، لأنها كانت سبب في الإضرار بها وبمصالحها في المنطقة، ومن ثم لابد من التفكير في النتائج التي ستعود على المنطقة العربية.